يميل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استخدام بعض الإيموشنات بشكل متواصل، وهي التي تروق لهم وتتماشى مع شخصيتهم وميولهم، فتصبح هي الإيموجي المُفضل لديهم، وفي العادة لا يتفق الجميع على تلك الوجود التعبيرية أو الرسومات المعبرة، كما لا يمكن الاستغناء عنها في المحادثات لما تضفيه من واقعية وانعكاس للحالة النفسية، ببساطة أصبحت الرموز التعبيرية أكثر أشكال الترقيم تطورًا.
تقول المؤلفة إيمي فافيلا في كتابها (A World Without "Who) الذي يتناول مستقبل الكتابة الصحيحة السريع للغة في عصر الإنترنت: "لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل الرموز التعبيرية (الإيموجي) عن لغتنا المكتوبة؛ إنها تفسرها عبر نغمة لا تستطيع الكلمات وحدها توفيرها، وبمعنى آخر، إنها أكثر أشكال الترقيم تطورًا"، ومن خلال هذا الكتاب يمكنك التعرف على شخصيتك وفقا للإيموجي المفضل لديك كالتالي:
"لغة الإيموجي"
الرموز التعبيرية في الدردشة؛ هذه الوجوه التي تتشكل من علامات ترقيم، وصور رمزية، تعد الآن من أهم ميزات الطريقة التي نتواصل بها عبر الهواتف المحمولة وخدمات التراسل عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية؛ فعند وضع الوجه المبتسم أو ذاك القلب المفعم بالحب في نهاية رسالة، فربما تبعث رسالة تحمل أكثر مما تريد أو حتى تدرك.
تساعد هذه الرموز والتعبيرات مُستقبِل الرسالة على فهم الغموض المحتمل لها، وتبث الروح في الحروف والكلمات الصامتة التي تكوِّن الرسالة. كما تساهم في إيصال مشاعر المستخدم سريعا بالضغط فقط على رمز أو زر واحد.
أقرأ أيضا الكاتب موسي بلال يصدر كتاب جديد بعنوان "الحريم الرقمي"
لكن، لا تُستخدم أو تُفهم هذه الرموز والتعبيرات بنفس القدر، فيما يتعلق بكيفية تأثيرها على الطريقة التي يفهمنا بها الآخرين، وكذلك العوامل النفسية المرتبطة باستخدامها لأغراض معينة، على سبيل المثال، التحكم في صورة المستخدم وانطباع الآخرين عنه.
لاكتشاف ذلك، أجرى باحثون من جامعة "إيدج هيل" البريطانية والجامعة الكاثوليكية الأسترالية دراسة؛ إذ طلب الباحثون إتمام عدد من الاستبيانات تدور حول نظرة المستخدمين عن قوة شخصياتهم وجاذبيتها، والاعتداد بالنفس، ومخاوفهم حول الطريقة التي يتعاملون بها أو مدى القلق الذي ينتابهم من الطريقة التي قد يفهمهم بها الطرف الآخر.
طرحت أسئلة أيضا حول كمية الرموز التعبيرية المستخدمة وسبب استخدامها في رسائلهم النصية، وكذلك رسائل البريد الإلكتروني، وعبر محادثات فيسبوك.
مرآة العالم الحقيقي
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم أشخاصا منفتحين ويتقبلون الأخر كانوا أكثر ميلا إلى استخدام تعبيرات انفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدوا أيضا أن الأشخاص الذين كانوا أقل قلقا حول كيف يفهمهم الآخرين كانوا أكثر ميلا إلى استخدام الرموز التعبيرية الكئيبة.
ويبدو أن الأشخاص المختلفين يستخدمون الرموز التعبيرية بطريقة مختلفة اعتمادا على شخصياتهم. فالأشخاص الذين لديهم قدرة أكبر على تقبل الآخر يميلون إلى استخدام تلميحات أو إشارات اجتماعية وعاطفية في العالم الحقيقي لإيصال ذلك إلى غيرهم، مثل الابتسامة أو التشجيع. وإلى حد ما ينعكس ذلك في العالم الافتراضي عبر استخدام الرموز التعبيرية الضاحكة.
