صناعة الزجاج في الخليل حرفة فنية صامدة تحمل إرث الأجداد الكنعانيين
آخر تحديث GMT 07:34:27
 فلسطين اليوم -

أكثر من 60 مصنعًا ومعملًا لتشكيل الخزف أغلقها الاحتلال الإسرائيلي

صناعة الزجاج في الخليل حرفة فنية صامدة تحمل إرث الأجداد الكنعانيين

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - صناعة الزجاج في الخليل حرفة فنية صامدة تحمل إرث الأجداد الكنعانيين

صناعة الزجاج والخزف
ساري جرادات _ فلسطين اليوم

يعود تاريخ صناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل إلى حوالي 600 عام، حيث بدأت صناعته بأشياء بسيطة كتصنيع الخرز والحلي والكرات الدائرية، واستمرت لغاية اليوم، على الرغم من التطور الاقتصادي والصناعي الذي تشهده المدينة التي ناهز عدد سكانها 900 ألف مواطن.

يحمل الأبناء إرث أجدادهم الكنعانيين على أكتافهم للتدليل على تراث البلاد وأصالتها وعراقتها على شكل لوحات فنية، لتشكل بصمات أياديهم وعرق جبينهم أشكالًا متنوعة ومختلفة من الزجاج والخزف، مثل الفوانيس والصحون والساعات والتحف والمزهريات وكؤوس الحجامة والأباريق وغيرها العشرات من الأنواع. الحاج وليد النتشة (68 عامًا) ورث الحرفة عن جده قبل نصف قرن تقريبا، كان يستغل عودته من المدرسة وهو في الثامنة من عمره، ويذهب لزيارة جده في مصنع الخزف، ثم ترك المدرسة وهو في سن 13 عاما، وباشر العمل مع جده، وورث اليوم مهنته وعلمها لأبنائه، في مصنعه الكائن بمدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربية.

وقال الحاج النتشة لـ "فلسطين اليوم": الاحتلال الإسرائيلي يحاول طمس المعالم الثقافية والحضارية الفلسطينية في مدينة الخليل، وصبغها بالأساطير العبرية، ويعمل على إعاقة التقدم والتطور في مجال الصناعات الزجاجية عبر منع استيراد بعض المواد الخام، والسماح للسلع الأجنبية بغزو أسواقنا". وأشار النتشة إلى أنه يتم تصنيع الزجاج من خلال الأتربة وصوان البحر والملح والرمل والفحم، حيث تجمع وتخلط مع بعضها في حوض للماء بكميات معينة، ومن ثم يتم تنشيفها، وبعدها يتم تنخيل الخلطة، ويأخذ الناعم منها، فتصبح مثل الملتينة ليتم تصنيعها بالشكل المراد، بعد إدخالها في فرن الصهر.

وتابع "بعد إدخال الملتينة إلى فرن الصهر على درجة حرارة 1200 درجة، لمدة 12 ساعة، تخرج بشكلها النهائي المطلوب، ويتم وضع بعض الأصباغ لمنح الزجاج أشكال وألوان مختلفة حسب رغبة وطلب الزبائن والتجار، وتكون مرحلة الرسم والتلوين اليدوي على القطعة آخر محطة في مرحلة التصنيع. ويروي العامل في مصنع الزجاج منصور النتشة (37 عامًا) حول عمله في تشكيل وصناعة الزجاج ل "فلسطين اليوم" "بدأت العمل في هذه المهنة وأنا في عقدي الأول من العمر، وبعد 7 سنوات من المراقبة والمشاهدة والتدريب على استخدام وتطويع الزجاج وتكوين الأشكال أتقنت العمل بالشكل المطلوب".

وواصل منصور حديثه لمراسلنا بالقول: قبل سنوات كنا نصنع الزجاج من الرمل والصودا، في فرن على درجات حرارة تفوق ألف درجة مئوية، الأمر الذي يتسبب بحر شديد إضافي علينا في فصل الصيف، بسبب المكوث 6 ساعات متواصلة أمام الفرن في أجواء شديدة الحرارة في فصل الصيف، لكن حبي لمهنتي هو سر تحملي لها".

ويقوم المصنع بشراء الزجاج الملقى في الحارات والأرصفة، الذي يقوم الفتية بجمعه وبيعه للمصنع، وبدوره يقوم المصنع بصهره من جديد وإعادة استخدامه، عبر وضعه في فرن الصهر، واستخدام أنبوب ينفخ فيه على قطع الزجاج السائلة، ليتحول لمناظر وأحجام تسر الناظرين، بعد عمل طويل وشاق وتركيز كبير. وتشير بيانات الغرفة التجارية في الخليل إلى وجود أكثر من 60 مصنعًا ومعملًا لصناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ولازال سوق القزازين في بلدة الخليل القديمة مغلق بقرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وختم الحاج النتشة حديثه ل "فلسطين اليوم" بالقول: حرفة الأجداد في طريقها للاندثار، نظرًا لتراجع الاهتمام المحلي بها، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، واعتماد نسبة كبيرة من الأسواق المحلية على الزجاج والخزف المستورد، واستطرد قائلًا:” صناعتنا تضاهي المستورد وأقل ثمنًا منه، ويتوجب على المواطن الفلسطيني قصدها في مناسباته والاعتماد عليها".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الزجاج في الخليل حرفة فنية صامدة تحمل إرث الأجداد الكنعانيين صناعة الزجاج في الخليل حرفة فنية صامدة تحمل إرث الأجداد الكنعانيين



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday