طالبت وزارة الثقافة الفلسطينية كافة الفنانين والمثقفين الفلسطينيين بتكثيف جهودهم، عبر مكونات المشهد الثقافي وعناصره المتنوعة، في اتجاه مواجهة الاحتلال، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونشر القيم الوطنية الأصيلة التي من شأنها تعزيز ثقافة المقاومة والصمود.
وحذرت الوزارة في بيان لها الاثنين من قيام بعض الفنانين والمثقفين بالخروج عن رسالة الثقافة والفن الأصيلة وحرف البوصلة في اتجاهات خاطئة، مطالبةً كافة الجهات الثقافية والفنية ذات العلاقة بضرورة معاقبة ومقاطعه أي فنان أو مثقف يخرج عن الإطار الوطني الوحدوي في دعم المقامة وتعزيز التمسك بالثوابت الفلسطينية والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أمكان تواجده.
وأوضحت الوزارة أن رسالة الفن والثقافة في مختلف أشكالها رسالةً وطنيةً صادقة تتقاطع مع المقاومة بكافة أساليبها ضمن مشروع التحرير المتكامل، مشيرةً إلى أن ريشة الفنان وبندقية المجاهد وقلم الأديب وصاروخ المقاوم وقصيدة الشاعر ولوحة الفنان وخريطة المقاتل وغير ذلك، كله يتجلى ضمن مشهد المقاومة الشاملة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وأضافت الوزارة أن هذا العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يلجم إلا بالمقاومة الباسلة التي لقنته دروسًا لن ينساها في قوة الردع عبر عمليات الطعن والدهس والمواجهة من نقطة الصفر والالتفاف خلف صفوفه الهشة وعمليات الإنزال ودك مستوطناته بالصواريخ.
ونظمت وحدة القدس في وزارة الثقافة محاضرة بعنوان "الإستيطان الإسرائيلي في البلدة القديمة في القدس"، وذلك ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية التثقيفية التي تعقدها الوحدة حول مدينة القدس بهدف التوعية بالمخاطر والتهديدات التي تواجه المدينة المقدسة.
واستهلت المحاضرة التي ألقاها الباحث في شؤون القدس أحمد أبو يوسف بالحديث حول المكانة الدينية والتاريخية التي تمثلها مدينة القدس في المشروع الإسرائيلي، مؤكدًا أن قادة الحركة "الصهيونية" ركزوا على مدينة القدس لتكون مركزًا لجذب يهود العالم إلى أرض فلسطين للاستيطان فيها مستدلًا على ذلك بتصريح بن جوريون "لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل".
وتحدث أبو يوسف حول دوافع دولة الاحتلال للاستيطان في القدس مبينًا أنها تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية إلى جانب الأهداف الدينية والقومية من خلال توجيه الاستيطان لدعم عجلة الاقتصاد عبر إنشاء المصانع والمزارع داخل المستوطنات.
وأكد أبو يوسف أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي في القدس ترتكز على عدة نقاط أساسية، أهمها مصادرة أكبر مساحة من الأرض، وبناء أكبر عدد من المستوطنات، وتهجير وتشريد المقدسيين من بيوتهم وأرضهم وإحلال أكبر عدد من المستوطنين اليهود بدلاً منهم.
وذكر أبو يوسف أن الاستيطان الإسرائيلي بدأ في البلدة القديمة عشية حرب النكسة عام 1967، عندما هدم الاحتلال حي المغاربة في حارة الشرف، الأمر الذي أدى إلى هدم مسجدي البراق والأفضلي بالإضافة إلى 135 منزلاً وتهجير حوالي 6500 مواطنًا مقدسيًا.
وأضاف أن مخططات التهويد لم تتوقف مطلقًا وما زالت تسير بشكل مخطط ومرسوم، حيث يوجد اليوم أكثر من 75 بؤرة استيطانية في البلدة القديمة تتركز في مناطق عقبة الخالدية وعقبة السرايا والواد وحارة السعيدية ويقيم فيها حوالي ألف مستوطن يهودي، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي لتهويد البلدة القديمة هو تغيير الملامح العربية والإسلامية للمدينة المقدسة وتحويلها إلى بلدة يهودية.
ونوّه إلى أن إدراج اليونسكو البلدة القديمة على قائمة التراث المهدد منذ عام 1982، لم يمنع من استمرار عمليات التهويد، مبينًا أن الواقع يدلل على زيادة الأخطار التي تتعرض لها البلدة القديمة.
أرسل تعليقك