غزة – محمد حبيب
عاد قائد سرية في لواء المظليين في جيش الاحتلال باراك برونشتاين الذي أفقدته المقاومة النظر في عينيه إلى بيته في بلدة "رامات يشاي"بعد عام من شن الجيش الإسرائيلي حربًا قاسية على قطاع غزة، ليكون آخر مشهد يراه هو مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وذكر برونشتاين في حديثه لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بعد وقوعه في كمين للمقاومة الفلسطينية شرق خانيونس:" وقع انفجار لعبوة ناسفة بالقرب مني وفجأة وجدت نفسي ملقى على الأرض وأشعر أن وجهي يحترق، وعندما وضعت يدي عليه شعرت بأن كل شيء فيه مفتوح والدم ينزف من كل مكان فيه، بالإضافة لإدراكي بأنه لا يمكنني أن أرى".
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها الأحد بأنه في السابع عشر من حزيران/يونيو بدأت الحرب على غزة وعليه صدرت أوامر للضابط برونشتاين من قيادة لواء المظليين للحضور لنقطة تجمع في منطقة قريبة من غزة استعدادًا لعملية عسكرية بعدما شارك في عملية "عودة الأشقاء" للبحث عن المستوطنين الثلاثة الذي خطفوا في الخليل قبل الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في تموز/يوليو دخلت القوات البرية لثمانية مناطق في غزة وأرسل لواء المظليين لمنطقة خان يونس، وعليه تلقى برونشتاين الأوامر من قيادة اللواء لقيادة القوات في المعركة داخل منطقة خانيونس، وبحسب برونشتاين فقد كانت اللحظات الأولى مليئة بالخوف لكن الخوف الأكبر لديه كان على جنود، على حد زعمه، ومع دخول قوات اللواء لخانيونس ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف فيما كانت المهمة كشف الأنفاق في المنطقة، وقد كانت المنطقة مليئة بالعديد من المنازل التي لا يعرف ما بداخلها.
وفي الثالث والعشرين من تموز/يوليو تقدمت قوة من الجيش لمكان يعتقد أن به نفقًا للمقاومة الفلسطينية، وقد أبلغ أحد قادة الفصائل في عملية التمشيط عثوره على العديد من الأسلحة في أحد المنازل وعليه بدأت القوات تمشيط المنطقة بحثًا عن نفق في منزل قريب، وقال برونشتاين :" واصل قائد الفصيل التمشيط في المنطقة بحثًا عن عين النفق في جميع أنحاء المنزل الذي كان عبارة عن مبنى صغير، وقد بدت المهمة بداية خطيرة، وقد ظن أنه وجد النفق في حفرة كبيرة كانت مليئة بمياه الصرف الصحي".
ويصف تلك اللحظات الصعبة بالقول :" بعد وقت قصير دخلنا منزل آخر إلا أننا واجهنا انفجارًا ضخمًا طرت بسببه لمسافة وأدركنا أننا وقعنا في كمين وعليه على الفور بعد الانفجار بدأت بتفقد جسدي وأن لدي ساقين وذراعين، وعندما وجدت أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لي حدثت حالة من الصمت لثواني، بعدها بدأت في الحديث عبر جهاز الاتصال لكن لم يستجيبوا".
وتابع :"وفي وقت لاحق انهاء جدار المبنى وبدأت بالمناداة: من معي هنا، فرد علي قائد فصيل يدعى "شلومي" وعدد من جنوده ومن خلاله تواصلت مع قائد الكتيبة وقدمت تقريرًا حول هذا الحادث"وعاود شلومي القتال ووفقًا لصرخات مقاتلي "حماس" فهم سير المعركة، لكن مقاتل من حماس أطلق قذيفة "أر بي جي"عليهم فيما تواصل إلقاء القنابل اليدوية على المكان، وزعم أنه بعد أن تجمعت القوة أمر برونشتاين بالتعامل مع المهاجمين وبعد دقائق تمكنت القوة من قتل المهاجمين، فيما عمد شلومي لإخلاء الجرحى من المكان.
أرسل تعليقك