تشير الدراسة إلى أن ذلك ينطبق بالتحديد على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، حيث يكون للرسالة جماهير أوسع وأكبر وحيث تكون التفاعلات أضخم وأكثر تعقيدا من المحادثات النصية الفردية. يقول الباحثون: يمكننا توقع أن الأشخاص الذين يرون أنفسهم أكثر ودا ولطفا يحاكون ذلك في هذه البيئات الافتراضية، ويحاولون إيصال هذا الجزء من شخصياتهم عبر الرموز التعبيرية.
الوجه الحزين: أرغب في التعبير عن نفسي أكثر
في نفس الوقت، عندما تكون أقل قلقا حول الطريقة التي قد يفهمك بها الناس، ربما تكون أكثر ارتياحا في اظهار جميع مشاعرك، بما في ذلك الكآبة أو الحزن. لذلك —بحسب الدراسة- ربما يشير الوجه الحزين في الرسالة إلى أنك أكثر اهتماما بالتعبيرعن نفسك مقارنة باهتمامك بكيف يحكم عليك الناس من خلال استخدام الرموز التعبيرية.
كشفت بعض النتائج الأخرى أيضا كيف أننا أكثر ميلا إلى استخدام الرموز التعبيرية في بعض أنواع البيئات الافتراضية عن غيرها، ربما لأسباب مفهومة. فقد رأي المشاركون في الدراسة أن الرموز التعبيرية غير مناسبة للسياقات المهنية، ما يوضح قول المستخدمين إنهم استخدموا الرموز التعبيرية أقل في البريد الإلكتروني مقارنة بالرسائل النصية عبر مواقع الشبكات الاجتماعية.
وبغض النظر عن ذلك، قال المشاركون إن هذه الرموز التعبيريةكانت طريقة مفيدة في التعبير عن أنفسهم وتقليل غموض الرسائل. الأمر الذي يشير إلى أن الرموز التعبيرية ربما تكون ذات أهمية بالنسبة للأفراد الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو تفسيرها.
الوجه المبتسم: أنا لطيف وودود
في الجزء الأخير من الدراسة، طلب الباحثون من مجموعة أخرى من الأشخاص إلقاء نظرة على المحادثات والملفات الشخصية التي سُجلت للمشاركين في الدراسة، لمعرفة كيف يحكم الآخرين علينا استنادا إلى استخدامنا للرموز التعبيرية. ووجد الباحثون أنه كلما استخدم الشخص الرموز التعبيرية المبتسمة كان يُنظر إليه على أنه أكثر ودا، وواعيا ومنفتحا على تجارب جديدة.
ولا يتوافق ذلك دائما مع كيف يرى الناس أنفسهم. لكن، كان مستخدمي الرموز التعبيرية وهؤلاء الذين طُلب منهم الحكم على المشاركين أكثر ميلا إلى الاتفاق على أنهم أكثر إقبالا على التواصل وعلى مدى انفتاحهم على تجارب جديدة، ما يشير إلى أنه في حين قد تجعل الرموز التعبيرية المبتسمة الناس يبدون أكثر لطفا ووعيا، فإن ذلك قد لا يتطابق مع شخصياتهم الحقيقية.
في النهاية، كل ذلك يُلمح إلى الطريقة التي نستخدم بها التعبيرات والرموز الانفعالية في تشكيل انطباعات الآخرين عنا، والحقيقة إنه يجب أن نكون مدركين لكيفية استخدامها على الإنترنت.
قد يهمك أيضا
عرض فيلم "عرق البلح" في مؤسسة "كادر 68" الثقافية" الأربعاء المقبل
فيلم "واجب" يفتتح مهرجان فيلم الهواة في تونس
أرسل تعليقك