أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الدكتور موسى أبو مرزوق، أنَّ حركته لم تطلب أو تفكر في أنَّ تكون أموال "إعمار غزة" في يدها أو خزاناتها.
وأوضح أبو مرزوق، خلال تصريح صحفي الأحد، أنَّ ما نقلته وسائل إعلام على لسان مسؤول دبلوماسي مصري، أنَّ أموال الإعمار لن تصل إلاّ بعد أنَّ تتسلم حكومة الوفاق الفلسطينية مهامها، عبارة عن "أداة ضغط سياسي".
ودعا أبو مرزوق حكومة الوفاق الفلسطينية لتأدية مسؤولياتها وممارسة مهامها، دون تأخير، مشيرًا إلى أنَّ حركته طالبت بإنشاء هيئات مشرفة على أموال الإعمار وصرفها.
وكان مصدر دبلوماسي مصري، رفض الكشف عن هويته، قد ذكر في وقت سابق لوكالة الأناضول، إنّه لن يتمّ ضخّ الأموال المخصّصة لإعادة إعمار غزة التي تعهدت بها الدول المانحة، إلا بعد أنَّ تتسلّم حكومة التوافق الوطني الفلسطيني مهامها وصلاحياتها الكاملة في القطاع.
وأضاف المصدر المصري أيضًا: "مغادرة المشهد السياسي من مصلحة حماس، وإلاّ سوف يوضع فيتو دولي على إعادة الإعمار".
وحول ذلك ذكر أبو مرزوق: "مصلحة حماس تقرّرها مؤسساتها الشورية وهي مرتبطة أساسًا بمصلحة شعبنا الفلسطيني ومقاومته وسعيه لنيّل حقوقه في وطنه ومقدّساته، ومن المستحيل رؤية المشهد السياسي الفلسطيني بعيدًا عن حماس".
وعٌقد في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد الماضي، مؤتمرًا للدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة، جُمع خلاله مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصّص لإعمار غزة، فيما خصّص الجزء المتبقي لتلبية احتياجات الفلسطينيين.
وتعرّض قطاع غزة بداية شهر يوليو الماضي لحرب "إسرائيليّة" دمّرت نحو 9 آلاف منزل كليًا وشرّدت الآلاف من المواطنين، وارتقى على إثرها أكثر من 2100 شهيدًا، فيما أصيب ما يزيد على 11 ألف مواطن.
وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس حثّ رجال الأعمال الفلسطينيين للاستثمار والمساهمة في عملية البناء، مؤكدًا حرصه على دعم القطاع الخاص وإيجاد بيئة مناسبة للاستثمار في فلسطين.
وأضاف الرئيس، خلال كلمته أمام وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين في مقر الرئاسة في مدينة رام الله: "نحن بحاجة إلى جهودكم وجهود كل من يريد أنَّ يأتِ لبلدنا للاستثمار".
وأكد رفضه لاستمرار نهج إسرائيل العدواني بحق الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "لن نسمح باستمرار هذه السياسة، وسوف نتعامل معها بكل الوسائل المشروعة والعقلانية حتى نصل إلى حق الشعب الفلسطيني، نحن نعرف السياسية الإسرائيلية، وإسرائيل ليس لديها مانع أنَّ تكون دولة إمبراطورية في غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية، ونحن لن نسمح باستمرار هذه السياسية، وسوف نتعامل معها بكل الوسائل المشروعة والعقلانية حتى نصل إلى حق الشعب الفلسطيني".
كما جدّد التأكيد على جدية القيادة في التوجّه لمجلس الأمن رغم الصعوبات التي تواجه هذا التحرك، وأكد أنَّ حجم المشاركة الدولية ومستواها الرفيع في مؤتمر المانحين لإعادة بناء ما دمّره الاحتلال في قطاع غزة، الذي عقد أخيرًا في القاهرة، هو دليل على الدعم الدولي الكبير لشعبنا.
وأضاف: "حضر 53 وزيرًا، ورؤساء منظمات، وكانت تظاهرة عظيمة جدًا لتأييد فلسطين ومصر؛ لأن مصر دعت والكل دون استثناء لبوا، ومن استدركنا اسمه في اللحظات الأخيرة جاء ولبى، ولو طلبنا ضعف العدد لجاءوا ولبوا، هذا دليل على أنَّ العالم يتعاطف معنا".
أرسل تعليقك