بريطانيا والولايات المتحدة تبدأن في التخلي عن أدوارهما كأبطال الإصلاح الاقتصادي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب رئيسًا لأميركا

بريطانيا والولايات المتحدة تبدأن في التخلي عن أدوارهما كأبطال "الإصلاح الاقتصادي"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - بريطانيا والولايات المتحدة تبدأن في التخلي عن أدوارهما كأبطال "الإصلاح الاقتصادي"

اقتصاد الولايات المتحدة
لندن - سليم كرم

بدأت بريطانيا والولايات المتحدة، التخلي عن أدوارهما كأبطال التحرير الاقتصادي. فمنذ عهد رونالد ريغان ومارغريت تاتشر، تتبعت دول جميع أنحاء العالم، المثال الاقتصادي الأميركي البريطاني، "الخصخصة"، وهو رفع القيود وفتح اقتصادها أمام التجارة والاستثمارات الأجنبية، التي تعرف أحيانا باسم "النموذج الأنغلو سكسوني".

ولكن، في حين صوتت بريطانيا لترك الاتحاد الأوروبي، ومع انتخاب دونالد ترامب، الرئيس المقبل للولايات المتحدة، فإن ذلك مؤشرًا إلى نهاية القيادة الأنغلو أميركية للاقتصاد العالمي. ولن يقود أي من البلدين حركة التحرر الاقتصادي في مناطقهم أو في العالم الأوسع، في المستقبل المنظور. وكشفت الأصوات الأميركية والبريطانية بالمطلب الشعبي القوي، لاستعادة السيطرة على اقتصاداتها الوطنية. فبالنسبة للكثير من ناخبي ترامب هذا يعني التراجع عن نهج سياسة اقتصاد عدم التدخل في التجارة الدولية والاستثمار، الذين يعتقدون أنها ساهمت في ركود متوسط الأجور وارتفاع انعدام الأمن الوظيفي.

والنتيجة لذلك انتخاب ترامب، الذي تعهد بمعاقبة الشركات الأميركية التي تنقل الوظائف إلى الخارج من أجل تحديد أولويات سلاسل التوريد العالمية. وأن أميركا ستكون في الذروة أيضا، إذا لم تتراجع عن التكامل الاقتصادي مع المكسيك، وتستعد للتخلي عن أو إعادة التفاوض بشأن الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهي الجهود الطموحة التي بذلتها إدارة أوباما، لتعميق قيم السوق الحر عبر المحيط الهادئ. ولاتزال رسالة اتفاقية البريكست حتى الأن أكثر تعقيدًا. فاستطلاعات الرأي منذ الاستفتاء ترى أن غالبية البريطانيين ما زالوا يؤيدون التجارة الحرة والاستثمار. فعلى الرغم من أن عضوية السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، تنضوي عن التزامات بالتأثير على السيادة الوطنية، على وجه الخصوص، وحرية حركة العمالة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين. ويعتقد العديد من البريطانيين أن التدفق الكبير في الأعوام الأخيرة قلل الأجور، وطغى على الخدمات العامة والإسكان.

وأكد مناصرو السوق الحر من مؤيدي الاتفاقية، أن عضوية الاتحاد الأوروبي، سجنت السياسة التجارية البريطانية في نظام المفاوضة الجماعية المتعرج للاتحاد الأوروبي. وفي النهاية يمنع بريطانيا من عقد الصفقات التجارية في الأسواق الناشئة، التي صممت خصيصًا لنقاط القوة البريطانية المحددة، مثل الخدمات. ولكن، بمجرد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فإنها لن تلعب أي دور في التحرير المستقبلي للسوق في الاتحاد الأوروبي الموحد، على الرغم من أن هذا حاليًا وجهة نحو 45 في المائة من الصادرات البريطانية.

وتسعى خطط اتحاد أسواق رأس المال "الذي كان بقيادة اللورد هيل المفوض البريطاني حتى استقالته بعد الاستفتاء"، لإزالة العديد من الحواجز على التجارة في الخدمات، وجعل الأسواق الرقمية أكثر انفتاحًا والمضي قدمًا، بدون تأثير السوق البريطاني. ورفض الناخبون البريطانيون والأميركيون التطور المنطقي للنموذج الأنغلو سكسوني، التي انجز تقدمًا في كسر الحواجز للقيام بتداول حر عند الحدود الوطنية، ولمعالجة غابة من الأنظمة غير الجمركية، التي غالبًا ما تحد من التجارة والاستثمار وراء الحدود.

وكان المفوض الأوروبي اللورد كوكفيلد، الذي عينته مارغريت تاتشر، من ساعد في تصميم السوق الموحدة التي كسرت الحواجز غير الجمركية في الاتحاد الأوروبي. وللقيام بذلك، كان ذلك يتطلب إدخال مفهوم تصويت الأغلبية المؤهلة. وبعد ثلاثين عامًا، يخشى العديد من البريطانيين من فكرة أن الأنظمة يمكن أن تفرض عليهم من قبل أغلبية الدول الأعضاء الأخرى، بغض النظر عما إذا كانت هذه اللوائح تعزز التجارة في البلاد أم لا.

وبالمثل، يبدو أن الرئيس المنتخب ترامب من المقرر أن يقوم بإزالة الولايات المتحدة من تصميم قواعد مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ. بدلًا من ذلك، سيركز ترامب على إزالة القيود البيئية المحلية على الشركات الأميركية، إضافة إلى لوائح الأنظمة المالية بعد الأزمة التي يعتقد أنها تحد أيضا من النمو في الولايات المتحدة. وتعتبر آفاق استكمال شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا المناخ قاتمة، ويوجد الآن حافز للمشرعين الأميركيين والاتحاد الأوروبي إلى حل وسط بشأن المعايير التنظيمية في القطاعات الحساسة سياسيًا، مثل سلامة الأغذية والبيئة والمستحضرات الصيدلانية.

ونشهد فترة منافسة تنظيمية عبر الأطلسي أكثر كثافة، إضافة إلى خلافات مستمرة على استخدام الكائنات الحية المعدلة وراثيًا في الزراعة، فالاتحاد الأوروبي بالفعل يتحدى الشركات الأميركية من حيث معاييرها لحماية البيانات والنهج إلى التهرب من دفع الضرائب. ومن المرجح أن يتخذ موقفًا قتاليًا في استجابة لإدارة ترامب. وهذا من شأنه أن يشكل معضلة بالنسبة لبريطانيا. كما سيكشف عن ذلك الاتفاق التجاري بعد البريكست مع الولايات المتحدة، حيث تجد بريطانيا بين الاختيار بين التقارب التنظيمي عبر المحيط الأطلسي أو مع السوق الرئيسية في الاتحاد الأوروبي. ومن المثير للسخرية أن بطلا النظام الاقتصادي الليبرالي على وشك التراجع في تعميق الاقتصاديات الليبرالية في مناطقهم، والاختيار بدلًا من ذلك العودة إلى عصر الصفقات والمعاملات التجارية الأكثر انتقائية.

ولعل ذلك سيعطي السياسيين والمواطنين في كل البلدين، الوقت للتكيف مع الاضطرابات الناجمة عن تحرير الماضي. في حين يعتبر ذلك من أميركا وبريطانيا خطوة إلى الوراء في الوقت الذي شُلت فيه قوة منظمة التجارة العالمية، كما من المقرر أن تستخدم القوى المتنافسة هذا الفراغ، لتعزيز النماذج الاقتصادية الخاصة بهم في مناطقهم – سواء النظم القائمة على اقتصاد الدولة المفضل لبكين أو نظم السياسية الاقتصادية للدولة المفضل للكرملين.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا والولايات المتحدة تبدأن في التخلي عن أدوارهما كأبطال الإصلاح الاقتصادي بريطانيا والولايات المتحدة تبدأن في التخلي عن أدوارهما كأبطال الإصلاح الاقتصادي



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday