مع مراعاة شروط السلامة العامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، ينطلق "مهرجان صور الدّولي للفنون التشكيلية"، ويأتي هذا الحدث الذي يبدأ في 26 يوليو (تموز) الجاري لغاية 31 منه، كواحد من سلسلة نشاطات يقوم بها "مسرح إسطنبولي" و"جمعية تيرو للفنون" طيلة أيام السنة.
وفي هذه الدورة للمهرجان التي تعدّ الأولى من نوعها على أجندة "المسرح الوطني اللبناني" مضيف الحدث في مدينة صور الجنوبية، ستجري عروض سينمائية وموسيقية ومعرض للصور الفوتوغرافية والرسومات. وكان نحو 72 فنانًا من 12 دولة عربية وأجنبية شاركوا ضمن الحملة الإلكترونية "نرسم ضد العنصرية" مما دفع بمنظمي المهرجان تخصيص معرض لها في هذا الحدث.
من جانبه، يقول مؤسس "المسرح الوطني اللبناني" والمخرج قاسم إسطنبولي إنّ الحدث، ورغم الظروف الصّعبة التي يمرّ بها لبنان، فإنّه يبقى فسحة أمل بالنسبة لهواة الفن على أنواعه. ويضيف في حديث لـ"الشرق الأوسط": "لم نشأ أن نستسلم لليأس أو الحد من نشاطاتنا السنوية. ولذلك قرّرنا المضي بإقامة معارض وعرض أفلام سينمائية، متمسكين بالأمل وبضرورة تشجيع المواهب الفنية من شباب لبنان وغيره من البلدان العربية والأجنبية".
وفي اليوم الأول من المهرجان، ستُعرض ثلاثة أفلام سينمائية قصيرة تعود إلى العراق. ويعلق قاسم إسطنبولي في حديثه: "اخترنا عروضًا سينمائية تتماشى مع العنوان العريض للمهرجان ألا وهو "نرسم ضد العنصرية". والأفلام الثلاثة التي سنفتتح بها المهرجان هي: "كلنا مواطنون" و"غربة غجر" و"رحلة سلام". وكما تستشفون من عناوينها فهي تحاكي بموضعاتها نبذ التمييز العنصري والدعوة إلى إرساء السّلام والتّقارب بين الأديان والمحبة بين الشعوب".
ويضيف إسطنبولي أنّ مجموعة من الرسامين اللبنانيين ومن الكويت والجزائر وفرنسا وإيطاليا وسوريا والمغرب وغيرهم سيشاركون في المعرض بأعمالهم، من دون الحضور الشخصي؛ ويوضح، أنّ "متعة التفاعل بين الفنان والجمهور ستكون غائبة، وهو ما سيفقدنا الجزء الأكبر من برنامجنا الذي عادة ما يرتكز على التناغم بين الطرفين".
وعن كيفية تأمين الحد الأقصى من التباعد الاجتماعي والبيئة السليمة لزوار المهرجان يرد إسطنبولي: "منذ اليوم، حددنا أعداد الناس الذين باستطاعتهم حضور العروض السينمائية الداخلية وهي لا تتجاوز نسبة 30 في المائة من مجمل المقاعد الموجودة بالمسرح. كما قرّرنا إقامة عروض راقصة وأخرى سينمائية في الهواء الطلق تستقطب الطبقة الشعبية في مدينة صور، وتسمح لها بالاستمتاع بالعروض الفنية مجانًا".
ومن المتوقع أن ينظم مسرح إسطنبولي عروضًا سينمائية على ميناء صور الساحلي. ويشرح قاسم إسطنبولي: "أسوة بالدول الأجنبية التي تقوم بهذا النوع من العروض، فقد أخذنا على عاتقنا فيما لو سمحت لنا الظروف الصحية والدولة اللبنانية بذلك، تقديم عروض في عرض البحر. وباستطاعة الجمهور متابعة هذه العروض في زوارق عائمة. وبذلك سيكون المسرح الوطني اللبناني متنفسًا لأهالي منطقة صور وضواحيها".
ومن النشاطات الأخرى التي يتضمنها المهرجان معرض للصور الفوتوغرافية لمحترفين وهواة من لبنان وخارجه. "موضوعات الصور أيضًا تتناول التمييز العنصري. فقد التقطها أصحابها من هنا وهناك هائمين بعدسات كاميراتهم لنقل وجهات نظرهم في هذا الموضوع، كلّ حسب أسلوبه وتوجهاته".
وتعمل جمعية تيرو للفنون على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وتقديم السينما لأي مُخرج يريد عرض فيلمه بالمجان. كما تقوم على نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات في الخارج وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم. ومن أولوياتها تعريف الجمهور بتاريخ السينما المحلية والعالمية، بالإضافة إلى اللامركزية في العروض عبر "باص السلام للفنون" للعروض الجوالة في عدد من المناطق اللبنانية.
وتعمل الجمعية على فتح منصّات ثقافية في لبنان، من "سينما الحمرا" في صور و"سينما ستارز" في النبطية و"سينما ريفولي" التي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني، أوّل مسرح وسينما مجانيين في لبنان، كمنصّة ثقافية حرّة ومستقلة، تعمل على تنظيم الورش والمهرجانات المسرحية والسينمائية والموسيقية. ومن بين نشاطاتها المعروفة "مهرجان صور الموسيقي الدُّولي" و"مهرجان لبنان المسرحي للرقص المعاصر" و"الحكواتي" و"مونودراما المرأة" و"مهرجان أيام فلسطين الثقافية"، و"مهرجان تيرو الفني"، و"مهرجان شوف لبنان بالسينما".
يقد يهمك ايضاً :
أدلة أثرية توضح حقيقة وصول البشر إلى أميركا الشمالية قبل 30 ألف سنة
مؤسسة نوبل تكشف عن إلغاء جوائز عام 2020 بسبب انتشار وباء "كورونا"
أرسل تعليقك