أكّدت مصادر فلسطينية مطّلعة, من حركة حماس, إن اللقاء الذي عُقد أمس الأحد بين جهاز المخابرات العامة المصرية برئاسة الوزير خالد فوزي, ووفد من حركة حماس, برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة, د. موسى أبو مرزوق ركّز على العلاقات الثنائية بين الجانبين، وهموم غزة وخاصة ملف معبر رفح, و تطورات القضية الفلسطينية. وبحسب صحيفة "القدس" المحلية, عقد الوفد إجتماعا مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير خالد فوزي وعقب هذا الإجتماع, عُقد إجتماع مع مساعدي الوزير "فوزي", تم خلاله بحث كل القضايا المثارة سواءً ما يُثار في وسائل الإعلام المصرية بتدخل الحركة في الشأن الداخلي المصري, وأكد الوفد للجانب المصري على عدم تدخّل الحركة مُطلقا في الشأن المصري .
وأضافت المصادر, أننا "طلبنا من الجانب المصري تقديم أي دليل أو معلومات حتى نقدم لهم أجوبة ونتحقق من هذه المطالب خاصة فيما يتعلق بالإتهامات الموجهة للحركة بإغتيال النائب العام المصري الراحل المستشار هشام بركات ".
وأوضحت المصادر, أن وفد حماس أكّد للمسؤولين في مصر, أنه لا يمكن للحركة أن تتورط في مثل هذه المحرمات ، "فنحن حركة مقاومة وبوصلتنا هي في إتجاه المحتل, وتاريخنا يثبت بأننا لا نتدخل في شأن أي دولة وما يهمنا تحرير أراضينا ومساعدة كل العرب والمسلمين لنا, وبالتالي نحن حريصون على أمن مصر فأمن مصر هو أمن فلسطين ".
وتابعت المصادر, أنه أُثير أيضا موضوع دخول عناصر إرهابية من سيناء إلى قطاع غزة عبر الأنفاق, وأكدنا للجانب المصري بأننا لا يمكن أن نسمح لهذه العناصر بالتسلل إلى القطاع والإحتماء فيه, ونحن على إستعداد للتعاون التام مع مصر في هذا الموضوع ".
وحول العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين ، قالت المصادر, إننا أكدنا للمصريين بأننا على الرغم من تأثّرنا ونشأتنا على مباديء وكتب وتراث الإخوان المسلمين, إلّا أنّنا لم نستخدم هذه العلاقة للإضرار بمصر فنحن حركة مقاومة, وأكدنا للجانب المصري, أن ما يحدث داخل مصر هو شأن مصري ليس لنا علاقة به، ونحن لم نكن يومًا من الأيام جزءً من الهيكل التنظيمي للإخوان المسلمين في مصر حتى ننفصل عنها رغم أننا حركة حماس ننظر إلى الجماعة بكل الإحترام والتقدير ".
وقالت المصادر إننا أثرنا موضوع غمر الأنفاق بمياه البحر المالحة وتأثير ذلك على التربة والأراضي الفلسطينية في المنطقة الحدودية والزراعة, في تلك المناطق مما ينعكس سلبيا على المنطقة, ويتسبب في حدوث تصدعات بالمنازل وأكّدنا للجانب المصري, بأن ذلك لا يجوز ولا يتماشى مع علاقات الأخوّة وحسن الجوار والعلاقات بين الإخوة ".
وأضافت المصادر, " طرحنا موضوع إختطاف أربعة من عناصر حركة حماس في سيناء وطلبنا من الجانب المصري معرفة مصير هؤلاء, خاصةً, وأنهم إختُتَطفوا في أراض مصرية ، كما تحدّثنا عن ضرورة فتح معبر رفح بصفة دائمة مع إستعدادنا لتسليم هذا المعبر وفقًا للإتفاقات والتفاهمات التي حدثت في السابق في إطار الحوار الفلسطيني – الفلسطيني سواءً في القاهرة, أو في مخيم الشاطيء في غزة أو في الدوحة .
وأكّدت المصادر, على أن وفد حركة حماس طلب من المسؤولين في مصر وقف الحملات الإعلامية التي تُشن على الحركة وإتهامها في وسائل الإعلام, وأكّدنا لهم أن الهجوم الإعلامي المستمر يسبب التوتر على الرغم من أننا نُكِن لمصر كل الخير ونريد لها التقدم والأمن والأمان, ونحن لم ولن, ننسى دماء الشهداء المصريين الذي سالت دماؤهم الذكية للدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة.
وأشارت المصادر, إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى ملف المصالحة الوطنية, وضرورة تطبيق البنود التي تم الاتفاق عليها سواء في الورقة المصرية, واللقاءات التي جرت بعد ذلك من أجل تنفيذ هذه الورقة ونحن بدورنا أكّدنا الإستعداد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن سواء ما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار قيادي موحد, والانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني, وأكّدنا على ضرورة أن تنفذ كل هذه الالتزامات بصورة متوازية وليست إنتقائية يتم تنفيذ أحد البنود وترك الآخر".
وأوضحت المصادر, أنه تم التطرُّق إلى موضوع التهدئة, والالتزام بما تم الإتفاق عليه في القاهرة في الإجتماعات الأخيرة التي حدثت بطريق غير مباشر بين وفد فلسطيني موحد, والجانب الإسرائيلي, برعاية مصرية ، ونأمل أن يتم تطوير هذا الإتفاق ليشمل فك الحصار نهائيًا عن قطاع غزة, وتشغيل المطار والميناء وحرية الصيد في المياه الإقليمية للقطاع والزراعة في الشريط الحدودي الموازي لأراضي 48 .
وأشادت المصادر إلى دعوة مصر إلى وفد حركة حماس لكي يُعبّروا مباشرة عن وجهة نظرهم أمام المسؤولين في مصر ، وقالت: " كانت فرصة طيبة لطرح كل الملفات بصراحة والتحدث بكل وضوح وشفافية مع الجانب المصري لتحسين العلاقات بين الجانبين بما ينعكس على الشعبين المصري والفلسطيني ".
كما أكدت هذه المصادر على أنّ الأجواء الإيجابية والمصارحة والمكاشفة تُسود اللقاء.
وأكّدت المصادر حرص الحركة على أمن وإستقرار مصر والحفاظ على علاقات إيجابية مع القاهرة، لافتةً إلى أن الحركة تتطلّع إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين انطلاقاً من عمق العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني وأهمية دور ومكانة مصر تجاه القضية الفلسطينية".
وتأتي زيارة وفد حماس بعد أيام من إتهام وزير الداخلية المصري, اللواء مجدي عبد الغفار, أعضاء من الحركة بالضلوع مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية في إغتيال النائب العام في القاهرة في حزيران/يونيو 2015.
يُذكر أنّ حماس ردت على الإتهامات المصرية بدعوة القاهرة إلى عدم الزّج بها في الخلافات الداخلية المصرية، وقالت إنها "ستستمر رغم ذلك في التواصل مع السلطات المصرية، كما أكّدت الحركة مرارًا أنه لا صلة لها مطلقا بما يحدث داخل الأراضي المصرية، بما في ذلك ما يجري من أعمال مسلحة في شمال سيناء".
أرسل تعليقك