حصد العرض المسرحي "من قتل أسمهان؟" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) من القدس، أربع من أصل ست جوائز هي مجمل جوائز مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى، وأُعلنت في قصر رام الله الثقافي، وهو المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح، فيما فازت مسرحية "مروّح ع فلسطين" لمسرح الحرية في جنين بجائزة أفضل عرض مسرحي بالمهرجان.
وذهبت جوائز أفضل إخراج وأفضل تأليف مسرحي وأفضل سينوغرافيا للفنان نزار زعبي عن مسرحية "من قتل أسمهان"، في حين حصلت على جائزة أفضل ممثلة الفنانة منى حوّا عن دورها في المسرحية نفسها، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل للفنان إياد شيتي عن دوره في مسرحية "اثنان في تل أبيب" لمسرح المجد في حيفا.
وقال الفنان نزار زعبي" سعادتي لا تُوصف، فأن تفوز بهذه الجوائز في الدورة الأولى لمهرجان وطني في بلدك بالتأكيد يعني لك الكثير .. هذه الجوائز وإن منحت في مجملها لي، فإنها نتيجة جهد جماعي لفريق مسرحية "من قتل أسمهان" من ممثلين وفنيين، وكذلك الجهة المنتجة أي المسرح الوطني .. المهرجان إنجاز مهم لفلسطين، وأبارك لفريق العمل وللفنانة منى حوّا، ولكل الفائزين من المسارح الأخرى ما حصلوا عليه من جوائز مستحقة.
أما مصطفى شتا، مدير مسرح الحرية في جنين، فأهدى الفوز إلى روح الفنان الراحل جوليانو مير خميس، وقال :هذه الجائزة تعني لنا الكثير لكونها جائزة العمل الأفضل في الدورة الأولى للمهرجان الوطني الأول للمسرح في فلسطين .. كنا نتمنى لو كان جوليانو مير خميس بيننا، لكننا نسير على نهجه، ونقدم له هذه الجائزة.
من جانبه، شدّد الفنان إياد شيتي، على ضرورة نجاح المسرح في كسر الحواجز بين الكل الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، بعيدًا عن التسميات التي تعكس حالة من التفريق لا التجميع فالكل فلسطيني، مطالبًا العرب بإتاحة المجال لعرض إبداعات الفلسطينيين جميعًا في مهرجانات المسرح ببلدانهم.
وقرأ الفنان وليد عبد السلام رئيس لجنة التحكيم، بيان اللجنة التي ضمت الفنانتين نادرة عمران وسهير فهد، لافتًا إلى أن غالبية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان اعتمدت أسلوب التمثيل داخل التمثيل أو المسرح داخل المسرح، وإلى اعتماد غالبية الأعمال أيضًا، وبشكل كبير، على عنصر الممثل، وغابت بشكل عام عناصر السينوغرافيا والموسيقى والماكياج والمؤثرات الأخرى وتواجدت بشكل متواضع في بعض الأعمال من خلال قطع ديكور بسيطة.
وأشارت اللجنة إلى الضعف في النصوص المسرحية، حيث خلت مثل هذه النصوص من الخيال والتعمق في بناء الشخصيات والأحداث والحبكة الدرامية، فجاءت بعض المونولوجات على ألسنة الشخوص المسرحية على شكل خطابات مباشرة، ولم تمنح المساحة الضرورية لخيال المخرج.
وأشادت اللجنة بالأداء الجماعي في مسرحية "خوش بوش" لمسرح عكا، والحضور القوي للممثل ميلاد غالب في مسرحية "شمال وسط جنوب" لمسرح الجوال البلدي من جنين، وقوة الحضور وخفة الحركة للفنان عزت النتشة عن دوره في مسرحية "من قتل أسمهان" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو قال في كلمته باختتام فعاليات المهرجان: انطلاق مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الأولى كان مناسبة كي نجدد رؤيتنا بأن الثقافة مقاومة، وأن الحكاية التي تحاصرها الخوذة تعرف طريقها نحو شق الهواء، وتعرف كيف يكون الغد لنا .. لابد من الإشارة هنا إلى أن المسرح ليس مجرد خشبة ونص وأداء، بل هو امتداد الحياة التي تتنوع من خلالها الأدوار، ويتنوع من خلالها الإبداع.. شكرًا لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن بأن الغد أفضل، وبأننا نستطيع تحقيق آمالنا وتطلعاتنا بالحرية وبمستقبل أفضل جميعًا، ولكل من آمن بهذه الفكرة وجعلها تتحقق.
وأضاف: إنها الدورة الأولى لمهرجان واكبنا فيه عروضًا مميزة، وندوات وحوارات، ولقاءات جمعتنا بنا، وجعلت من حضورنا رسالة وعنوانًا للتحدي، في الوقت الذي تعاني فيه غزة من القصف، والقدس العاصمة من الحصار، وباقي جغرافيا الوطن من سياسات العزل المختلفة .. استمر العمل متممًا لرسالة الصمود بالإبداع .. لم يصدر أي تصريح لأشقائنا العرب كي يكونوا بيننا، مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهدًا جديدًا للحياة.
من جانبه، وفي كلمة مسجلة له، شدد إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في الشارقة على أهمية الإنجاز الذي حققته فلسطين، عبر وزارة الثقافة، والمبدعين، وخاصة المسرحيين منه في هذه الدورة الأولى من المهرجان، مؤكدًا أن البوصلة ستبقى تؤشر نحو القلب، وأن القلب هو فلسطين، في حين أكد فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، على أن انتهاء الدورة الأولى للمهرجان، يعني بدء التحضيرات للدورة الثانية، مشددًا على أهمية العمل على تطوير مهرجان فلسطين الوطني للمسرح واستمراريته، في حفل اشتمل على فقرات فنية لفرقة "الأنوف الحمراء".
أرسل تعليقك