لندن - سليم كرم
كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن سلاح فتاك جديد لقوات النخبة لمكافحة متطرفي تنظيم داعش، الذين يهددون بارتكاب عمليات قتل وسفك للدماء في شوارع بريطانيـا، بحيث يمكن للقوات الوصول إلى موقع الحدث بواسطة مروحية يطلق عليها اسم "المتحولة"، تبلغ سرعتها القصوى 360 ميلًا/الساعة، وقيمتها 43 مليون جنيه إسترليني. وتبقى عناصر قوات النخبة داخل الجيش البريطاني في حالة تأهب قصوى؛ للرد على أيّة هجمات تقع في البلاد على غرار تلك التي وقعت في باريس وبلجيكا، كما تخضع لتدريبات على استخدام طائرة في 22 أوسبري في ستيرلنغ لاينز في حي المقر الرئيسي بالقرب من هيريفورد.
وتتميز الطائرة أوسبري بأنها أسرع مرتين من مروحيات النقل التي تستخدمها قوات النخبة في الوقت الحالي، فضلاً عن أنه بإمكانها حمل 24 جنديًّا على الأقل بتجهيزاتهم الكاملة على متنها، ومع تحليقها بسرعة قصوى تبلغ 360 ميلًا/الساعة، وبإمكانها نشر جنود من قوات النخبة لمكافحة التطرف من هيريفورد إلى لندن في زمن قدره 30 دقيقة.
وتأتي الطائرة أوسبري مزودة برشاشات مثبتة في مقدمتها وعلى الدرج الخلفي، كما أنها أكبر من مروحيات النقل الحالية التي تخدم في الجيش البريطاني، إضافةً إلى قدرتها على الطيران ما يقرب من 1,000 ميل أو ثماني ساعات من دون التزود بالوقود، بما يعني أن طائرة واحدة بإمكانها نقل الجنود إلى مواقع مختلفة حال تنفيذ هجمات في أماكن متفرقة داخل البلاد، ونظراً إلى عدم استخدام القوات البريطانية لطائرات أوسبري، فإن قائدي الطائرات البريطانيين يخضعون لتدريبات من قِبل القوات الجوية الأميركية.
وأكد مصدر من داخل قوات النخبة في الجيش البريطاني أن انضمام الطائرة الجديدة إلى تسليح بريطانيا، سيجعل من السهل والأسرع الرد على أيّة هجمات متطرفة، مشيراً إلى أن الإقلاع والهبوط العمودي يمكن القوات من الانتقال مباشرةً من هيريفورد والهبوط في أي مدينة حتى وإن كانت المساحة ضيقة، وبينما تتعرض الطائرة أوسبري لانتقادات بسبب افتقارها الأمان، ومقتل 36 جنديًّا من الجيش منذ أول تجربة طيران في الولايات المتحدة، إلا أن الطائرة تقدم أداءً جيداً في التجارب مع قوات النخبة للجيش البريطاني، والتي اشتملت على عمليات إنزال على مبنى كجزء من عملية إنقاذ للرهائن.
وتتمتع الطائرة أوسبري بقدرتها على التحليق كمروحية وكطائرة ذات أجنحة ثابتة بفضل محركات الدفع بطول 19 قدمًا في كل جناح، حيث تقوم محركات رولز رويس الطائرة بتوليد قدرة حصانية كافية تساعد أوسربي على الإقلاع الرائع بنحو 36 قدمًا في الثانية بما يجعلها أسرع وأفضل في المناورة مقارنةً بأيّة مروحية أخرى، كما يمكنها أيضاً الطيران بسرعة تصل إلى 26,000 قدم ومن ثم تتجنب صواريخ العدو، في حين يعمل هيكل الطائرة المصنوع من ألياف الكربون على التقليل من تأثير الرصاص والصواريخ.
وقدمت وزارة الدفاع البريطانية وعوداً في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بتوجيه الإنفاق العسكري إلى تطوير المروحيات الهليكوبتر وأسطول الطائرات في بريطانيا، ثم ذكر بعدها ريتشارد فيلتون قائد قيادة المروحيات الهليكوبتر المشتركة في كانون الثاني/ يناير الماضي بأنه يريد الحصول على طائرات هليكوبتر عالية التقنية من أجل تنفيذ مهمات محددة في إشارة إلى القوات الخاصة البريطانية.
كما أكدت بوينغ، وهي الشركة المصنعة للطائرة اهتمام بريطانيـا بالطائرة، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت طائرات أوسبري قد تم شراؤها من قبل قوات النخبة في الجيش البريطاني أم أنه سيتم استئجارها من سلاح الجو الأميركي، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن 1,000 من العناصر الإضافية للشرطة المسلحة سيتم نشرها في مختلف أنحاء البلاد، وفي الوقت ذاته، فقد ظهرت ذات اليوم مؤامرة تنظيم داعش لذبح الجنود بعدما تمت إدانة جهادي بريطاني بالتخطيط لتنفيذ هجوم على قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني.
أرسل تعليقك