الشارقة -فلسطين اليوم
أقيمت اليوم ندوة حوارية بعنوان "الرواية الإفريقية" استضاف فيها الكاتب محمد أبو عرب كلّاً من الروائي الأريتيري حجي جابر، والنيجيري نامدي إهيريم ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب ناقش فيها تاريخ وواقع الرواية الإفريقية التي تعتبر جزءاً أصيلاً من مكونات الأدب في القارّة السمراء.
واستهل حجي جابر الحديث بالقول:" التصنيفات لها من ينشغل بها، أنا لا أركّز على هذه الاعتبارات، وفي الشأن الإفريقي الأدبي الأمر يزداد إرباكاً، هناك صورة نمطية صنعها الاستعمار عن المشتركات التي تجمع الثقافة الإفريقية، تتلخص بقصص الأساطير والسحر وغيرها، وأنا آتٍ من بلاد لها امتدادين، واحد في السودان، وآخر في أثيوبيا، وهناك مساحة كبيرة ومغايرة في الثقافة ما بين البلدين، هذا يخلق حالة من التضاد، لهذا أنا أؤمن بأن الأدب يوجّه للإنسان وعن الانسان يطرح قضاياه ويعالجها ولا جنسية له بل الذي يحكم هو النص ومضمونه".
وتابع جابر:" يجب الاعتراف بوجود إشكالية تتمثل في أن المتعارف عليه والصورة النمطية للأدب الأفريقي هو أنه يقدم للقارئ الاساطير والغرائبيات، وهذا ليس صحيحاً، يجب ألا يبقى هذا المفهوم سائداً، بل هناك الكثير من القضايا التي حكمتها ظروف النشر واللغة وغيرها، وما زلت أتساءل هل أنا أكتب ما هو كافٍ لأن أكون كاتباً إفريقياً، وأجد دائماً أنني أطل على بلادي من بعيد ومن خارجها، فأنا لم أعيش في أريتريا، حيث عدت إليها مرة واحدة، لهذا أنا لا أملك ذاكرة شخصية عن وطني بل هي ذاكرة مستعارة من الجدة والأم، ودائماً ما أقارن هذه الذاكرة المستعارة بالجديدة واكتشفت أن بلادي لا تشبهني".
من جانبه قال الروائي النيجيري نامدي إهيريم: "تعريف الرواية الإفريقية واسع والموضوع يتجاوز الحدود الجغرافية ويصل إلى ضرورة الاهتمام بهوية السرد، نحن نكتب بالإنجليزية كوننا نسعى للوصول الى القارئ الذي سيفهم ما نكتب من الصعب أن نكتب لهم باللغة المحليّة لشدة تنوعها وثرائها في بلداننا هذا عامل، العامل الآخر أن الناشر يفرض عليك أن تكتب بلغة يستطيع هو نشرها هذه معضلة تواجه الأدباء والكتاب الأفارقة، لكن الكثير من جهود الترجمة أوجدت حلولاً للتواصل بين الأدباء بعضهم البعض وبين القراء على الضفة الأخرى".
وتابع:" نلمس الكثير من التصاعد في الواقع الثقافي خاصة في نيجيريا، الظروف الآن تغيّرت، بات أي شخص يستطيع أن ينشر ويعرّف بأعماله، الانترنت فتح المجال للجميع على هذا الصعيد، لدينا الكثير من القصص والحكايات والمضامين الثرية التي تعرف بثقافة البلدان الإفريقية، ومازال هناك الكثير ليتم العمل عليه لتقديم هذه الحضارة والثقافة للقارئ بلغة تسمح له بفهمها وهضمها".
قد يهمك أيضا :
مراكش تستضيف فعاليات مهرجان الشعر المغربي
أرسل تعليقك