لندن - ماريا طبراني
ادعت شبكة "بي بي سي" أن لوحة غير معروف صاحبها تستحق ما لا يقل عن 300 ألف جنيه إسترليني، لأنها من باكورة أعمال الفنان الشهير لوسيان فرويد، ونسب برنامج "فاك أو فروتشن" الذي تقدمه المذيعة فيونا بروس ومؤرخ الفن فيليب مولد على "بي بي سي"، هذه اللوحة إلى الفنان، الذي توفي في عام 2011 عن عمر يناهز 88 عامًا.
وأشارت بروس إلى أن فرويد عملاق الفن الحديث في القرن العشرين، وكلمته كانت أمرًا نخاف أن لا نقوم به، وكان المصمم اللندني غون تيرنر ورث اللوحة من صديقين فنانين، وأخبره أحدهما أن هذه صورة رجل بربطة عنق سوداء رسمها فرويد عندما كان في مدرسة الفنون في عام 1934.
ويعتقد خبراء "دار كريستي" للمزادات أن فرويد رسم اللوحة في عام 1985، ولكن الفنان طالما نفى أن هذه اللوحة له، ومع ذلك فإن كل من بروس ومولد كشفا الأمر بعد أن تحدثا إلى محامية الفنان السابقة التي وجدت مذكرة في ملفاتها عن محادثة هاتفية، بينها وبين فرويد حول اللوحة، ويبدو أنه خلال المكالمة التي أجريت في عام 2006 اعترف فرويد أن اللوحة كانت له، ولكن شخص آخر قد أنهاها، لهذا السبب لم يعترف أنها واحدة من اعماله، ولكن عندما حلل خبراء التقنيات والمواد المستخدمة في اللوحة أعلنوا أن فنان واحد فقط هو من رسمها.
وأوضحت اللجنة المكونة من ثلاثة أشخاص والمتخصصة في عمل فرويد أن اللوحة بالفعل له، ومن المرجح انه رسمها في عام 1939، وجاء التحقيق بعد أن تردد فرويد لأعوام من الاعتراف بأنها له لعرقلة قدرة عدوه اللدود على بيعها، وأشارت بي بي سي إلى أن الفنان دينيس إيرث ميلر حاول بيعها في المزاد، ولكن جهوده لم تثمر بسبب منافسه فرويد الذي أنكرها، وقررت دور المزادات أن تنسب اللوحة إلى فوريد إلا أنه أنكر ذلك كليًا، وكان الفنانان يكرهان بعضهما البعض، فكان فرويد يسمى ميلر دائمًا باسم "ميلر الأسوأ" ويقال إن ميلر أمضى سنواته الأخيره في إعداد قوائم بالأسباب، التي تدفعه لكره لوسيان فرويد، ومن غير المعروف سبب كرههما لبعضهما، ولكن يعتقد أن الخلافات نشأت بينهما نتيجة لتدربهما في مدرسة الشرق الإنجيلية للرسم والتصوير.
ويعرف أن ملير وصديقه وجدًا اللوحة أما في حظيرة المدرسة أو في محل خلال الحرب العالمية الثانية، واعتقدا أنهما من الأعمال المبكرة لفوريد، ولكن نفيه المستمر للأمر أدى إلى عدم بيعها
وصرحت ابنة فرويد روز بايوت لبرنامج "بي بي سي" بأن والدها كان يكره ان يسأل عن صحة أعماله، وكشفت أن المالك الحالي للوحة جون ليز تيرنز طلب منها أن تعرض الصورة على والدها، قبل أن يموت ولكنها كانت تخاف من ردة فعله، مضفيًا: "لم أكن أريد أن أريه الصورة لأنه كان من المحتمل أن يغضب لذلك، فقد كان يكره أن يسأله أحدًا إذا كان هذا العمل له أم لا"، وبعد نسب اللوحة لفرويد قدر السيد مولد قيمتها بحوالي 300 ألف جنيه إسترليني أو أكثر.
تابعت:"تمتلك الصورة قصة حولها فهي لا تشبه أي شيء أخر ففي حالتها اضطررنا أن نصارع كلمات فنان مات، كلما عملنا على الامر زاد احباطنا ولكن فيونا كانت قادرة على إكمال الصورة من خلال استفسارتها، وشعرت بثقة أكبر كونها من أعمال فرويد، ومع تقدم التحقيق كان علينا أن نحقق في شخصية فرويد الرجل كما في شخصية الفنان، فقد كان شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير، وكان فهمه هو من جعلنا نفهم أن اللوحة له وكانت هذه هي الحقيقة".
أرسل تعليقك