أقامت مؤسسة خليل الوزير مساء يوم الثلاثاء، ندوة سياسية لمناسبة الذكرى الـ31 لاستشهاد خليل الوزير، أمير الشهداء "أبو جهاد"، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله تحت عنوان "الثورة الفلسطينية.. والتواصل مع الجماهير".
وحضر الندوة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وأمناء الفصائل الوطنية، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وأعضاء من المجلس الثوري، والسلك الدبلوماسي، وحشد غفير من أبناء شعبنا.
أقرأ أيضًا :
اشتية يناقش مع صحفيين قضايا حريّة الرأي والتعبير
واستعرض رئيس الوزراء في كلمته، أهم مناقب الشهيد أبو جهاد ومحطاته النضالية، معتبرًا أنَّها تركت بصمات واضحة في مسيرة كفاح ونضال شعبنا، مشيرًا إلى أنَّه يعيش معنا كل يوم، وستبقى ذكراه وذكرى رفاقه الشهداء خالدة فينًا.
وقال اشتية "قادرون على الخروج من عنق الزجاجة وتخطي الصعاب كافة، مستمدين قوتنا من شهدائنا الذي سنبقى على عهدهم ودربهم".
من جانبها، قالت حنان الوزير رئيسة مؤسسة خليل الوزير "نلتقي اليوم لإحياء الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهاد أمير الشهداء أبو جهاد، وفي كل عام نستذكر مسيرة الشهيد ومن خلاله مسيرة الثورة الفلسطينية، في محاولة لتأريخ وتوثيق سيرة الشهيد ومحطاته النضالية".
وأضافت حنان أنَّ المُؤسسة تحرص على أن تكون الذكرى السنوية لإحياء ذكرى استشهاد "أبو جهاد" مرتبطة بقضية معينة، و"قد طرحنا عدة عناوين منها الوحدة الوطنية والقدس والأسرى والمقاومة الشعبية في السنوات الماضية، وساهم المتحدثون الحضور بإضاءات مميزة عن رؤية الشهيد وفكره وعلاقاته وآلية عمله وانعكاساتها على الحالة الفلسطينية، وفي هذا العام نطرح عنوان الثورة الفلسطينية التواصل مع الجماهير، في الوقت الذي أصبحت فيها التكنولوجيا مسيطرة على المشهد والمصدر الأول للخبر والمعلومة، لذلك نسلط الضوء اليوم على آليات التواصل مع الجماهير في سنوات الحصار وفي ساحات الشتات التي أبدع فيها شعبنا".
وأوضحت حنان أنَّ الشهيد أبو جهاد ومنذ سنوات عمله الأولى كان يؤمن بالتواصل مع الجماهير لأهميته في رفد العمل العسكري، وحشد الدعم الدولي، وبدأ مشواره الدراسي في مجال الصحافة وانخرط في العمل النضالي، وكان يكتب المقالات التوعوية والتحفيزية لأبناء جيله في المجلات المختلفة، وأنشأ ودعم العديد من الدوريات خلال سنوات الثورة".
وقالت حنان الوزير "عرفت عن الشهيد أبو جهاد دعمه لـتأسيس عدة مراكز دراسات وأبحاث في فلسطين وفي مختلف أرجاء العالم، وكثيرون لا يعرفون أن الشهيد أبو جهاد كان قارئًا وكاتبًا وشاعرًا، وعبر عن معاناة جيله وعن الأمل بوطن حر وعن الأمل بالنضال والكفاح والثورة، وإيمانه بقوة الكلمة، رافقته حتى لحظات استشهاده عندما استشهد وهو يخط رسالة للمقاومين في الضفة".
بدوره، قال القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر"إنَّ 31 عامًا مرت على استشهاد القائد خليل الوزير والجرح ما زال مفتوحًا، فهو ليس رجلًا عاديًا بل كان فارسًا غير عادي، وقد عاصرته في مرحلتين أساسيتين الأولى في نهاية السبعينيات بداية الثمانينيات والمرحلة الثانية مرحلة الانتفاضة".
وأضاف عبدالقادر قائلًا "كان هناك الكثير من التحديات أمام الأرض المحتلة وأدرك الشهيد أبو جهاد هذه التحديات وكان أول الرصاص وأول الحجارة، وأدرك أهمية الكلمة والإعلام وشرع في إنشاء منظومة إعلامية في الأرض المحتلة، كانت تشمل عددا من المجلات والصحف بينها الفجر والشعب ومجلة عبير ومجلة العودة، وكانت أسلحة إعلامية تم استخدامها ببراعة للتأكيد على وحدانية منظمة التحرير والتصدي لروابط القرى ومشاريع الاحتلال لتصفية قضية شعبنا".
وتابع عبدالقادر قوله "إنّ أبا جهاد استخدم ما سمي في حينه صحافة الشارع وهي المخطوطات على الجدران والصخور ضد روابط القرى، كذلك مجلات الحائط، وهذه كانت وسائل إعلام بدائية لكن كان لها تأثير قوي لتوحيدها في رؤيتها واستراتيجيتها، والخطاب كان واضحًا ومحددًا وثابتًا، ولم يكن هناك عدة خطابات، وكان لهذه المرحلة دور كبير في تأكيد وجود منظمة التحرير الفلسطينية".
من جهته، قدم عضو المجلس المركزي الفلسطيني نبيل عمرو، الذي كان على رأس المؤسسة الإعلامية الفلسطينية إبان حياة ونضال أبو جهاد، مجموعة من الحكايات أبرزها محاولة الاحتلال الأولى للوصول إلى الشهيد أبو جهاد، قائلا: إن الإسرائيليين وضعوا أبو جهاد على قائمة الاستهداف في ستينيات القرن الماضي.
وأضاف عمرو أنَّ "أبو جهاد" كان شعلة من الحركة ولا يتوقف، وكان يحب الإعلام كوسيلة اتصال جماهيري وفي المقابل لا يحب الظهور في وسائل الاتصال هذه.
وتابع عمرو قوله "مر علينا يوم أطلق فيه نحو 225 ألف قذيفة في أحد أيام الحصار في بيروت، واجتمعت القيادة الفلسطينية لبحث التطورات ولم يحضر أبو جهاد لأنه فضل أن يكون مع المقاتلين في الميدان بالصف الأول، ولم يغادر إلا بعد أن أعلنت إسرائيل تراجعها من المنطقة".
من ناحيته، تطرق القيادي في "فتح" أحمد عبد الرحمن، الذي عمل في عدة مطبوعات للثورة الفلسطينية وعلى رأسها فلسطين الثورة، إلى الوقت الذي أدخله أبو جهاد فيه إلى إذاعة الثورة الفلسطينية "صوت العاصفة"، قائلا: "كان قوس قزح الثورة الفلسطينية، يمثل جميع الأفكار وجميع الألوان وجميع الأطياف، وهو صاحب مقولة (بسيطة يا أخ)، وهو يمثل المستحيل الوطني دون أن يخسر الممكن الوطني".
وكان المحاضر في جامعة بيرزيت أحمد جميل عزم افتتح الندوة، مشيرا إلى أنها ندوة سنوية تهدف للتذكير بسيرة ومسيرة القائد أبو جهاد.
وأوضح عزم أنَّ الندوة هذا العام تناولت موضوع التواصل الجماهيري للشهيد خليل الوزير، وتحديدًا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
قد يهمك أيضًا :
رئيس الحكومة الفلسطينية يؤكد تمسكه بدفع مستحقات الشهداء والأسرى كاملة
اشتية يناقش مع صحفيين قضايا حريّة الرأي والتعبير
أرسل تعليقك