افتتح في مدينة ستافنغر النرويجية معرض يجسد مدينة نابلس بكامل عناصرها التراثية والمعمارية، وتم اختيار تاريخ إقامته بمناسبة الاحتفالات النرويجية بالعيد الوطني المئتين للاستقلال. وأشرف على إقامة المعرض متحف ستافنغر، وجمعية اللجنة الأهلية في نابلس، ومركز إحياء وتنمية التراث الثقافي الفلسطيني، بمشاركة جمعية الصداقة النرويجية، وهي الجمعية الناشطة في مجال التبادل الثقافي والأكاديمي بين مدينتي نابلس وستافنغر، اللتان تربطهما علاقة توأمة وصداقة منذ العام 1984، وتم توقيعها رسميًا في العام 1996 بين بلديتي المدينتين.
ويضم المعرض، الذي سيستمر لمدة ثمانية أشهر، جناحين رئيسين، الأول يمثل سوق المدينة بعناصره المتنوعة والأزقة والشوارع والأسقف والمعروضات من المنتجات المختلفة التي تباع في سوق المدينة، ومصنعًا للصابون بعناصره وأدواته، وكذلك يضم عددًا من الأفلام القصيرة، التي تم تصويرها للتوضيح باللغات العربية والإنجليزية والنرويجية.
وأوضح المهندس نصير عرفات، الذي قدم فكرة المعرض، وعمل بالشراكة مع متحف مدينة ستافنغر، مدة تزيد عن خمسة أعوام، لإعداده، أنّ "الفكرة الأساسية هي تمكين الأصدقاء النرويجين من تجربة الحياة في سوق المدينة القديمة، عبر رؤيته بمقياس طبيعي وسماع أصوات البائعين والآذان والمتسوقين على طبيعتها، ويمكن المعرض زواره من التمتع بالروائح الزكية لمحل العطار، ومصنع الصابون، والخبز الطازج من الفرن، والمرور في زحمة السوق، كأنه يوم رمضاني قبل الإفطار، وكل ذلك تحت سقف واحد، حتى مشربية الماء، يمكن استعمالها، وفيها البلاط السلطاني والبلاط الملون الذي تشتهر نابلس بإنتاجه".
ويضم الجناح الثاني أعمالاً فنية بالسيراميك، تجسد معالم المدينة المعمارية التراثية والأثرية، وهي ما تم عرضه في مركز إحياء التراث في نابلس القديمة، قبل أسبوع واحد ضمن معرض "نبض الحجارة"، الذي الذي تم نقله من نابلس القديمة إلى النرويج، لإقامة هذا المعرض.
وشارك في افتتاح المعرض ممثلاً عن مدينة نابلس، نائب محافظ محافظة نابلس الفاضلة عنان الأتيرة، وممثلا عن رئيس بلدية نابلس عاصم سالم، وممثلاً عن رئيس جامعة النجاح الوطنية خالد مفلح، والفنانة نسرين البرغوثي.
وعن الجانب النرويجي، شارك رئيس البرلمان النرويجي أولميك تومسن، ورئيس البلدية كرستينا ساجن هيلجة، وعدد من أعضاء المجلس البلدي وأعضاء البرلمان.
وفي كلمة الافتتاح، تحدث مدير المتحف اوفة ماجنوس بور عن "أهمية إقامة هذا المعرض بهدف تعريف السكان عن طبيعة وشكل الحياة النابلسية، وإيصال رسالة ثقافية عن مدينة لا تزال تحت الاحتلال".
ومن جانبها، تناولت سيري افيتسلاند "مستوى الجمال والرقي للعمل الفني المعروض في القسم الخاص بالسيراميك، الذي يجسد التراث المعماري المتميز لنابلس القديمة والذي قدمته الفنانة نسرين".
وثمّنت رئيس جمعية الصداقة اندي جاكوبسون، عاليًا الجهود التي بذلها الفريق النرويجي الفلسطيني الذي أنجز هذا العمل، متوجًا لما استمر منذ خمسة أعوام من التواصل واللقاءات بين المهندس نصير عرفات وعدد من المؤسسات النرويجية التي تعنى بالتراث والمؤسسات الرسمية التي دعمت إقامة هذا المعرض.
وأوجزت رئيس البلدية الحديث عن عدد من المشاريع التي يتم تنفيذها بالشراكة بين المدينتين، لاسيما تبادل الطلاب من المدارس والجامعة ومدرسة يارن، وما لهذه الأنشطة من أثر إيجابي على الشباب، وعموم السكان، بالتعريف بالثقافة والحياة النابلسية وتعزيزًاً لأواصر الصداقة التي تربط المدينتين.
ومن الناحية السياسية، ودعمًا لإقامة الدولة الفلسطينية، تطرق رئيس البرلمان النرويجي إلى الدعم السياسي الذي قدمته النرويج لفلسطين، ولا تزال، مبيّنًا أهمية إقامة هذا المعرض للتعريف بالحضارة والثقافة الفلسطينية لواحدة من أهم المدن الفلسطينية.
وشكرت عنان الأتيرة، في كلمتها الختامية، كل من أسهم وشارك ودعم إقامة هذا المعرض، وتحدثت عن أهمية لفت نظر المجتمع النرويجي للوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية، لاسيما تجاهل المجتمع الدولي لقضية الأسرى والمعتقلين والهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وسكان القدس، وضرورة مساندة الحكومة النرويجية لإقامة دولة فلسطين المستقلة.
ونظرًا إلى أهمية الرسالة الثقافية التي يحملها المعرض لأوروبا، فقد شارك في حفل الافتتاح نائب رئيس بلدية ليل الفرنسية ماري بير يريسون، وكذلك رئيس رابطة توأمة دندي مايك وايتهيد، وتربط مدينتي دندي وليل علاقة توأمة مع مدينة نابلس.
يذكر أنَّ المعرض سيستمر لمدة ثمانية أشهر، ومن المقرر أن ينتقل إلى مدن التوأم في أوروبا، ورافق المعرض سلسلة من المحاضرات عن تراث نابلس وعمارتها، قدمها المهندس نصير عرفات في قاعة المتحف ومسرح جامعة ستافنغر.
أرسل تعليقك