واشنطن ـ رولا عيسى
يتشارك الفنان الشهير جوزيف كورنيل المنزل مع والدته وأشقائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتخذ من الطابق السفلي للمنزل مكانًا لصنع الأحلام، وفي أعماله الفنية التي لم يبدأ فيها إلا حينما بلغ سن الثلاثين تقريبًا يمكن استخلاص بوضوح ما شهدته الحياة الخاصة لكورنيل من الجمع بين الحرية وتضييق الخناق، فهو لم يسبق له الزواج أو الانتقال خارج منزل والدته الواقع في على الرغم من كونه مولع بفكرة السفر إلى الخارج.
ويرتبط كورنيل الذي ولد العام 1903 في قرية نياك Nyack بعلاقة ودية مع كل الفنانين تقريبًا من الذين مروا عب خلال الأعوام الوسطى من القرن العشرين، ومن ضمنهم دوشامب، مذرويل، روثكو، دي كوننغ ووارهول ولكنه حاليًا يعيش في عزلة بشكل كبير وقال إنه لا يقوم بذلك في محاولة للهروب من ظروفه.
وتعد قرية نياك أيضًا موطن الطفولة لإدوارد هوبر وهو فنان انعزالي آخر، وفي العام 1910 ولد شقيق كورنيل وهو روبرت الذي كانت مسؤوليته تقع على عاتق الأول نظرًا لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وكان يعاني من شلل دماغي ويجد صعوبة في كرسي متحرك </a>في وقت لاحق لاستخدامه.
كانت عائلة كورنيل في أعوام مبكرة مليئة بالصخب والحفلات والسفر ولكن في العام 1911 أصيب والده البائع ومصمم النسيج بسرطان الدم وتوفي بعد فترة وجيزة من إصابته بالمرض، ومن بعدها انقلبت حياة العائلة رأسًا على عقب وشكلت الديون مأزقًا كبيرًا دفع والدة كورنيل إلى بيع المنزل والانتقال بالعائلة إلى مدينة نيويورك واستئجار منزلاً متواضعًا في كوينز Queens، ودبرت الأم لابنها الأكبر مكانًا في أكاديمية فيليبس المرموقة، لكنه كان مستاءً وبلا أصدقاء هناك، وغادر العام 1921 دون الحصول على دبلومة تحمل اسمه.
ولم يكن لدى كورنيل فكرة في أن يصبح فنانًا وكان غير قادر على الرسم أو الطلاء ومن ثم عمل كبائع في منهاتن، ولكنه كان يكره العمل وغالبًا ما عانى من الأمراض الجسدية ومن بينها الصداع النصفي وآلام المعدة.
وبدأ كورنيل مسيرته المهنية كفنان عندما واجه السريالية في وقت مبكر خلال فترة الثلاثينات، وبدأ في جعل الفن التصويري من تلقاء نفسه عندما كان يجلس على طاولة المطبخ في منزله وبحوزته المقص والصمغ منذ العام 1929 وحتى وفاته العام 1972.
وكان يعمل غالبية الوقت ليلاً بينما والدته مستغرقة في النوم بالطابق العلوي، وتوفي كورنيل في 29 كانون الأول/ ديسمبر العام 1972 بعد إصابته بأزمة قلبية
أرسل تعليقك