أصدر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش، الثلاثاء، تعليمات للجهات المعنية بمنع استيراد الألعاب النارية والمفرقعات التي يستخدمها الفلسطينيون في مظاهراتهم ضد الاحتلال وخصوصًا في القدس الشرقية.
وعُقِدَ اجتماع لأجهزة الأمن لدى الاحتلال، منها الشرطة و"الشاباك" ووزارة القضاء ووزارة الاقتصاد والنيابة العامة، لبحث موضوع المفرقعات والألعاب النارية والأضرار المحتملة من استخدامها من قبل أهالي القدس المنتفضين ضد الاحتلال.
وذكرت الإذاعة العبرية العامة، أنَّ منع المفرقعات سيتم بإصدار حكم مؤقت فوري، مشيرة إلى أنَّ ذلك الأمر محل نقاش بين شرطة الاحتلال وجهاز الأمن العام ووزارة القضاء ووزارة الاقتصاد والنيابة العامة.
وأكد وزير الأمن الداخلي للاحتلال الإسرائيلي، أنَّه يجب وضع قرار منع المفرقعات على رأس سلم الأولويات لوزارته والشرطة، داعيًا كل الجهات المعنية إلى العمل معًا على محاربة هذه الظاهرة.
ووفقًا لما ذكرته إذاعة جيش الاحتلال، فقد أصيب العشرات من عناصر شرطة وجيش الاحتلال منذ بدء المواجهات مع المواطنين في القدس نتيجة إطلاق الألعاب النارية.
وبحسب التقارير، فإنَّ هناك من عمل على تطوير المفرقعات وأوصل الألعاب النارية بعصا حيث تضرب الشخص الذي يتم إطلاق الألعاب النارية باتجاهه، فيما ذكرت أنَّ معظم الألعاب النارية التي تصل إلى القدس الشرقية، يتم تهريبها من الضفة الغربية.
وأشارت الإذاعة إلى أنَّه في الأشهر الأخيرة، سُجلت عشرات، بل مئات الحالات من إطلاق الألعاب النارية باتجاه قوات الاحتلال، وثارت المفرقعات النارية التي يستخدمها الشبان المقدسيون أثناء المواجهات اليومية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي مخاوف المسؤولين الإسرائيليين وأفراد الشرطة، الأمر الذي دفعهم لحظر استيرادها.
وأكد المفتش العام لشرطة الاحتلال في القدس المحتلة يوحنان دانينو، أنَّ المفرقعات تشكل "تهديدًا لأمن إسرائيل".
ووصفت وسائل إعلام عبرية المواجهات الأخيرة التي اجتاحت القدس بأنها "انتفاضة المفرقعات"، مشيرة إلى أنَّ هذا السلاح الجديد في أيدي الفلسطينيين أربك الشرطة الإسرائيلية، وجعل أفرادها يهربون منه، وسبب إصابات لعدد منهم.
وتعقيبًا على قرار الاحتلال منع استيراد المفرقعات ووصولها للقدس، قال المختص في شؤون القدس جمال عمرو، "إنَّ المفرقعات والألعاب النارية كانت تشكّل مصدر دخل كبير للمنظومة العسكرية الإسرائيلية حينما كان المقدسيون يستخدمونها في الأفراح، ولكن أصبحت اليوم تشكل مصدر قلق وإرباك لدى الاحتلال بسبب استخدامها في المواجهات".
وحسب عمرو فإنَّ الاحتلال قرَّر منع استيراد الألعاب النارية والمفرقعات، كونه اكتشف أنَّ الشبان المقدسيين باتوا يوظفونها في الدفاع عن النفس والمدينة المقدسة من انتهاكات وجرائم الاحتلال، مشيرًا إلى أنَّ جنود الاحتلال يهربون عند سماع أصوات تلك المفرقعات، ويصابون بحالة من الرعب والخوف، وعدم التمييز بينها وبين أصوات أخرى قد تصدر في المدينة، وربما تمس حياتهم.
وأوضح أنَّ المسؤولين الإسرائيليين لا يريدون إظهار جنودهم بأنهم مهزومون أمام المقدسيين الذين يتمتعون بمعنويات عالية أثناء تصديهم لممارسات الاحتلال في المدينة، من أصوات المفرقعات التي تبث الرعب في صفوف العائلات اليهودية في المدينة، كونها تُطلق ليلًا، مبينًا أنَّ سلطات الاحتلال تتخوف من تطوير المفرقعات والأدوات المتاحة في الدفاع عن المدينة.
وكانت الإذاعة العبرية، أفادت بأنَّ شرطة الاحتلال شرعت في حملة لتحديد مصدر المفرقعات لمنع وصولها إلى الشبان الفلسطينيين، فيما قرر الطاقم الذي شكله المفتش العام للشرطة الإسرائيلية منع استيراد المفرقعات.
وأجرى الطاقم مداولات في الأيام الأخيرة بحضور ممثلين عن وزارتي القضاء والمالية، لبحث مواجهة المفرقعات، وقرَّر منع استيراد المفرقعات بتاتًا، باستثناء المفرقعات الكبيرة التي يتم استيرادها بشروط محددة، ويتم تشغيلها عن طريق أناس مرخصين، أو تلك الخفيفة التي تستخدم عادة في أعياد الميلاد.
وحسب الإذاعة، فإنَّ آلاف المفرقعات أطلقت على أفراد الشرطة في القدس منذ نهاية حزيران/ يونيو الماضي، وأدَّت إلى إصابة عدد منهم بحروق، وعدد قليل بضرر بجهاز السمع.
أرسل تعليقك