تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

على سطح اللوحات قصصًا مُعلنة وخفية حافلة بالمعاناة

تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر "حكايات ستات"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر "حكايات ستات"

تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة
القاهرة - فلسطين اليوم

تناول كثير من الأديبات وجع الأنثى عبر أعمال روائية وسردية نسوية مفعمة بالإبداع وبلغة أنثوية عذبة، وكذلك فعلت التشكيليات... فلكم التقينا على سطح لوحاتهن بقصص مُعلنة وخفية حافلة بالآلام والمعاناة، وكل تفاصيل السعادة والأحلام في الوقت ذاته. وفي تجربة فنية جديدة تُعد سرداً بصرياً يغوص في أعماق المرأة، تروي الفنانة الشابة دينا محمود «حكايات ستات» بأسلوب فني بسيط وقريب لنفس المتلقي، وكأنّها أرادت أن تأخذنا إلى داخل بيوتهن، وتجعلنا نشاركهن جلساتهن، ونستمع إلى أحاديثهن وهن على سجيتهن دون تكلف أو تصنّع، فجاء سردها جميلاً و«سهلاً ممتنعاً».

وفي جلسات النساء على سطح لوحاتها، التي يضمها معرضها المقام في «المركز الثقافي الدولي» بالقاهرة، نحن لا نلتقي بحكايات «نميمة» أو أحاديث تافهة، كما قد يظن البعض، حتى إن تضمنت قدراً من أخبار الموضة والأزياء ومساحيق التجميل، فإنّ ذلك لا يكون إلا لتبرز أنوثتها، وهو حق مشروع لها، أو لتخفي أحزانها وإخفاقاتها.

ففي الجلسات نساء يتحدثن عن أنفسهن... عقول تتحاور، صور من الحياة تعيشها المرأة وأسرتها التي لا تغادر وجدانها أينما ذهبت، وأوجاع تظهر رغم الكتمان، وسعادة ترقص في عيونهن، وضحكات يضج المكان بها. إلى جانب سرديات قريبة من «المونولوج» حين تقرر المرأة الاستمتاع بلحظات من العزلة والحديث مع نفسها.

اقرأ أيضًا:

العلماء يُؤكّدون إكتشاف مومياء عمرها 3800 عام لامرأة مصرية

وحسب دينا، فإن معرضها بمثابة «محطات من حياة المرأة، ففيه نعيش يومياتها عن قرب، وقد كنت مصدراً لإلهام نفسي، باعتباري سيدة تعيش في مجتمع شرقي، تمر بتلك المحطات ذاتها، أو تستمع إلى حكايات نساء أخريات، وقد أردت من خلال معايشتي بعضها أن أنقلها وأجسدها في لوحاتي».

لكن إذا كانت لوحاتها توثق بعض التجارب الإنسانية النسوية، فقد نجحت أن تفعل ذلك بشكل غير مباشر، بمعنى أن اللوحات لا تتضمن مشكلات بعينها، إنما تجسد المشاعر والأحاسيس والعاطفة المرتبطة بها، فتجد نفسك في بعض اللوحات أمام امرأة متألمة في صمت وصبر، ولا تتحدث سوى تعبيرات وجهها الناطقة بالحزن الدفين، أو تروي عيونها لعيون صديقتها الكثير، أو تكتفي بنفسها للبوح الذاتي، وهكذا تخفي أو تبوح كل امرأة في أعمالها بقصة أو حديث خلفه مشاعر وحقائق لا تعرفها إلا هي وجدران بيتها.

«وكأن كثيراً من النساء في الشرق يعشن حياتين... الأولى تمنح فيها من حولها الحنان والاهتمام، والأخرى تتألم فيها من الافتقاد إلى الحنان والاهتمام! أو ربما ذكرى حبيب لا يزال يسكن القلب، فلا يمكن أن ننكر كم أنّ المرأة رومانسية، ولا تستغني عن العاطفة في حياتها، حتى لو كانت لذكرى رجل»، تقول دينا في حديثها لـ«الشرق الأوسط».

لكن ليست كل اللوحات تحمل حكايات حزينة، فالمرأة بطبيعتها تبحث عن السعادة دوماً لنفسها ولأسرتها، ولذلك نستطيع أن نقبض على كثير من لحظات السعادة المسروقة من متاعب الحياة في بعض أعمال المعرض، البالغة 35 لوحة، فنجدها تركب الدراجة في إطلالة أنيقة ناعمة خلف رجل، أو تجلس تحتسي القهوة في الصباح في دلال واسترخاء على أريكتها المفضلة في حوار مع نفسها، أو مع قهوتها، وتظهر بثوب ذي تصميم أنثوي يلون حياتها بألوانه المبهجة.

وكأن الفنانة تحرضها على السعادة في رؤية حداثية للمرأة، تحفزها على حب الحياة بعيداً عن حكايات الحزن والألم في الشرق؛ حيث يموت الحب وتختفي السعادة أمام عتبات «القسمة والنصيب» وجمود الإرث الاجتماعي، حسب دينا، التي توضح: «لا ينبغي أن تستمد المرأة سعادتها من الرجل وحده... رضاه عنها، علاقتها به، وإخلاصه لها، إنما عليها أن تصنع سعادتها بنفسها، ومن أجلها». وتتابع: «لذلك لم أجعلها معه سوى في عدد محدود من اللوحات، فثمة شخوص وأشياء أخرى بسيطة يمكن أن تجلب لها السعادة».

ولا يسلط «حكايات ستات» الضوء على طبقة أو شريحة اجتماعية بعينها، لكن هناك تنوع، إذ تطل علينا من اللوحات السيدة البسيطة والشعبية والراقية والمثقفة والأرستقراطية، مع تعبيرية رمزية تحفل بدلالات ورموز مثل الطائر رمز الحرية والانطلاق، بجانب الاحتفاء بخلفية اللوحة كقطع الديكور ذات التصميم البسيط الذي يمنح اللوحات الأجواء الدافئة.

استخدمت دينا ألوان أكريليك، وخامات مختلطة، ولجأت إلى الكولاج في بعض الأعمال، وخبطات للفرشاة، لإكساب الأعمال تأثيرات مقصودة، وملمساً بارزاً يجذب المتلقي للتفاعل مع العمل.
ويظهر أيضاً تعمد الفنانة الاعتماد على بالتة ألوان أنثوية زاهية في ملابس النساء المنقوشة ببعض النقوش والزهور الصغيرة والدانتيل والتفاصيل الشعبية، للتأكيد على فكرة أنه ليست كل حكايات النساء حزينة، ولبثِّ البهجة في نفوس الجمهور. ويعدّ معرض «حكايات ستات» المعرض الخاص الثاني لدينا محمود، بعد معرض «تأملات» الذي أقامته منذ نحو 3 سنوات

وقد يهمك أيضًا:

بحث جديد يثبت أن رمسيس الثالث مات طعنًا بالسكاكين بعد بتر ابهام قدمه

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday