القاهرة - فلسطين اليوم
يقتفي الفنان المصري أحمد القط في معرضه الجديد «أثر النور والحياة» اللذين يرتبطان بالمرأة في كل زمان ومكان، طارحاً عبر 20 لوحة تُصوّر وجوه بطلاته المُكتنزة بالمشاعر والحضور، الكثير من التنويعات الفنية.
يحمل المعرض اسم «ضياء الروح» ويستضيفه حالياً غاليري «آرت هاب» بالقاهرة، وفيه يحاول أحمد القط، الحاصل على درجة الماجستير في الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية في مصر، تحري طاقات القوة للمرأة، ولا سيما القوة الروحية والعاطفية بأساليب فنية، معتمداً بشكل رئيسي على فن البورتريه الذي وظّفه لخلق حالة المواجهة مع تعبيرات المرأة. وتنوعت البورتريهات ما بين إطلالات مُنفردة لبطلات المعرض، وبين إطلالات جماعية، لكنها تكاملية، حيث تتنوع التعبيرات في البورتريه الواحد لتخلق انطباعات أوسع لدى المتلقي، وجعل الفنان بطلاته كأنهن في مواجهة شجاعة مع عدسة كاميرا، يواجهن الحياة عبر نظرات ثاقبة، وأحياناً سارحة في «بحث عن الوفاء والصدق والحب والأمان»، على حد تعبير صاحب المعرض في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ووسط المساحات التي يخلقها البورتريه، يُدخل الفنان أحمد القط عناصر فنية ودلالية تتناغم مع الحالات الشعورية لبطلاته، منها الطيور والأزهار والحيوانات، التي تتكامل في السرد البصري وتمنح بطلاته مزيداً من القدرة على التعبير، وأحياناً يجعل تلك العناصر وكأنها خيط موازٍ أقرب لعالم الأحلام، كما أدخل عنصر راقصات الباليه، وعازف الكمان، الذين ظهرت ملامحهم الحركية لتُشارك عالم بطلاته، وتمنحها مزيداً من السحر والنور.
ومع تعدد العناصر التي تُفصح عن نفسها داخل إطار لوحات المعرض، يستعين الفنان بمعالجات لونية تمنح الحوار البصري، والتعبيري، والإيقاعي خصوصيته، يقول عنها «استعنت بخامة الأكريليك والفحم، ووسائط متعددة، من بينها ورق الذهب، الذي يرمز للقيمة الخاصة والرقي، وكذلك في توظيف ألوان الخلفيات التي اختلفت باختلاف الحالة التعبيرية لكل لوحة، كالتوظيف المستخدم في بعض اللوحات للون الأزرق ودلالاته المرتبطة بالنقاء»، كما يلجأ الفنان لمنح خطوطه ملمساً تراكمياً بارزاً يمنح لوحاته مدى زمنياً خاصاً.
وتتناغم الملامح الشرقية لبطلات معرض «ضياء الروح» مع تصميمات ونقوش ملابسهن المُستوحاة من التراث المحلي المصري، وتتسع على هامش تلك الملامح التأويلات البصرية للوحات المعرض، فالمرأة في اللوحات لها حضور ناعم كالموسيقى، وأحياناً أقرب لومضة نور كما فراشات الأحلام التي تُشاكس الضياء، ويظهر في أفق اللوحات التأثر بالتاريخ المصري القديم، كما في تقديمه في واحدة من لوحات المعرض لصورة بطلته الفنية وكأنها تُحاكي المعبودة «حتحور» بكل ما تستدعيه من مبادئ الجمال والمحبة والأمومة، والتي كان يرمز لها في مصر القديمة بالبقرة، التي استعان بها في واحدة من لوحات المعرض برفقة واحدة من بطلاته، وكأنها بمصاحبة تلك البقرة تحرث الحياة منذ بدء التاريخ.
وافتُتح معرض «ضياء الروح» دون حفل رسمي، وهو طقس يقترن عادة بافتتاح المعارض الجديدة داخل الغاليريهات الفنية؛ وذلك في محاولة لمراعاة التباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات في فترة تسعى الحياة الفنية بمختلف أشكالها إلى العودة بالتدريج لحالتها الطبيعية، بعد توقف أشهر عدة بسبب فيروس كورونا.
يقد يهمك ايضاً :
مرور 221 عامًا على اكتشاف حجر رشيد مفتاح لغز الحضارة المصرية القديمة
أكياس رمل حمت لوحات فسيفساء لا تقدر بثمن في متحف معرة النعمان في سورية
أرسل تعليقك