لندن ـ كاتيا حداد
وافقت شركة "رويال داتش شل" على شراء مجموعة الغاز "بي جي" مقابل 70 مليار دولار، بعد أن ساعد هبوط أسعار النفط "شل" إلى بلوغ هدفها بالاستيلاء عليها.
وتعتبر صفقة الاستيلاء على ذراع التنقيب عن الغاز البريطاني السابق"بي جي"، الأكبر في قطاع الطاقة منذ عشرة أعوام، فضلًا عن أنًّها ستقود لإنشاء شركة تقدر بحوالي 268 مليار دولار.
وتعد شركة "شل" بالفعل أكبر شركة في بريطانيا بقيمة حوالي 193 مليار دولار, وستصبح المجموعة المشتركة أكبر بما يزيد عن 50٪ من ثاني أكبر شركة وهي مصرف الـ"HSBC".
وسيغادر الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي جي" هيلغ لوند، الذي انضم في أوائل شباط / فبراير، بمجرد إتمام الصفقة خلال العام المقبل، ويستطيع ترك منصبه بمبلغ أكثر من 37 مليون دولار.
وكانت "بي جي" تعاقدت مع لوند على أمل إصلاحها؛, لكنه قد يتلقى الآن كسبًا غير متوقع لتحافظ "بي جي" على حالها حتى يتم إتمام الصفقة التي تشمل أيضًا دفع الملايين لبنوك الاستثمار التي نصحت الشركات.
ويحصل غولدمان ساكس وروبي وارشو على حوالي 49 مليون دولار لتقديم المشورة لـ"بي جي"، في حين يتلقى بنك "أميركا ميريل لينش" 81 مليون دولار للعمل لصالح شركة "شل".
ووقع الصفقة التي يجب أن تتخطي العقبات التنظيمية في جميع أنحاء العالم خصوصًا بروكسل وأستراليا، كل من الرئيس التنفيذي لشركة "شل" بن فان بيردن، ورئيس "بي جي" أندرو غولد.
وصرَّح بيردن بأنَّه دعا غولد في 15 آذار/ مارس الماضي من أجل اقتراح الصفقة ثم انتقلت المفاوضات بسرعة, وأضاف إنَّ "لوند سيبقى في "بي جي" لإدارة الأعمال؛ ولكنه سيهتم بمشاريعه الخاصة بمجرد اكتمال الصفقة.
وأكد بيردن "أنا لا أعرف هيلغ بشكل جيدًا جدًا ولكنني أعرفه بما فيه الكفاية، فكان لي حوار جيد وبناء وشفاف معه، هذه هي الطريقة التي أراه بها, وهذا شيء مثالي جدًا".
وأضاف غولد "إنَّ أسهم هيلغ تخضع لشروط الأداء التي لن تكون معروفة حتى اكتمال هذه الصفقة, أخشى أنك ستضطر إلى الانتظار حتى اكتمال الصفقة لمعرفة ماذا سيكون العدد النهائي".
يُذكر أنَّه كان هناك تكهنات واسعة بأنَّ "بي جي" ستصبح هدفًا لعملية استحواذ كجزء من موجة من الصفقات في القطاع, وتوقع الكثير من محللين المدينة أن "اكسون" الولايات المتحدة من شأنها أن تتخذ خطوة تجاه الأعمال التجارية, ورفض غولد التصريح بما إذا كان أي من الشركات الأخرى تواصلت معه بشأن الاستحواذ أم لا.
وعرضت شركة "شل" أموالًا نقدية وأسهمًا تقدر بقيمة 20 دولار أميركي للسهم الواحد, أي أكثر من 50٪ من القيمة التسويقية لـ"بي جي" ليلة الثلاثاء, وتعد هذه هي أكبر عملية استحواذ لشركات النفط والغاز منذ أن تم دمج "شل" الهولندية والبريطانية رسميًا عام 2004.
وارتفع سعر سهم "بي جي" بنسبة 27٪ ليصل إلى 17.9 دولار، في حين هبط سهم شركة "شل" بنسبة 8.6٪ إلى 31.4 دولار أميركي.
وأعلنت "شل"، التي لها أسواق في ماليزيا، ونيجيريا، بأنَّ الاتفاق سيوفر في التكاليف قبل خصم الضرائب حوالي 1.7 بليون جنيه إسترليني في السنة, وسيضيف نحو 25٪ إلى احتياطات الشركة من النفط والغاز, و 20٪ للإنتاج، فضلًا عن تعزيز موقفها في مشاريع النفط والغاز الجديدة، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي المسال في أستراليا.
ومثل شركات النفط والغاز الأخرى، تأثرت "بي جي" بشدة إثر انخفاض أسعار النفط, وتسببت كثرة عرض النفط وضعف الطلب في انخفاض السعر لنحو 50٪ أي 59 دولارًا للبرميل، منذ الصيف الماضي, وانخفضت أرباح الشركة نحو 20٪، في الثلاثة أشهر حتى نهاية العام الماضي.
كما تأثرت شركة "شل" بانخفاض أسعار النفط, وكشفت الـ"أنغلو" الهولندية النقاب عن خفض 250 وظيفة في "نورث سي" وتحولت عن نظام الورديات للعمال لخفض التكاليف.
وأبرز فان بيردن ردًا على سؤال عما إذا كان يمكن ضمان عدم خسارة في الوظائف في "نورث سي" جراء الصفقة "لا توجد ضمانات في الحياة, وبغض النظر عن ما يحدث، سيكون علينا أن نفكر في كيفية جعل "نورث سي" أقوى وأنجح مرة أخرى".
كيف تقارن الشركات
شركة "رويال داتش شل"
• تأسست عام 1907 بعد دمج شركة "رويال داتش" مع "شل", ومقرها في لاهاي
• كان الرئيس التنفيذي بن فان بيردن مع الشركة لمدة 32 عامًا, وتلقى العام الماضي 24 مليون يورو.
• أكبر شركة في مؤشر "فاينانشال تايمز"، بقيمة تسويقية 130 بليون جنيه إسترليني.
• ربحت 15 بليون دولار في 2014
•بها 92.000 موظف
• تنتج: 3 مليون برميل نفط في اليوم الواحد
• تريد مجموعة "بي جي" لأنها تحتاج المزيد من الاحتياطات، وتريد أن تكون الأكبر في صناعة الغاز.
مجموعة "بي جي"
• كانت سابقًا تباشر الأعمال التمهيدية للغاز البريطاني المملوك للدولة, وتم تقسيم الشركة إلى شركتين منفصلتين، في عام 1997
• الرئيس التنفيذي: هيلغ لوند، كان مع "بي جي" لمدة شهرين, ولم ترد شركة "شل" بقاءه.
• رقم 14 في مؤشر "فاينانشال تايمز" بقيمة تسويقية 47 بليون جنيه إسترليني.
• خسرت حوالي 1 بليون دولار في 2014.
• بها 5.143 موظف
•تنتج 606.000 برميل نفط في اليوم.
• "بي جي" غير مرغوب فيها؛ لأن لها أعمال رئيسية في البرازيل وتنزانيا ورائدة في مجال الغاز الطبيعي المسال, وتراجعت أسهمها في الأشهر الأخيرة.
أرسل تعليقك