الشارقة ـ فلسطين اليوم
نظمت (فن) – المؤسسة المتخصصة في تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات، ورشة عمل خاصة عن كيفية صناعة مؤثرات التنانين النفاثة للّهب، والعروش المعدنية، في مسلسل "لعبة العروش"، أحد أفضل المسلسلات التلفزيونية الدرامية الخيالية التي تُعرض حالياً وقدّم الورشة التي تحمل عنوان "لعبة العروش: صنع التنانين"، الفنان توماس كوتشيرا، أحد فناني المؤثرات والخدع البصرية في شركة "بيكسوموندو"، الشركة المسؤولة عن إنجاز الخدع البصرية في مسلسل "لعبة العروش"، إذ أطلعت الورشة عدداً من الفنانين الصاعدين على كيفية تطبيق التقنية الثلاثية الأبعاد لتصميم التنانين، المخلوقات الخرافية.
وقال الفنان كوتسيرا: "تولّت شركة (بيكسوموندو) مهمة تصميم التنانين في مسلسل (لعبة العروش) منذ موسمه الثاني، ومثّل نمو التنانين وازدياد حجمها من 1.8 أمتار إلى 38 متراً خلال المواسم المتعاقبة تحدياً كبيراً، إذ توجّب علينا الانتباه إلى أدق التفاصيل، كالحراشف والأشواك على رقبة التنين، ولونها، وبنيتها القاسية".
وأضاف "نستلهم هذه التصاميم من الطبيعة والحيوانات التي يمكن دمج خصائصها العضوية بالتنانين ليبدو مظهرها طبيعياً وحقيقياً قدر الإمكان، إذ تفحّصنا مجوعة من الهياكل العظمية للزواحف ذات البنية الضخمة، لتصميم الأجزاء الدائرية أعلى رقبة التنين، ودمجنا بعض الخدع البصرية باستخدام التقنيات الثلاثية الأبعاد، لإنشاء التوهج الذي يظهر على الشاشة".
وأوضح كوتشيرا "نستلهم أيضاً الأعمال الخيالية، ففيلم "دراغون سلاير" (صائد التنين)، وسلسلة أفلام "جوراسيك بارك" (محمية الديناصورات)، سبقت عصرها، وأنتجت تجارب سينمائية رائدة ومؤثرات يصعب تصديقها، وكانت سلسة أفلام "جوراسيك بارك" مصدر الإلهام الرئيس الذي دفعنا لإبداع تصاميم التنانين".
ووفرت ورشة العمل للحاضرين الشباب فرصة كبيرة للاطلاع على مراحل التصاميم الثلاثية الأبعاد التي نجحت بدمج الصور شبه الحقيقية للتنانين على لوحات العمل الحية المخصصة للعرض، ابتداءً بتصميم الأسس، وقولبة التنانين، وتحويلها إلى تنانين ثلاثية الأبعاد، واستخدام تقنية "زد برش" (أداة رقمية حاسوبية للنحت تجمع بين التصميم الثلاثي الأبعاد وتصميم البعدين ونصف) لنحت أدق التفاصيل، وتقنية "أنيم ريغ" لتحويل النماذج المنخفضة الدقة إلى نماذج عالية الدقة.
وبحلول الموسم السابع من المسلسل، بُعثت الحياة في التنانين بواسطة أكثر من نصف مليون مضلع، و483 جسم تحكم رقمي، إذ تسهم هذه التقنيات بإضفاء الواقعية على الأغشية المتواجدة بين أصابع أيدي وأقدام هذه المخلوقات العملاقة، وتكشف التقلص والتمدد في جلودها القاسية عند هبوطها على المنحدرات، واستعدادها للطيران، بنفس طريقة تمدد وتقلص جلود الحيوانات والطيور الحقيقية.
يُذكر أن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، يسعى إلى تعزيز الثقافة البصرية لدى الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم، وعرض أفلام مخصصة لهم، أو من صنعهم، أو تدور حولهم، في إمارة الشارقة.
أرسل تعليقك