عراقي ينحت نسخًا مصغرة من آثار أشورية تعود تاريخها لثلاثة آلاف عام
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

الثيران المجنحة ورأس الملك سرجون من بين التماثيل المدمرة

عراقي ينحت نسخًا مصغرة من آثار أشورية تعود تاريخها لثلاثة آلاف عام

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - عراقي ينحت نسخًا مصغرة من آثار أشورية تعود تاريخها لثلاثة آلاف عام

الفنان نينوس ثابت يستنسخ آثارًا أشورية
بغداد - نجلاء الطائي

صنع الفنان نينوس ثابت في مدينة أربيل من الطمي، نسخًا من الآثار الأشورية التي دمرها تنظيم "داعش"، ويأتي ذلك في وقت دعت فيه الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، العالم المتحضر والمنظمات الدولية إلى مساعدة العراق على ترميم آثار مدينة النمرود الأثرية التي خربها التنظيم وتركها أطلالًا. 

ودرس الفنان نينوس ثابت (18 عامًا) مسيحي، الفن في جامعة الموصل وصنع نسخًا مصغرة من تماثيل دمرها المتشددون حين اجتاحوا مدينة نمرود الأشورية التي يمتد تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام وتقع إلى الجنوب من الموصل وكان ذلك قبل عامين ونصف العام. وكانت نمرود ذات يوم عاصمة لإمبراطورية غطت أجزاءً مختلفة من الشرق الأوسط القديم وهي واحدة من عدة مواقع أثرية نهبها مقاتلو "داعش" وخربوها حين سيطروا على أجزاء كبيرة من الأراضي في العراق وسورية عام 2014. ومن بين التماثيل الثيران المجنحة ذات الوجوه البشرية التي تعرف باسم لاماسو ورأس برونزي للملك سرجون الأكدي.

وذكر ثابت " من يشوف آثار بلده تتدمر خلال دقائق وهي حضارة عمرها آلاف السنين فأكيد يتألم وخاصة الشخصيات المهتمة بالآثار والفنون بشكل عام فكانت بصراحة نكسة للآثار والتراث من قبل أشخاص متطرفين لا دين لهم." ونشر التنظيم المتشدد لقطات فيديو العام الماضي أظهرت مقاتليه وهم يدمرون بالجرافات وينسفون جداريات وتماثيل.

وأضاف ثابت "أنا من شفت تدمير الآثار والهدم صار عندي حافز إن أسوي هذه المجسمات ولو بشكل بسيط... كي نوصل رسالة للعالم إننا شعب نريد أن نبني الحضارة وأن نطور من أنفسنا في هذا المجال. مجال النحت البارز والمجسم."

وسيطرت القوات العراقية التي تتوغل في شرق الموصل، في مطلع الأسبوع، على جامعة الموصل والتي كانت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط وباتت موقعًا استراتيجيًا للمتشددين، وذلك ضمن حملة بدأت قبل ثلاثة شهور بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة المدينة بالكامل وهي آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد. ولا يزال غرب الموصل تحت سيطرة "داعش".

وفر ثابت مع أسرته من بلدة قره قوش ذات الأغلبية المسيحية الواقعة إلى الشرق من الموصل واتجهوا إلى أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق حين سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول إن الفن منحه الراحة حين كان بعيدا عن بلده وأصدقائه. ومنذ أن غادر منزله صنع أكثر من 50 تمثالا وعملًا فنيًا. وعرض بعضًا من أعماله في معارض ومتاحف بينما اشترى هواة لجمع الأعمال الفنية البعض الآخر.

ونجحت القوات العراقية في إجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من نمرود في نوفمبر/تشرين الثاني وهو ما أعطى المسؤولين فكرة أوضح عن حجم الأضرار. وخلال زيارة بعد ذلك بأيام وجدت بقايا محطمة لمنحوتات معقدة وسط التراب. وتحولت زقورة أو هرم مدرج إلى كومة من التراب بعد أن سوتها جرافة بالأرض على ما يبدو.

واكتشف عالم الآثار البريطاني أوستن لايارد، نمرود في القرن التاسع عشر. وعمل عالم الآثار ماكس مالوان وزوجته كاتبة روايات الجريمة أجاثا كريستي في نمرود في الخمسينيات من القرن الماضي. وبعد تجربتها اتخذت كريستي من العراق خلفية لأحداث عدد من رواياتها.

ونددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بتدمير النمرود واعتبرته جريمة حرب وهجومًا على التراث العالمي منوهة بدور بلاد ما وراء النهرين القديمة في تشييد الحضارة آنذاك حيث ازدهرت المراكز الحضرية الأولى وظهرت الكتابة المسمارية على الألواح الفخارية. ومن أهم التماثيل التي دمرها التنظيم الثيران المجنحة الشهيرة التي لها وجوه آدمية ويطلق عليها اسم "لاماسو" وتقف عند مداخل قصر "آشور ناصر بال الثاني" ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع.

 وأفاد البياتي وهو يتفحص الموقع الذي يبعد 500 متر فقط عن قريته ويزوره للمرة الأولى منذ عامين بأن "الموقع تم تدميره بنسبة مئة في المئة"، مضيفًا أن "خسارة نمرود أكثر ألما بالنسبة إليّ من فقدان منزلي".

وأعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن المسلحين "في 3 أبريل 2015 ، فجروا المدينة وأبنيتها الأثرية المكتشفة بالكامل وهي كل من (قصر آشور ناصر بال الثاني الشمالي، ومعبد عشتار، ومعبد نابو) ولم يتبقّ من المدينة سوى الزقورة". وقد أثار ذلك ردود فعل دولية غاضبة، إذ عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا دان فيه ما وصفه بـ"الأعمال الإرهابية البربرية" التي ارتكبها مسلحو تنظيم "داعش" في العراق، ومن ضمنها تدمير آثار تاريخية وثقافية نفيسة.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقي ينحت نسخًا مصغرة من آثار أشورية تعود تاريخها لثلاثة آلاف عام عراقي ينحت نسخًا مصغرة من آثار أشورية تعود تاريخها لثلاثة آلاف عام



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday