أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

أنفس الآثار تعود إلى بواكير القرن الأول الهجري

أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة "مكتبة العالم"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة "مكتبة العالم"

متاحف
الرياض ـ فلسطين اليوم

يزخر عدد من متاحف السعودية بنوع من أجمل القطع الأثرية وأكثرها قيمة وهي النقوش الشاهدية المحفورة على شواهد القبور، وتمثل هذه النقوش والكتابات قطعا من أنفس الآثار السعودية التي تعود إلى بواكير القرن الأول الهجري. يقول عالم الآثار السعودي الدكتور أحمد الزيلعي في بحث له بعنوان الكتابات والنقوش العربية الإسلامية على الأحجار في السعودية: «تعدّ النقوش الشاهدية أو الكتابات على شواهد القبور من أجمل الكتابات المنقوشة على الأحجار؛ لكونها تُصنع خصيصاً لخدمة غرض محدد، وتحمل مضامين يجري اختيارها بعناية فائقة، ويقوم بتنفيذها على بلاطة الشاهد في الغالب خطاطون يبذلون جلّ عنايتهم في رسم الحروف وزخرفتها، وتجميل بلاطة الشاهد وتحليتها بعناصر نباتية وهندسية فائقة الجودة، بحيث جعلت هذا النوع من الكتابات يتفوق على ما سواه من الكتابات الأخرى المنقوشة على الأحجار».

وتتميز النقوش الشاهدية في السعودية بأنّها تغطي جميع مراحل تطور الخط العربي الإسلامي على شواهد القبور، فمنها ما يعود إلى بواكير القرن السابع الميلادي، مروراً بجميع القرون والمراحل التاريخية التي مرت بجزيرة العرب حتى العصر العثماني، كذلك تتميز بأنّها تجمع بين جميع الظواهر الزخرفية المتصلة بتجويد الخط وزخرفته وتحليته وتجميله من بسيط إلى مورق ومشجر ومضفور وذي أشكال وسمات هندسية. وتدور أغلب مضامين الشواهد حول «البسملة» التي يُسْتَهل بها الشاهد، ثم آية أو أكثر من آيات القرآن، أو دعاء مأثور، ثم اسم صاحب الشاهد، والترَحُّم عليه، والدعاء له، وتاريخ الوفاة، وبعض الشواهد يكون من بين مضامينها أشعار من عيون الشعر القديم والإسلامي، وأيضاً بعض ما قيل في شخص المتوفى من مرثيات، إلى جانب بعض أشعار الإنشاد والابتهالات.

ولوحظ أن كثيراً من مضامين الشواهد بالسعودية لها قيمة تاريخية عالية، فقد أمكن من خلال دراسة النسبة أو الانتساب إلى القبائل أو البلدان أو الحرف معرفة التركيبة السكانية لكل بلدة بما في ذلك معرفة الأسر المحلية والوافدة، وكذا معرفة المهن والحرف التي اشتغل بها السكان، ومعرفة طبقة الحكام ورجال الدولة، والعلماء، والغرباء الذين توفوا في مكة المكرمة، أو في الطريق إليها. وعن الأمكنة التي تنسب إليها النقوش الشاهدية في السعودية، قال الزيلعي إنّ مكة المكرمة هي الأكثر احتضانا لهذا النوع من الآثار فهي في عداد الأمكنة التي توصف بأنها مكتبة العالم في هذا النوع من النقوش، ومن أكثر الحواضر الإسلامية تجويداً للكتابة الشاهدية على الأحجار، ومقبرتها المسماة مقبرة المعلاة من أشهر وأقدم المقابر في العالم الإسلامي، ومن أقدم ما عرف تقليد الكتابة الشاهدية على قبورها، حيث احتفظت قبور تلك المقبرة بنماذج مبكرة من الكتابة الكوفية، ثم بنماذج كوفية أخرى متدرجة في البكور، ثم أحدث نسبياً حتى ظهور خط النسخ وخط الثلث وغيرهما من الخطوط العربية الإسلامية حتى العصر العثماني.

ويلي مكة من حيث شيوع الكتابة الكوفية الشاهدية على مقابرها مدينة عشم الإسلامية الواقعة على بعد 300 كلم إلى الجنوب من مكة المكرمة بما في ذلك المواقع الأثرية الداخلة في محيطها أو مخلافها المسمى باسمها: مخلاف عشم، فالخُلُف في منطقة الباحة حالياً، فمدينة الطائف على بعد 70 كلم إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، فالمدينة المنورة ومحيطها، بالإضافة إلى وجود نماذج أخرى متفرقة من شواهد القبور المنقوشة عُثر عليها في منطقة جازان، ومنطقة عسير، ومنطقة نجران، والمنطقة الشرقية وغيرها. وتتميز النقوش الشاهدية المكتشفة بأن كثيراً منها ممهور باسم الخطاط الذي نقشه، بحيث إن كل نقاش من أولئك النقاشين شكّل مدرسة أو طريقة خاصة به في الخط والزخرفة الخطية، ولهذا يحلو لبعض الدّارسين تصنيف بعض النقوش الشاهدية إلى مدارس تبعاً للنقاش الذي أسس تلك المدرسة، ثم من تبعه من أبنائه وأقربائه وتلامذته.

وبعض أعمال الخطاطين وجدت سبيلها إلى خارج أوطانها حيث عُثر على نقوش شاهدية مكية في مصر تحمل اسم مبارك المكي، وأخرى في جزيرة دهلك تحمل اسم عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي، وأسماء بعض أقاربه الخطاطين مما يدعو إلى الاعتقاد بأنّ مكة كانت تُصَدّر الكتابات الشاهدية إلى خارج حدودها على افتراض أنّ الحجاج الذين يأتون إلى مكة لأداء فريضة الحج والعمرة كانوا يطلبون من الخطاطين أو النقاشين المكّيين المحترفين صناعة ما يحتاجون إليه من شواهد قبور منقوشة لأقربائهم المتوفين في بلدانهم التي يعودون إليها محملين بما صنعوا لهم من نقوش شاهدية في مكة لينصبوها على قبورهم في أمكنة دفنهم.

قد يهمك أيضا :  

تعرف على أجمل متاحف ميامي في الولايات المتحدة منها "لوي للفنون"

   تعرف على أفضل المتاحف التراثية في سلطنة عمان

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday