كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور ينمّون مواهب الأوبرا المصرية
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

يُوثِّق الطّلاب معاناتهم اليومية في ظلّ أزمة "كورونا"

كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور ينمّون مواهب الأوبرا المصرية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور ينمّون مواهب الأوبرا المصرية

الأوبرا المصرية
القاهرة ـ فلسطين اليوم

بدأ طلاب صف الرسم في مركز تنمية المواهب في الأوبرا المصرية إطلاق العنان لأدواتهم كي تصوّر معاناتهم اليومية في ظل أزمة «كورونا»، وبعض جوانب الحياة وملامحها التي تبدلت في ظل المتغيرات الجارية، وتلقوا محاضرة عبر شبكة الإنترنت «أون لاين» استعرض فيها المشرف على الصف أشهر اللوحات العالمية التي صورت الطاعون والأوبئة من أعمال كبار فناني أوروبا في عصور مختلفة، تمتد إلى القرن السادس عشر الميلادي، كي يستوحوا لوحاتهم من أعمال مشاهير الفن التشكيلي الذين وثّقوا لحظات حرجة في تاريخ الإنسانية.

خلال المحاضرة اطلع الطلاب على أشهر لوحات الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطاعون والأوبئة في عصور عدة، وتعرفوا على مدارسها المختلفة وجمالياتها الفنية، منها لوحة «طاعون مارسيليا العظيم» الشهيرة للفنان الفرنسي ميشيل سيري التي رسمها عام 1721 ميلادية، ولوحة «انتصار الموت»، وهي لوحة شهيرة للفنان الهولندي بيتر بروجيل، رسمها في منتصف القرن السادس عشر، وتُعد واحدة من أكثر أعماله شهرة، وهي من مقتنيات متحف ديل برادو في مدريد، وتصوّر اللوحة مشهداً بانورامياً لحرب شعواء بين البشر وجيش جرار من الهياكل العظمية كرمز للموت، إضافة إلى لوحات أخرى لفنانين أوروبيين من عصور مختلفة صوّروا فيها الطاعون والأوبئة، بينهم الفنان الإيطالي الشهير جيوفاني باتيستا تيبولو، وأنجيلو كاروسيلي، وجوزيبي ماريا كريسبي.

ورغم أن بعض الطلاب فوجئوا بوجود لوحات فنية شهيرة وثّقت فترات الأوبئة في عصور مختلفة، فإن تفاعلهم مع هذه الأعمال الكلاسيكية التي ما زالت أسرار جمالياتها الفنية تدرس في جامعات العالم اتخذ منحى مختلفاً، إذ أدرك الفنانون الصغار أحد أهم الفروق بين لوحات الماضي وبين تلك الأفكار الحداثية التي تؤرّق مخيلتهم، منذ اندماج جائحة «كورونا» بالخوف، ففي العصور السابقة كان الفنانون يركزون في لوحاتهم على توثيق الحدث، إذ لم تكن توجد صور فوتوغرافية كما الآن، أو أي أشكال أخرى للتوثيق، هذه الفكرة دفعت الطلاب إلى التركيز على توثيق المشاعر الإنسانية، وما تعكسه معاناة الاضطرار إلى تغيير سلوكيات الحياة اليومية، وما تتضمنه من رمزية فنية تتجاوز مساحات التأثيرات الظاهرية للوباء إلى مناطق أكثر عمقاً داخل النفس البشرية، فشرعت أدوات الرسم في التقاط بكارة أفكارهم وسكبها على أوراق اللوحات.

تنوعت أعمال الطلاب بين مدارس وأشكال فنية مختلفة، ووظّف بعضهم الألوان لإظهار مساحات أكثر عمقاً في المشاعر الإنسانية التي يعيشها البشر في ظل مخاوف العدوى، وفَرض فن البورتريه نفسه باعتباره يتضمن تفاصيل ومساحات تعبيرية لا محدودة ومباشرة لتصوير مستويات متعددة من الانفعالات البشرية، التي تعكس الكثير ممّا يخفيه الإنسان خلف طبقات من التماسك والقوة التي تساعده على مواجهة الواقع، خصوصاً تلك المساحات المُعلّقة ما بين السكون والحركة في ملامح البشر.

ويبلغ عدد طلاب المستوى المتقدم بـ«صف الرسم» 17 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 18 عاماً، حسب الدكتور إيهاب كشكوشة، المدرس المساعد في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مسؤول صف الرسم بمركز تنمية المواهب بالأوبرا، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اطّلاع الطّلاب على أعمال مشاهير الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطّاعون والأوبئة دفعهم إلى التركيز على سبر أغوار المشاعر الإنسانية، وتأثرها بالوضع الذي نعيشيه، إذ أنهم أدركوا أن توثيق المشاعر هو ما يجب أن يقوم به الفن في الفترة الحالية، لا سيما بعدما أصبحت لدينا وسائل كثيرة لتوثيق الأحداث»، مشيراً إلى أن «الطلاب ركزوا على رصد المفردات الحديثة التي أصبحت لصيقة بحياتنا مثل الكمامة وغيرها، فتداخل توثيق المشاعر الإنسانية مع مُفردات الجانحة».

ويُعد مركز تنمية المواهب في دار الأوبرا المصرية، الذي يتبع وزارة الثقافة منذ افتتاحه عام 1993، أحد أهم المراكز الثقافية التي تتبنّى تدريب وتنمية مهارات الأجيال الجديدة في مجالات فنية عدة، على غرار الرسم والباليه والتمثيل والموسيقى والغناء وتعلم العزف على آلات موسيقية متنوعة.

ويعمل المركز، من خلال مقره الرئيسي بدار الأوبرا (وسط القاهرة)، ومقرات إقليمية في كل من الإسكندرية وطنطا ومدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ضمن خطة للتوسع في تدشين المقرات الفرعية لتغطي محافظات مصر، وفقاً للدكتور عبد الوهاب السيد، مدير المركز، المشرف العام على الأنشطة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «عدد الطّلاب في المقر الرئيس بالقاهرة يبلغ 2750 طالباً، ولدينا 16 صفاً في أفرع فنية متنوعة، وفي الإسكندرية لدينا 1500 طالب، ودمنهور 950 طالباً، ونُجهّز في الوقت الراهن مقرّات في محافظات أخرى، من بينها سوهاج وأسوان بصعيد مصر، ومدن القناة الثلاث، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، بهدف الوصول إلى الأطفال والأجيال الجديدة في جميع المحافظات».

قد يهمك أيضا :  

صفاء شقير الموهبة القادمة في الفن التشكيلي

  "غوغل" يحتفي بالذكرى الـ 95 على ميلاد الفنانة أنجي أفلاطون

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور ينمّون مواهب الأوبرا المصرية كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور ينمّون مواهب الأوبرا المصرية



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday