امتنع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تقديم الاعتذار للأقلية العربية على تفوهاته العنصرية في يوم انتخابات الكنيست، وبينها أن "العرب يذهبون بكميات إلى صناديق الاقتراع" وأنه يتم إحضار الناخبين العرب بالحافلات، بينما اعتبر فقط أن هذه أقوال لم يكن ينبغي أن تقال.
وأضاف نتنياهو خلال لقاء مع المراسلين السياسيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية في تل أبيب، مساء الخميس، أنَّه "يأسف" على هذه التفوهات وأنه "لم يكن ينبغي أن تقال"، معتبر أن "ما كان ينبغي قوله هو أن مصوتي حزبا معينا يذهبون إلى صناديق الاقتراع، وهم جاؤوا فعلا وحققوا إنجازًا. واعتقدت أن هذه مقولة مسيئة كما قيلت وسارعت إلى الاعتذار" علما أنَّ نتنياهو عبر خلال لقاء مع أعضاء هرب من حزب الليكود عن أسفه إذا أساءت تفوهاته لأحد، لكنه لم يقدم اعتذارا علنيا ورسميا.
وادعى نتنياهو أنَّه خلال السنوات الست لولايته في رئاسة الحكومتين السابقتين استثمرت "ميزانيات كثيرة في الوسط العربي"، وأنه "أعتزم مواصلة (تنفيذ) الخطط المتعلقة بهذا الوسط، بدمجه في التربية والتعليم والبنية التحتية والصناعة المتقدمة، وهذه أمور هامة جدا. وأريد أن يندمج هذا الجمهور بنجاح يسمونه دولة إسرائيل".
وشدد على أنَّ حكومتيه السابقتين استثمرتا 6 مليارات في المجتمع العربي، وأنه طلب من وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، بذل جهودًا خاصة من أجل تعزيز الأمن الشخصي في البلدات العربية.
وتأتي أقوال نتنياهو بشأن هذا الموضوع ومواضيع أخرى، بينها قوانين، تدل على عداء حكومته للديمقراطية، في أعقاب انتقادات وجهها له الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في هذه الناحية. واعتبر نتنياهو أن "إسرائيل ليست كاملة، لكنها ليست أقل ديمقراطية من الدول الكبرى في العالم وهي تحارب تحديات أصعب بكثير".
وتطرق نتنياهو إلى القرار بشأن الفصل العنصري في الحافلات المتوجهة إلى الضفة الغربية وجعل العمال الفلسطينيين يسافرون بحافلات منفصلة، وهو ما تراجعت عنه إسرائيل في أعقاب انتقادات دولية شديدة.
وادعى نتنياهو أنه علم بهذا الموضوع من الصحافة وأنه اتصل خلال وقت قصير مع وزير الأمن موشيه يعلون، وأوضح له أنه "في الظروف الحالية، سيكون التعبير عن ذلك سلبيا جدا ولذلك قررنا وقفه... ويكفي الاعتبار بأنه سيمس بمكانة إسرائيل".
وفي سياق الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، كرر نتنياهو ادعاءه أنه "لست معنيا بدولة ثنائية القومية"، لكنه زعم في الوقت نفسه أن "المشكلة المركزية ليست المستوطنات. لقد حولوا ذلك إلى أساس الصراع وقد أثبتت إسرائيل عندما انسحبت من غزة أن هذا ليس صحيحا".
وتابع أن أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين "يجب أن يكون اتفاقا طويل الأمد، وتكون فيه السيطرة الأمنية الفعلية بأيدي إسرائيل. وأنا أقصد ذلك حقا. وهذه ليست نزوة أو خدعة".
واستطرد نتنياهو: المشكلة الأساسية والأولى بالنسبة لمواطني إسرائيل هي مسألة كيف سيكون النظام، ومن ستكون الجهة التي تفرض الاستقرار الأمني في المناطق التي تطالب إسرائيل بإخلائها. وقد تم امتحان ذلك في غزة. واليوم لا يوجد تهريب أسلحة إلى غزة، لكن كيف بإمكانك منع صنع أسلحة داخلية؟ وماذا سنفعل كي لا يتكرر هذا الأمر في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)؟ وسأطرح هذا الموضوع مرة بعد أخرى. وأعتقد أن هذا الأمر مفهوم أكثر مما يُعتقد.
ونفى نتنياهو أنه يسعى إلى السيطرة على وسائل إعلام وأنه يؤيد تعدد قنوات التلفزيون والمحطات الإذاعية. وادعى أنه لن يتم المس بالمحكمة العليا وأن هذا ما ينص عليه الاتفاق الائتلافي لحكومته الحالية.
واعتبر نتنياهو أن تبني الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمشروع القرار الفلسطيني بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد، سيؤدي إلى انهيار الاتحاد كونه يشكل سابقة خطيرة.
أرسل تعليقك