لندن - كاتيا حداد
أفادت أرقام الشركة الأميركية البريطانية للتبغ "بي إيه تي"، بأن السجــائــر الإلكترونية تــــكتــسب شعبية متزايدة وفي شكل متسارع في أكثر أسواق العالم تقدمًا، في ظل الحملة المتصاعدة ضد التدخين في العالم. ولأنها أقلّ ضررًا على صحة الإنسان. حيث نمت مبيعاتها العالمية بنسبة 59 في المئة، لتصل قيمتها إلى ستة بلايين دولار سنويًا. وتستحوذ السوق الأميركية على 40 في المئة من هذا السوق، بمبيعات تصل إلى 2.5 بليون دولار سنويًا.
وارتفعت مبيعات السجائر الإلكترونية في بريطانيا بنسبة 75 في المئة، لتبلغ قيمتها نحو 459 مليون جنيه استرليني (أي 800 مليون دولار)، بينما هبط الإنفاق على العلاج ببدائل النيكوتين مثل الرقع والعلكة بنسبة 3 في المئة، وهو التراجع الأول المسجل على هذا الصعيد منذ العام 2008. وأوضحت شركة "يورومونيتور" للبحوث، أن الحجم الإجمالي لسوق منتجات التدخين البديل "فاق حجم سوق منتجات بدائل النيكوتين العلاجية في شكل كبير".ولاحظت الشركة الأميركية - البريطانية، أن السجائر الإلكترونية "تواصل تعزيز مكانتها في سوق التدخين الخاصة بالبالغين، لأنها بديل أقل ضررًا من السجائر العادية، ووسيلة فعّالة لخفض استهلاك تلك التقليـــدية. إذ سمحت الجهات التنظيمية في أنحاء العالم خصوصًا في الولايات المتحدة وبريطانيا بتسويقها".
وتعتزم هيـــئة الخدمات الصحيّة الوطنــية البريطانية، "بـــــــدء وصــف السجــائـــر الإلكترونية للمدخنين الساعين إلى التخلّص من التدخين" مع بداية العام الحالي، بحيث تكون الجهة الرسمية الأولى التي تُقدم على خطوة من هذا النوع في العالم. وأوضح وزير الصحة البريطاني الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، قائلًا: "وجدت الحكومة أن التدخين الإلكتروني أقل ضررًا بكثير من ذلك العادي". لكن السجائر الإلكترونية لا تزال محظورة في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، خوفًا من أي تأثيرات صحيّة سلبية محتملة. ولا تحتوي السجائر الإلكترونية التي تُعدّ أجهزة إلكترونية على أي تبغ، لكنّها تسمح لمستخدميها باستنشاق بخار النيكوتين بدلًا من ذلك. وأثبت متخصصون بالصحة العامّة، أنها "أقل ضررًا بكثير من التبغ الحقيقي، لذا يرون فيها بديلًا مُجديًا أكثر صحة من التدخين التقليدي".وأشار تقرير لهيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى أن النيكوتين بذاته "لا يشكّل خطرًا على الصحة، والمثبت علميًا أن معظم الأمراض المرتبطة بالتدخين تنجم عن احتراق التبغ وليس استهلاك النيكوتين". من هنا أكد التقرير أن الانتقال إلى السجائر الإلكترونية "ربما يساعد على إنقاذ حياة 76 ألف شخص سنويًا في أنحاء العالم".
وأعلن مسؤولون في شركة "بي ايه تي"، أن الشركة "تستثمر بشكل وسطي نحو 170 مليون جنيه استرليني في البحوث والتطوير سنويًا، مع تخصيص جزء كبير من هذا المبلغ للاختبارات العلميّة الدقيقة والشاملة، بهدف تصميم منتجات أقل ضررًا تعزز الجهود على نطاق عالمي لتخفيف أضرار التبغ".وقال ناطق باسم الشركة إن "بي إيه تي" تؤمِن بإمكان ابتكار بدائل موثوقة وأقل ضررًا لمكافـــحة الأضــرار الصحيـــة العامة التي يتسبب بها التدخين التقليدي، لذا أمضينا عقودًا في إجراء بحوث ترمي إلى إيجاد منتجات أخف ضررًا". ورأى أن التكنولوجيا "وصلت إلى مستوى يسمح لنا بتزويد المدخنين بدائل أكثر صحةً قياسًا إلى السجائر التقليدية".واستـعــانـــت الشـركة "البــريـطانــية - الأمـيركية للتبغ" بالبيانات التي حصلت عليها من نحو ألفي شخص من المدخنين العاديين أو الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، لتطوير منتجها في بريطانيا، مع الاعتماد على 50 عالمًا في مجالات كثيرة، تشمل علم السموم والعلوم الحيوية.
ولفت الناطق الرسمي، إلى أن "الطريقة الوحيدة لضمان نمو البدائل الأكثر صحة من النيكوتين مثل السجائر الإلكترونية، وتحولّها إلى خيار مُعتمد للمدخنين (البالغين بالتأكيد)، تكمن في طرح منتجات عالية الجودة تلبي حاجات الزبائن، مع تصميم هذه المنتجات وتصنيعها استنادًا إلى أعلى المعايير والإجراءات والممارسات".ونشرت هيئة المقاييس البريطانية أخيرًا، مواصفات خاصة للسجائر الإلكترونية، التي أعدتها بناء على مدخلات من عدد من الخبراء والمستشارين من جهات تشمل "التحالف الجديد للنيكوتين"، و "الرابطة التجارية لقطاع السجــــائـــر الإلكتــــرونـــيـــــة"، و "مجموعة العمل لأجل التغيير القائم على المعرفة"، وذلك تحت رقابة وزارة الصحّة البريطانية التي لعبت دور المشرف على العملية.
واقترحت إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدّة، إصدار لوائح تنظيمية خاصّة بالسجائر الإلكترونية إدراكًا منها للنمو الملحوظ الذي يشهده هذا القطاع. وبدأت شركة "رينولدز"، ثاني أضخم شركة منتجة للتبغ في الولايات المتحدة، اختبار منتجاتها الخاصة في هذا المجال، بينما تواصل "لوريلارد" الثالثة بين أكبر ثلاث شركات في السوق، تصدّر مبيعات السجائر الإلكترونية. وأقدمت شركة "آلتريا" التي تملكُ نحو 40 في المئة من الحصّة في سوق السجائر في الولايات المتحدة، على تطوير علامتها الخاصة للسجائر الإلكترونية. كما توقعت المحللّة لدى شركة "ويلز فارغو" بوني هيرتسوغ، أن "يفوق الإقبال على السجائر الإلكترونية تلك العادية خلال العقد المقبل".
أرسل تعليقك