الأوضاع الاقتصادية تدفع الغزيين لابتكار مشاريع صغيرة للرزق
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

ارتفاع معدلات البطالة لمستويات غير عادية مع الحصار الخانق

الأوضاع الاقتصادية تدفع الغزيين لابتكار مشاريع صغيرة للرزق

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الأوضاع الاقتصادية تدفع الغزيين لابتكار مشاريع صغيرة للرزق

مشاريع اقتصادية
غزة – منيب سعادة

تبحث العديد من الأسر الغزية عن مصدر رزق، في ظل الحصار الخانق والظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة، وارتفاع لمعدلات البطالة لمستويات غير عادية، وتبتكر مشاريع اقتصادية صغيرة لا تحتاج إلى المال الكثير للتغلب على ظروف الحياة !!

الشاب محمد شقليه حمل على كتفه مجموعة من البلالين وألعاب الأطفال ويتجول على شاطيء بحر غزة لبيعها، منظر يختصر كل معاني الحياة في قطاع غزة المحاصر، فظروف الحياة الشاقة التي يمر بها محمد كغيره من الشباب تتغلب عليها ألوان البلالين والألعاب، يروي محمد ل"فلسطين اليوم"،  حكايته مع البلالين وألعاب الأطفال بالقول"أنهيت دراسة الثانوية العامة، ولم تتح لي الفرصة في إكمال دراستي الجامعية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أسرتي، فأخوتي الاثنين يكبرونني سناً وانتهوا من  تعليمهم الجامعي بعد مصاريف أرهقت العائلة فباعت أمي الذهب التي تمتلكه من يوم زواجها لتعليمهم، واليوم هم خريجوا ، وأسمائهم دونت في كشوفات الخريجي في غزة وعلى طوابير البطالة، وأنا فضلت ان لا أضيع سنين عمري بدون عمل، فبحث عن عمل فلم أجد أي فرصة للعمل، فقمت بشراء مجموعة من البلالين وبعض الألعاب الذي يرغبها الأطفال رخيصة الثمن، وأقوم ببيعها على شاطيء البحر المكتض بالزائرين، لأعيل أسرتي وأكون نفسي، فألوان البلالين الجدابة تجعل من الأطفال الرغبة في شرائها، والحمد الله كل يوم أخرج من البيت لشراء كمية من هذه البلالين بسعر الجملة وأقوم ببيعها منفردة ، وفي كل مساء لا يتبقى شيء منها.

ومن داخل منتزه غزة وجدنا الفتى أحمد ثابت البالغ من العمر 16 عاماً، يقوم بتأجير سيارة لعبة مزينة، ويصطف حوله الأطفال ينتظرون دورهم في اللعب وأخذ شوط بالسيارة في شوارع الحديقة، وتحدث أحمد لـ"فلسطين اليوم" قائلاً ، "أي هو أنت شايف عمل أخر في غزة"، كاشفاً إنه جمع ثمن هذه السيارة من مصروفه اليومي، لكي يعمل بها في المناطق التي يكثر بها المتنزهون، وخصوصاً في فصل الصيف على شاطيء غزة والمنتزهات، وفي الأعياد يذهب الي الجندي المجهول ، قائلاً أن الأطفال يميلون الى السيارة الأكثر جمالاً من ناحية التزيين والألوان، كما تجذبهم الأغاني والأناشيد التي يستمتعون بسماعها أثناء تجوالهم بالسيارة.

وفي الحديث عن سبب عمله في هذا المجال وبنبرة صوت يعتصرها القهر والحرمان قال أبي عامل عاطل عن العمل وأصيب في الحرب وأنا وأخوتي نساعد أبي في توفير حياة كريمة لأسرتنا،  لا نحتاج التذلل للجمعيات والمؤسسات التي لا تراعي التكافؤ والتوزيع حسب الحاجة، نعمل ونسترزق من عرق جبيننا.

أما الشاب الثلاثيني أحمد عمر الذي يجلس خلف بسطته المتنقلة "كشك صغير" ويبيع المشروبات الساخنة يروي لـ"فلسطين اليوم" حكايته : بالقول "قمت بشراء ألواح حديدية، وذهبت للحداد ، فقام بلحمها وتكوينها  كشك متحرك بعجلات، وشريت غاز صغير ، وقمت بشراء المعدات والأدوات والاحتياجات اللازمة لعمل المشروبات الساخنة "الشاي والقهوة والنسكفي والكابتشينو"، وأصبحت أذهب بها من شارع لشارع وفي الأماكن العامة والمزدحمة الذي يرغب المارة بهذه المشروبات، ودائما الحركة الشرائية تكون في الصباح على القهوة وفي وقت المساء، أما وقت الظهيرة لا أحد يأتي ويتطلع على كشكي، والحمد الله بدأ يتردد زبائن لشرب الشاي والقهوة عندي، واستطعت توفير احتياجات أسرتي من المأكل والمشرب والملبس، فأطفالي بحاجة الى ملابس مدرسية وحقائب وكتب وقرطاسية ونحن على ابواب بدء المدارس، فالحياة عمل ، من لا يعمل لا يستطيع تحمل هذه المصاريف في قطاع غزة.

وفي أحد شوارع مدينة غزة يبيع أبو عماد 45 عاماً " إكسسوارات وكل ما يلزم زينة الجوال" تحت حرارة الشمس ويبدو على ملامح وجهه التعب والإرهاق، فيقف خلف بسطته الصغيرة، ويقوم بعرض بضاعته على المارة، متحدثاً لنا " رغم التعب الذي أعانيه من وقوفي كثيراً بدون راحة إلا أنني سعيد جداً، فهذا المشروع جعلني اعتمد على نفسي في توفير احتياجات أسرتي، فقمت بإنشاء المشروع بعد ما كنت أعمل أجير في أحد المحلات بيومية قليلة جداً، فأستدنت مبلغ قليل من المال وقمت بشراء الإكسسوارات، وأقوم ببيعها للمارة، والعديد يفضلون الشراء مني لأن بضاعتي أرخص من المحلات التي تدفع إجار للأماكن.

وقال أبو عماد أن لديه بنتان في الجامعة تدرسان العلوم والصيدلة، وانه بحاجة لتوفير مصاريف ورسوم دراسية لهم كل فصل، قائلاً إن هذا المشروع ساعده كثيراً في توفير احتياجات أسرته.

وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، ووفقًا لمعايير منظمة العمل الدولية، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة قد بلغت 41 في المائة، وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف شخص خلال الربع الأول من عام 2017، حيث تعتبر معدلات البطالة في غزة الأعلى عالميًا.

وارتفعت معدلات الفقر المدقع لتتجاوز 65%، فيما تجاوز عدد الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الاونروا والمؤسسات الاغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة.
 ويسعى المواطنون إلى تحسين دخلهم من خلال مهن متعددة يقومون بها ، لتوفير ما تحتاجه عائلاتهم من احتياجات يومية. وفي قراءة تراجيدية للأوضاع في قطاع غزة  قال أ. د. نسيم أبو جامع الخبير الاقتصادي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر ل"فلسطين اليوم "أن قطاع غزة يتجه نحو الأسوأ في ظل انهيار الاقتصاد الوطني، وأن كافة المؤشرات والدلائل تؤكد بأن قطاع غزة دخل مرحلة الانهيار الاقتصادي، فالحصار الإسرائيلي المستمر لأكثر من ١٢ عام والانقسام السياسي الفلسطيني أدى الي ضعف الاقتصاد ومن ثم ضعف التنمية وبتالي عدم فتح آفاق ومشاريع جديدة أمام العاطلين والخريجين والشباب من أجل دمجهم في سوق العمل الفلسطيني.

وحذر أبو جامع من  الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل انهيار تام للاقتصاد الفلسطيني التي ستؤدي في زيادة في الأعمال الغير مشروعة والتجارة الغير مشروعة،وكل شيء غير مشروع من أجل توفير احتياجات الفئات المعدومة، الذي سيؤثر سلباً على أمن وأمان المواطن والمجتمع الغزي، وأيضاً على عجلة التنمية في المجتمع.

وأكد أن الأسر الغزية تتجه نحو عمل مشاريع صغيرة من اجل توفير حياة كريمة قدر الامكان في ظل عدم توفر أدنى مقومات الحياة في غزة ، وهذا يجعل عجلة حياة الاقتصاد مستمرة وبطيئة . ودعا إلى رعاية واحتضان من قبل الجهات المسؤولة لهذه المشاريع ، ووضع برنامج اقتصادي فلسطيني يتضمن النهوض بالاقتصاد الفلسطيني وابعاد الخلافات السياسية عن حياة المواطن وحاجياته لتستمر عجلة التنمية .

وقال الدكتور رمضان بركة الخبير النفسي والاجتماعي ل"فلسطين اليوم" أن الحصار والانقسام أثر بشكل كبير على الاقتصاد الغزي الذي بدوره أدى  الي زيادة في نسبة البطالة والفقر، ومن ثم أثر على الوضع النفسي والاجتماعي للأسر الفقيرة والمحتاجة ، وأيضاً على الشرائح والفئات التي لا تعمل، منوهاً أنه يلاحظ بعض الأسر تقوم بإرسال أبنائها الأطفال للعمل من أجل توفير الحد الأدنى لاحتياجاتهم وهذا يؤثر على نفسية الأطفال ويجعلهم عدوانين في بعض الأحيان، وحذر من ظاهرة الوصول للانحراف المجتمعي بسبب هذه الأزمات المتراكمة والتي ليس لها حلول قريب في الأفق ، فالوصول لهذه الظاهرة سيؤدي الي وضع خطير تخرج بالفرد أو الأفراد المنحرفين عن معايير وقيم المجتمع .

معتبراً أن عمالة الأطفال والشباب تؤثر بشكل سلبي على وضعهم النفسي والاجتماعي، مدللاً ذلك بوضع خريجي عاطلين عن العمل يبيعون في الأسواق أو يعملون في البناء ..الخ. فهذا ينعكس سلباً على المجتمع، داعياً المؤسسات الي رعاية الشباب والخريجين والعمال ودعم هذه المؤسسات للأسر المهمشة والفقيرة للحد من الظواهر الخطيرة التي تنجم جراء تفاقم هذه الأزمات.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوضاع الاقتصادية تدفع الغزيين لابتكار مشاريع صغيرة للرزق الأوضاع الاقتصادية تدفع الغزيين لابتكار مشاريع صغيرة للرزق



أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر

GMT 04:54 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

"كوفالوب" شمال كيب تاون يتكون من 8 غرف نوم

GMT 17:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المخرج كوستا جافراس بضيافة سينما زاوية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday