مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض
آخر تحديث GMT 06:56:25
 فلسطين اليوم -
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن نجاح اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن المرصد السوري يعلن عن مقتل 3 من فصائل موالية لتركيا في غارة روسية على ريف حلب الشرقي أمر ملكي في المملكة العربية السعودية يقضي بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية تجتاح شمال أميركا مع موجة برد قارس تضرب الجنوب وتسجل درجات حرارة تحت الصفر قرار كويتي بسحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية يثير ردود فعل واسعة عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى الواجهة مجددًا مع انتشارها في سوق السيارات المصري بشكل ملحوظ الفيضانات في تايلاند تُسّفر عن مقتل 9 أشخاص ونزوح 13 ألف آخرين قصف إسرائيلي على خان يونس يؤدي إلى مقتل عاملين بمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» بعد استئناف عملياتها في غزة الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام
أخر الأخبار

بعد غياب السياحة وإرتفاع الاسعاروإستيراد الإنتاج الصيني

مهنة "النقش على النحاس" التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - مهنة "النقش على النحاس" التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

حرفة "النقش على النحاس"
القاهرة ـ مصطفي الخويلدي

 تحوي أحضان شارع المعز لدين الله الفاطمي العريق في  القاهرة، بعض المهن والحرف التي تعد جزءاً من الفنون الإسلامية ، واشهرها حرفة "النقش على النحاس"، والتي مازالت تحتفظ ببريقها الخاص. فالنحاس له عشاقه ومحبوه، فهو لا يزال يتأثر بالظروف الجوية كثيراً، ويعود تاريخ هذه الزخرفة إلى بداية ازدهار الحضارة الإسلامية والعربية، حيث ترى في تزيين مباني المساجد والمدارس والقصور والتي عرفت بالفنون الزخرفية، توارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم.

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

فعندما تدخل شارع المعز تجد المشغولات النحاسية والنجف والتحف الفنية، بعضها من أيدي الحاجة منى السجيني، ذات الخمسين عامًا، فهي المرأة الوحيدة، التي تعمل فى مهنة الحفر على النحاس، حتى استطاعت بمجهودها ومهارتها امتلاك ورشة لتصنيع التحف والنجف، وغيرها من المقتنيات النحاسية، ومعرضين لبيع منتجاتها.

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

واكدت السجيني ، انها تعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاما ، مشيرة إلى ان تلك الورشة ملك لزوجها المتوفي، وان عمر الورشة تجاوز الأربعين عاما في صناعة وحرة النقش علي النحاس والمعادن، مشيرة إلى انها واجهت عدة ظروف صعبة بعد مرض زوجها ، اضطرتها للنزول إلى مجال العمل للإنفاق على أبنائها الأربعة، حيث بدأت عملها في بيع التحف النحاسية في سن السابعة والعشرين، فقامت بشراء بعض المعروضات من التجار في شارع المعز، واستأجرت محلًا في حي الزمالك لعرض بضاعتها.

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

وأضافت بأنها بدأت تجارتها برأس مال 170 جنيهًا فقط، حيث اقتصر عملها في البداية على بيع التحف، وبعدما زاد رأس المال عادت إلى الجمالية، واستأجرت ورشة لتصنيع المشغولات النحاسية، كما استعانت بـ4 صنايعية تعلمت منهم كيفية قص وتقطيع ألواح النحاس الخام وتشكيله ولحامه مرة أخرى وطلائه بالفرشاة بعد الحفر عليه، ثم بدأت العمل بنفسها، وبدأت تجارتها في التوسع بعد ذلك.

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

وتابعت منى، الا انه منذ قيام الثورة وانهيار السياحه انهارت معها المهنة بعد ان زادت اسعار المواد الخام زيادة حيث إرتفع سعر كيلو الفضه من 600 جنيه إلى 6000 جنيه وهو ما جعل جميع الورش تبتعد عن الفضة وتتجه للنحاس ، والذي ارتفع سعره ايضا إلى 95 جنيها والاحمر إلى 115 جنيها ، كما ارتفع سعر الازير ايضا إلى 7 و8 آلاف جنيه للقالب بعد تحكم رجال الاعمال واحتكارهم له ، كما اشارت إلى فترة الثورة سرق 2 طن نحاس من ورشتها وتعرضت لدين وخسارة كبيرة ، ولم تجد من يعوضها من الحكومة المصرية او يقف بجانبها .

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

وطالبت منى من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استيراد المواد الخام وتوصيلها اليهم دون جشع التجار ورجال الاعمال والمحتكرين لها او عمل جميعية تتولي ذلك حتى لا نكون تحت رحمة المحتكرين من تجار المواد الخام .مشيرةا إلى انه رغم الظروف التي تعانيها المهنة، اضافة الى أن يومية العامل اصبحت غاليه نظرًا لارتفاع اسعار السلع والغلاء الذي ضرب البلاد خلال الفترة الاخيرة نتيجة إرتفاع اسعار الدولار الأميركي، فاصبحت يومية العامل 100 جنية .ولفتت إلى انه اغلب الشغل الورش في شارع المعز بالقاهرة كانت تطلبه الفنادق للسياح .

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

اما عن تاريخ المهنة فاكد الحاج جمال شوشة صاحب "فضيات المعز" أن مهنة  (النقش على النحاس)  توارثها أباً عن جد منذ زمن بعيد، وقد كانت هذه الصنعة في الماضي في عهد الدولة الإسلامية يصنع منها العملات والصواني أو الأواني النحاسية أو أطقم الشاي والمباخر القديمة والتي لا تزال من أهم المعروضات في سوق خان الخليلي، الا انها تغيرت في الأشكال والألوان وطريقة الصناعة والطلاءات بالذهب والفضة وتزايد الآن الحفر الكيميائي باستخدام الماكينات.

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض

اشار إلى انه  تم إدخال أشكال أخرى  مثل حافظة المصاحف والآيات واللوح القرآنية وأطباق منشورة بآيات قرآنية أو أشغال عربية، وعمل أشكال للمباخر والساعات جديدة وأوان نحاسية وعلب الملبس والشكولاتة والأطباق الفرعونية والتي ينقش عليها الحرفي المناظر العديدة مثل الأهرام وأبو الهول وتوت عنخ آمون وعربة رمسيس الحربية وصيادي السمك والطيور.

واوضح أن النحاس المستخدم في هذه الصنعة ليس نوعاً واحداً، فهناك النحاس الأصفر والأبيض والأحمر، إلا أنه لم يعد هناك إلا نوعين فقط هما الأصفر والأحمر، ويكثر العمل بهما الآن، لكن النحاس الأحمر يعد هو الأغلى لنقائه لعد وجود شوائب وسهولة الحفرعليه .

ومن ناحيته اكد إبراهيم صابر 35 عاما ( نقاش على النحاس ) انه تعلم منذ 15 عاما على يد الحاجة مني وداخل ورشتها فهو يعمل معها منذ 20 عاما ، وقال ان الشغل لم يعد مثل ما كان عليه قبل قيام الثورة والسبب في ذلك إنهيار السياحة في مصر .مشيرا إلى ان  الورش كان بها اكثر من 12 فنيا غير الصبيان وصلت الان إلى 4 فقط نتيجة ركود البضاعة لعدم وجود سياحة ، كما ان المنتجات الصينيه اضرت بصناعة لرخص ثمنها مع إرتفاع اسعار المواد خام في مصر .

واكد أشرف محمد 45 عاما (نقاش على النحاس ) ان الصناعة انقرضت الان بعد غياب المشتري، مشيرا إلى انه في البداية كان الفني ينقش أكثر من 10 اطباق يوميا اما الان فيقوم بعمل طبقين يوميا لانه لم يعد هناك وجود مشتري للمنتج ، وتابع: ان سبب الاساسي في إنيهار الصناعة هو المنتج الصيني  والسياحة  فضلا عن إرتفاع اسعار الفضه والذهب ، حيث ان نقش الاطباق كانت لم تتم الا علي الاطباق الفضية ولكن لرتفاع اسعارها لم اللجواء إلي نقشها وصناعتها من النحاس ، مشيرا إلى انه هجر المهنة منذ حوالي 15 عاما نتيجة لأرتفاع الاسعار وثبات سعر اليومية والصنعة فالمكسب الان للتجار وليس لإصحاب الورش .

وعن مراحل هذه الحرفة قال سيف الدين محمد (نقاش على النحاس): في البداية نختار قطعة النحاس التي يراد صنعها وتشكيلها ثم نقوم بتقسيط قطعة النحاس، بمعنى مساواة جميع أجزائها بالمطرقة والسندان، ثم يتم مسحها وتطويقها جيداً، ثم يقوم الفنان (الرسام) بالرسم عليها بواسطة قلم رصاص، لكن ليس من الضروري أن من يعمل في النقش أن يكون خطاطاً، فهناك الكثير من أصحاب الورش الذين يستعينون بخطاطين على درجة كبيرة من الاحتراف لكتابة أية جمل وخطوط وآيات مطلوب حفرها، ثم نبدأ بعدها عملية " تكبير الخانات" التي تم رسمها بمعنى ابتكار كل خانة مثل الأخرى بالضبط، وذلك باستخدام البرجل والقلم ثم نستخدم قلم النقش بالدق عليه بالشاكوش، وهناك العديد من الأقلام التي تستخدم في هذه الحرفة منها أقلام "الجوهارسة" يتم بواسطتها نقش دوائر صغيرة فوق قطع النحاس وهناك أيضاً أقلام " الزنبة " لعمل النقاط المطلوبة في الرسم على النحاس، وهناك أقلام "الترمبل" لجعل الأرضية في النحاس شبيهة بالرمل، وهناك أقلام "المقطع" للتفريغ، وتتم عملية نقش النحاس أو زخرفته، بثلاث طرق :

أولا النقش أو الحفر، وتتم بأدوات يدوية دون استخدام أي تقنية عالية عن طريق الأزميل والمطرقة الحديدية .

وثانيا طريقة الحفر البارز أو النقر، وتأتي في الدرجة الثانية من النقش من حيث الدقة .

وثالثا  طريقة صب الفضة على النحاس وهي طريقة لا يعرف سرها إلا المهرة القلائل، وتتم عملية الحفر عن طريق المرور على الشكل المرسوم أو الآيات المكتوبة على قطعة النحاس، وبعد الانتهاء من عملية الحفر تذهب قطعة النحاس للمخرطة لرسم الشكل الذي نريد إخراجه إذا كان دائريا أو مستطيلاً وإلى ذلك، ثم تأتي مرحلة الذهاب للفرشاة للتلميع وتتم مرحلة الطلاء بالألوان والطلاء بالذهب والفضة والبرونز، وربما يدخل في القطعة أربعة ألوان إلا أن هناك البعض يطلبها صفراء فقط.

أهم مشكلات هذه الصناعة

وعن أهم المشكلات التي تعوق هذه الصناعة يقول أحد أصحاب ورش النقش على النحاس: من أهم هذه المشكلات تزايد أسعار المواد الخام خلال الفترة الاخيرة ، مما أدى لهروب الكثيرين من أبناء هذه المهنة إلى مهن ، وأدى ذلك إلى تغيير نشاط كثير من الورش الكبيرة التي كانت تعمل في النحاس للعمل في الصاج.

 وإضافة إلى ذلك استيراد الكثيرين منتجات النحاس من الصين والذي يعتمد على الشكل الخارجي فقط، فألوانه تمحى بعد فترة قصيرة من الزمن، وجودته ضعيفة جداً، الا أن رخص أسعارها يجعل الكثيرين يقبلون عليها. وبالإضافة الى ذلك فهناك بعض المصانع والورش التي تعتمد على الحفر الكيميائي للنحاس مما أضعف من مهنة النقش على النحاس اليدوية بصورة كبيرة الآن وهددها بالانقراض

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض مهنة النقش على النحاس التاريخية في مصر باتت مهدَّدة بالانقراض



 فلسطين اليوم -

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 02:33 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي يتنافسان على جوائز غلوب سوكر 2024

GMT 14:51 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوزيه مورينيو مندهش من تفريط تشيلسي في نيمانيا ماتيتش

GMT 05:19 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

سمية الخشاب توضح أسباب تحول "شفيقة ومتولي" لهيفاء

GMT 23:52 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

لجنة أميركية طبية توصي السيدات بالحصول على حمض الفوليك

GMT 14:31 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

الشاب خالد ويسرا ضيفا مهرجان " ضيافة" في الإمارات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday