حذَّر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة الدكتور حسن الصيفي، من مغبة المخطط الخطير القاضي بتسجيل المسجد الأقصى المبارك، كملك تابع لسلطات الاحتلال بصورة رسمية، في دائرة الأملاك (الطابو) الإسرائيليّة.
وأشار الصيفي، في تصريح صحفي وصل "العرب اليوم" نسخة عنه الأربعاء، إلى أنَّ "المنظمة تطمح إلى أن يصادق وزير العدل الإسرائيلي في الحكومة المقبلة على مخطط تسجيل الأقصى في الطابو الإسرائيلي، والذي يفسح لهم الطريق لوضع مخططات تفصيلية لبناء كنس يهودية في بعض أجزائه" .
ويأتي تحذيره عقب المعلومات التي نشرتها صحف عبرية عن الموضوع، تضمن استياء منظمة "يشاي"، التي يقودها الحاخام شموئيل الياهو، من عدم تجاوب مركز الخرائط الإسرائيلية مع طلبها لتسجيل كامل مساحة الأقصى كملكية رسمية تابعة للسلطات الإسرائيلية.
ونوَّه أن منظمة "يشاي" زعمت أن ساحة "البراق" سجلت العام 1996 كـ"طابو"، تابع لإسرائيل، ما أفسح المجال لوضع مخططات تخص كامل منطقة البراق، موضحًا أنَّ "جمعية يشاي تنشط في وضع ونشر مخططات لبناء كنس يهودية في بعض أجزاء المسجد الأقصى، لاسيما في المنطقة الشرقية، ما بين المصلى المرواني وباب الرحمة" .
ولفت إلى أنَّ "المخطط الغاشم يأتي ضمن مساعي الاحتلال المتواصلة الماكرة لاستهداف المسجد الأقصى، وربط الموضوع مع حسابات انتخابية، ورؤى مستقبلية، ما يؤكِّد أنَّ الوضع في المسجد الأقصى يزداد خطورة، يومًا بعد يوم".
وأبرز أنَّ "الاحتلال يحاول أن يضيق الخناق على المصلين في المسجد الأقصى، لتقييد الوصول إليه، وتقليل عدد الوافدين وتفريغه من مصليه"، داعيًا المقدسيين كافة، لاسيما في هذه الأثناء، إلى "تكثيف شد الرحال والتواجد المتواصل في الأقصى، بصورة يومية، ومستمرة، تحسبًا من تنفيذ هذا المشروع اليهودي السافر".
ومن جهة أخرى، ندَّد باقتحام قطعان المستوطنين لباحات الأقصى، صباح الأربعاء، مؤكِّدًا أنَّ "هذه الاقتحامات المتتالية تدفع بتصاعد المواجهات بين المقدسيين والاحتلال وزيادة التوتر العام، الذي يسود المنطقة ويثير حفيظة ومشاعر المسلمين".
وفي السياق نفسه، أكّد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع (أبو علاء)، أنَّ "المخطط الإسرائيلي الذي طرح من طرف منظمة إسرائيلية لتسجيل المسجد الأقصى المبارك كملك تابع للاحتلال رسميًا في دائرة الطابو الإسرائيلية، يعتبر خطوة في منتهى الخطورة، ويجب التصدي لها بالوسائل كافة".
وأدان قريع، في بيان صحافي الأربعاء، المخططات الإسرائيلية العدوانية في حق المسجد الأقصى المبارك، واستهدافه على الدوام، عبر السماح للمستوطنين باقتحامه يوميًا، وإغلاقه أمام المصلين المسلمين، وممارسة سياسة الإبعاد في حق المواطنين المقدسيين والمصليين، واصفًا هذا المخطط بـ"الخطير والآثم"، ويعد رسالة واضحة من طرف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنها ماضية في انتهاكاتها، كطرح مثل هذه المخططات الإسرائيلية العدوانية المرفوضة.
واعتبر أبو علاء أنَّ "هذه الجمعيات والمنظمات اليهودية التي تنشط في الاستيطان والدعوة إلى تهويد المدينة المقدسة، تعد انعكاسًا لنهج حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى السيطرة على المدينة المقدسة، واستهداف المسجد الأقصى المبارك على وجه التحديد، حيث يراد من هذا المخطط تهديد المسجد الأقصى المبارك وإلصاق الطابع اليهودي، وبناء الهيكل المزعوم عليه، وهو ما يعد الأخطر على وجه الإطلاق على مستقبل المدينة المقدسة".
ورفض قريع بشدة "ما تدّعيه هذه المنظمات الإسرائيلية الآثمة من خرافات لا تمت للواقع بصلة، عن ملكية المسجد الأقصى المبارك لها"، مؤكدًا أنَّ "كل شبر في المدينة المقدسة هو ملك للمسلمين، في أرجاء العالم كافة، وأن ما تدّعيه هذه الجمعيات والمنظمات الإسرائيلية، وما تطرحه من مخططات، ما هي إلا مزاعم وأكاذيب وأوهام زائفة".
ودعا إلى "التصدي بالوسائل كافة لأيّة محاولات إسرائيلية جبانة، في التعدي على قدسية ومكانة المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لأن المسجد الأقصى، بكامل مساحته، هو وقف إسلامي خالص، وبالتالي فإن الدفاع عنه والحفاظ عليه واجب على الأمة العربية والإسلامية جمعاء".
أرسل تعليقك