واشنطن - فلسطين اليوم
انخفضت أسعار النفط، الخميس، بعد موجة صعود دفعت الأسعار للارتفاع نحو عشرة في المئة منذ أوائل الأسبوع الماضي، على رغم إشارات متجددة على تقلص تدريجي في الفجوة بين العرض والطلب في السوق الأميركية، وانخفض خام “برنت” 25 سنتًا إلى 52.11 دولار للبرميل، وتراجع الخام الأميركي الخفيف 25 سنتًا إلى 49.34 دولار.
ويؤكد متعاملون أن الطلب القوي في الولايات المتحدة يدعم الأسعار، في حين يكبح ارتفاع إمدادات منتجي “منظمة الدول المصدرة للنفط” “أوبك” تحقيق مكاسب إضافية، ما يشير إلى أن السوق تتحرك داخل نطاق ضيق، وظل الخام الأميركي دون 50 دولارًا للبرميل على رغم طلب قياسي على البنزين بلغ 9.84 مليون برميل يوميًا الأسبوع الماضي وتراجع مخزون النفط التجاري في الأسبوع المنتهي في 28 تموز “يوليو” 1.5 مليون برميل إلى 481.9 مليون برميل، وفقًا لـ “إدارة معلومات الطاقة الأميركية”، ويقل ذلك عن المستويات المسجلة في الوقت ذاته من العام الماضي، ما يشير إلى تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق الأميركية، ويشير متعاملون إلى أن ارتفاع إنتاج “أوبك” يكبح الأسعار، ويرجح محللون أن تظل الأسعار تحت ضغط لبعض الوقت في المستقبل بفعل وفرة الإمدادات.
وقال نائب العضو المنتدب لتسويق النفط الخام والمنتجات البترولية في “مؤسسة البترول الكويتية” وليد الرشيد البدر، إن المؤسسة “بدأت أمس إرسال مليوني برميل من النفط إلى مصفاة فيتنام التي تمتلك فيها الكويت 35 في المئة”، وأضاف أنها “سترسل أيضًا شحنتين أخريين يبلغ إجمالي حجمهما مليوني برميل يومي 11 و12 آب “أغسطس” الجاري، وأربعة ملايين برميل إضافية في أيلول “سبتمبر””، لافتًا إلى أن “المؤسسة تعتزم إرسال ست شحنات أخرى بإجمالي 12 مليون برميل من النفط الخام للمصفاة خلال الربع الأخير من السنة”، مشيرًا إلى أن “المصفاة بدأت العمل بالفعل وستعمل بكامل وحداتها في 2018”.
وأكد البدر أن “هذه الكميات من النفط لا تؤثر على التزامات الكويت تجاه “أوبك”، لأن هذه الالتزامات تتعلق بالإنتاج وليس التصدير”، مبينًا أن “الكميات هي ضمن حصة الكويت من الإنتاج المقدرة بواقع 2.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا للاتفاق”، وبشأن تأثير خفض الإنتاج على صادرات الكويت، قال إن “النصيب الأكبر من الخفض كان من نصيب الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة”، موضحًا أن “إغلاق مصفاة الشعيبة الكويتية هذه السنة، ساهم إلى حد كبير في التقليص التلقائي لحصة الكويت من إنتاج النفط”.
وكشفت مصادر أن صادرات النفط الإيراني إلى الصين قد تزيد إلى أعلى مستوياتها في 11 شهرًا في آب، مع ارتفاع الطلب على الخام الإيراني الأثقل بعد أن خفضت إيران سعره، ولفتت إلى أن “من المنتظر أن تبلغ صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية إلى الصين 733 ألف برميل يوميًا في آب، وهو أعلى مستوى منذ أيلول، مدفوعة بزيادة تبلغ 11 في المئة في كميات الخام على أساس شهري”، وأشارت إلى أن “المشترين الصينيين يستوردون أيضًا مزيدًا من نفط الشرق الأوسط، في وقت ينخفض سعر خام دبي القياسي في مقابل خام القياس العالمي مزيج برنت”.
وتظهر حسابات “رويترز” أن إيران خفضت سعر البيع الرسمي لدرجتي الخام الإيراني الثقيل و “مزيج فروزان”، وهما من الخامات الأثقل، في الربع الثالـــث بواقع سِنْتين للبرميل، مقارنة بسعره في الأشهر الثلاثة السابقة، لجـــذب مشترين، لكن مصدرًا أفاد بأن “من المنتـــظر أن يهبط إجمالي صادرات النـــفط الخام الإيراني إلى آسيا في آب إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 0.3 في المئة عن مستواها في تموز “يوليو””، وتوقع أن “يبلغ إجمالي صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات إلى العالم، 2.37 مليون برميل يوميًا هذا الشهر، بانخفاض أربعة في المئة عن مستواه قبل سنة، ما سيمثل أول تراجع على أساس سنوي في أربعة أشهر”.
وستزيد صادرات الخام والمكثفات الإيرانية إلى آسيا خمسة في المئة عن مستواها في تموز إلى نحو 1.65 مليون برميل يوميًا، بينما ستنخفض تلك المصدرة إلى أوروبا 15 في المئة عن مستواها في الشهر السابق إلى 613 ألف برميل يوميًا، ولن تشهد الصادرات إلى الشرق الأوسط تغييرًا يذكر، لتبلغ 111 ألف برميل يوميًا، وستنخفض الصادرات إلى الهند 25 في المئــة عن مستواها في تموز إلى 310 آلاف برميل يوميًا هذا الشهر، وهو الأدنى منذ شباط “فبراير” 2016، في خطوة قد تكون ردًا على عدم ترسية طهران مشروع تطوير حقل غاز على شركات هندية، ولفت المصدر إلى أن “كوريا الجنوبية ستتجاوز الهند في آب كثاني أكبر مستورد للخام الإيراني للمرة الأولى منذ كانون الثاني 2016، بحصولها على 380 ألف برميل يوميًا تقريبًا”، مشيرًا إلى أن “تايوان ستحصل على نفط إيراني هذا الشهر للمرة الأولى منذ نيسان “أبريل” بإجمالي مليوني برميل”، ومن بين المستوردين الآخرين للنفط الإيراني، “ستزيد حصة اليابان 6 في المئة مقارنة بحصتها في تموز، في حين سترتفع حصة تركيا 7 في المئة، والامارات 3 في المئة”، وإضافة إلى صادرات هذا الشهر، “تضع إيران أيضًا مليوني برميل في وحدات التخزين العائمة”، وفقًا للمصدر.
أرسل تعليقك