نظّمت الإدارة العامة للفنون في وزارة الثقافة الفلسطينية، ورشة عمل لمناقشة آليات إنقاذ الأرشيف الوطني الفلسطيني المرئي والمسموع، وتحويله الى مواد رقمية للاستفادة منه في خدمة القضية الفلسطينية، حضرها وكيل الوزارة أنور البرعاوي، ومدير عام الفنون عاطف عسقول، ونخبة من الإعلاميين والباحثين والخبراء في مجال الأرشفة.
وأوضح البرعاوي، أن ورشة العمل تأتي في إطار جهود الوزارة وسعيها الدائم للمحافظة على التراث الوطني الفلسطيني ومواجهة محاولات طمسه وسرقته. وقال: "إن الأرشيف الوطني مهم لكونه توثيقًا وتسجيلًا لأحداث القضية الفلسطينية والتضحيات العظيمة التي قدمها الفلسطينيون دفاعًا عن أرضهم ومقدساتهم، ودلالة على أن شعبنا طرد من أرضه وأن له تاريخًا فيها لا يمكن أن يُمحى أو يُزال، وهو بمثابة شهادة طابو لإثبات الحق الفلسطيني".
اقرا ايضا "غزة للثقافة والفنون" يعرض ثلاثة أفلام قصيرة تناولت قضايا مجتمعية
وبيّن أن الوزارة تمتلك آلاف التسجيلات التي تؤرخ مرحلة مهمة من تاريخ الثورة الفلسطينية خلال فترة الستينات وما بعدها والتي تعبّر عن الشخصية الفلسطينية، مؤكدًا سعي الوزارة لإنقاذ هذا الأرشيف بعيدًا عن كل الاعتبارات السياسية، وحرصها على إيجاد آليات للمحافظة على هذا الكنز الوطني وإتاحته أمام كافة المعنيين للاستفادة منه لأغراض فنية وأدبية وبحثية وغيرها.
وطالب كافة المؤسسات الوطنية وشركات الإنتاج الإعلامي للمساهمة والتعاون في عملية إنقاذ الأرشيف وإعادة حفظه، مؤكدًا أنه "مشروع وطني تقع مسؤولية إنجازه على الكل الفلسطيني، مشيدًا بالدور الذي لعبته شركة (سكرين) للإنتاج الإعلامي التي قامت بنقل الأشرطة إلى مكان مناسب لحفظها.
من جهته، أوضح رئيس شركة "سكرين للإنتاج الإعلامي" مفيد أبو شمالة، أن الشركة تحتفظ بأشرطة أرشيف مرئي ومسموع حصلت عليها من وزارة الثقافة وقامت بتخزينها بالشكل العلمي المطلوب للمحافظة عليها بشكل مؤقت، مؤكدًا أنه مع مرور الزمن تتضاءل فرص إنقاذ هذا الأرشيف وتقل أعداد الأشرطة التي يمكن الاستفادة منها نظرًا لتعرضها للتلف.
وأكد أبو شمالة على ضرورة حماية تلك المواد وقراءة محتواها الذي يوثق أحداثًا كثيرة وحياة رموز العمل الوطني الفلسطيني عبر الحصول على الحاويات والمشغلات القديمة التي يمكن استخدامها في عملية التحويل، داعيًا لإنشاء موسوعة إلكترونية تضم كافة المواد الأرشيفية لتسهيل وصولها أمام جميع الباحثين والمهتمين.
وأوضح عضو الاتحاد العام للفنانين التعبيريين محمود روقة أن الأرشيف الوطني هو ذاكرة وطن وشعب قدم تضحيات جسام، وعملية إنقاذه مهمة كبيرة وصعبة ولا تقع على عاتق جهة معينة وتحتاج إلى تضافر كافة الجهود الوطنية، مؤكدًا على ضرورة البدء بخطوات عملية وتطبيقية.
وأعرب الباحث في الأغنية الوطنية فادي عبد الهادي عن أسفه الشديد للتأخر الكبير في عملية جمع الأرشيف وتوثيقه، داعيًا إلى ضرورة السماح للباحثين في كل الاختصاصات لتحويل المواد الأرشيفية إلى مواد رقمية وتوفير كافة المعدات اللازمة لعملية التحويل، موضحًا أن هناك كم كبير من الأرشيف موجود في العاصمة السورية دمشق ويصل إلى 50 ألف شريط تحتوي على الأغاني القديمة للفرق الوطنية والأفلام السينمائية والمسرحيات الاستعراضية التي تم إنتاجها خلال الفترة من 1968-1990م.
ودعا المشاركون إلى إقرار قانون الأرشيف الوطني الفلسطيني، وتشكيل لجنة وطنية مختصة تجمع بين الضفة وغزة والشتات الفلسطيني من أجل جمع كافة مواد الأرشيف الوطني من مصادرها وتصنيفها وفق أسس منهجية وعلمية وجمعها في مكان واحد لتكون متاحة أمام كافة أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكدوا على ضرورة تشكيل حاضنة وطنية لدعم عملية إنقاذ الأرشيف، من خلال التشبيك مع المؤسسات المحلية والدولية، وتشجيع المجموعات الشبابية المهتمة في عملية الأرشفة، وتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لاستمرار عملية إنقاذ وتجميع الأرشيف. وطالبوا بفتح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة في الحفاظ على الأرشيف الوطني وجمع ما يتوفر منه لدى المواطنين والمؤسسات الفلسطينية في الشتات.
وشددوا على ضرورة الانفتاح على العالم الخارجي من خلال جمع الأرشيف من الفضائيات العربية والدولية، وصياغة خطاب إعلامي موحد يتضمن رسائل مركزة حول عملية الأرشفة موجهًا لصناع القرار والمؤسسات المحلية والدولية.
قد يهمك ايضا المتحف الفلسطيني يعقد أولى فعالياته العامة بالتعاون مع دار الفنون في عمان
"مركز غزة للثقافة والفنون" يُنظّم عرضًا لثلاث أفلام وثائقية قصيرة
أرسل تعليقك