أكدت مصادر أمنية يمنيَّة أن اليوم الثاني من الهدنة المعلنة في اليمن سجل وقوع ثمانية قتلى في صفوف القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي منهم في الاشتباكات مع الميلشيات الحوثية وجماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وآخرون بتفجير عبوات ناسفة.وقد وقعت اشتباكات بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية، في مدينة صرواح في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، ونهم (شمال شرق) وبيحان في محافظة شبوة (جنوب).
وافادت المصادر عن مقتل سبعة عناصر من القوات الحكومية في صرواح منذ بدء تطبيق وقف النار، وسقوط "قتلى وجرحى" لم يحدد عددهم، في معارك نهم.وفي بيحان، قتل جندي موال وجرح تسعة في قصف من المتمردين استهدف قاعدة عسكرية تابعة للقوات الحكومية، بحسب المصادر نفسها.كذلك قتل خمسة مجندين في الجيش اليمني في عملية انتحارية أمس في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، بحسب مصدر امني اتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها.
وقال المصدر "قام انتحاري بتفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود الشباب في الجيش كانوا في طريقهم الى قاعدتهم في عدن، فقتل خمسة مجندين واصاب اخرون بجروح".واوضح ان الانتحاري "ينتمي الى تنظيم القاعدة"، وانه كان يرتدي حزاما ناسفا "وتقدم نحو المجندين مترجلا، قبل ان يفجر نفسه".وأوضحت مصادر المقاومة أن الحوثيين قصفوا جبل جرة وشارع الخمسين، كما جددوا قصفهم الأحياء السكنية في الجبهة الشرقية وشارع التحرير والمغتربين. كما خرق الانقلابيون في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، حيث بادرت الميليشيات إلى قصف مواقع الجيش والمقاومة، وسط أنباء بأن المتمردين حشدوا أنصارهم في المديرية لتعزيز جبهاتهم في مأرب والجوف. ولم تسلم محافظة الجوف من الانتهاكات، حيث تجددت المواجهات في جبهة المتون بعد حشد الميليشيات قواتها ومهاجمة مواقع الجيش والمقاومة.
هذا وأكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجود مؤشرات كبيرة على نجاح الجولة الثالثة من مفاوضات السلام اليمنية في الكويت، وذلك لوجود رغبة من الأطراف كافة في استئناف حوار سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية المستمرة منذ عدة سنوات، مؤكداً أن الالتزام بوقف إطلاق النار يعد ركيزة أساسية لإنجاح المفاوضات، في وقت أكد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أجندة مفاوضات الكويت ستشمل خمسة محاور رئيسية هي وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإعادة مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ملف الأسرى والمعتقلين.
وقالت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان الثلاثاء، إن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في اليمن يعد ركيزة أساسية لإنجاح مفاوضات السلام التي ستستضيفها دولة الكويت في 18 من الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة.واعتبر الأمين العام المساعد للشؤون السياسة والمفاوضات في الأمانة العامة د. عبدالعزيز العويشق لإذاعة دولة الكويت أن الاستمرار في الهدنة بين طرفي الصراع في اليمن سيساعد في إنهاء الأزمة التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمس سنوات.
وألمح إلى وجود مؤشرات كبيرة على نجاح الجولة الثالثة من مفاوضات السلام في الكويت وذلك لوجود رغبة من الأطراف كافة في استئناف حوار سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية المستمرة منذ عدة سنوات.
وأشاد العويشق بالدور الإيجابي الذي تؤديه دولة الكويت لإنهاء الأزمة اليمنية ضمن جهود حثيثة تبذلها جميع دول مجلس التعاون الخليجي لإنجاح مفاوضات السلام في الكويت.
وذكر أن هناك لجنة خاصة شكلتها الأمانة العامة وصلت إلى الكويت خلال الأيام القليلة الماضية مهمتها مراقبة مدى التزام الفرقاء اليمنيين بالهدنة ورصد الانتهاكات لها، مؤكداً أن الهدف من وقف إطلاق النار هو تهيئة الأجواء الإيجابية لإنجاح مفاوضات السلام.
ولفت مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ ، الى أهمية المفاوضات التي ستعقد في الكويت، والتي ستدور حول خمسة محاور رئيسية هي وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإعادة مؤسسات الدولة بالإضافة الى ملف الأسرى والمعتقلين.وقال بعد لقاء عقده في الرياض، مع ممثلي القوى السياسية اليمنية، إن مرجعيات التفاوض هي نفسها التي سبق إقرارها من قبل المجتمع الدولي والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 .
وأكد ممثلو القوى السياسية اليمنية دعم جهود السلام الدائم في اليمن وفقاً للمرجعيات المعتمدة وبما يضمن عودة الشرعية ومؤسسات الدولة للعمل وإنهاء الانقلاب وفقاً لنصوص قرار مجلس الأمن .
وشدد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي من جهته، على أن الجانب الحكومي مستعد للجولة المقبلة من المشاورات، مشيرا إلى أنه يتعاون بشكل كبير مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومع الأسرة الدولية في سبيل تحقيق السلام وعودة الشرعية وتنفيذ القرار الدولي 2216 واستكمال العملية السياسية. وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن ترحيبها بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في اليمن، واصفة إياها بالمصيرية للشعب اليمني.
في سياق متصل، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في مؤتمر صحفي، أن واشنطن تعهدت الأسبوع الماضي بمنحة قدرها 139 مليون دولار، وذلك استجابة للحاجات الإنسانية الملحة للشعب اليمني، مؤكدا أن الخروج من الأزمة الراهنة مرهون بالحل السياسي.
وشدد المتحدث باسم فريق الحوثيين للتفاوض محمد عبد السلام، على أن فريقه لا يعتبر الاتفاق على وقف إطلاق النار مجرد هدنة, وإنما خطوة مهمة نحو وقف شامل للحرب.
واتهم في تصريحات أدلى بها لـ"الشرق الأوسط" من سماهم "تجار الحروب" بالسعي لإجهاض وقف الأعمال العسكرية، التي اعتبرها خطوة صحيحة يجب أن تسبق أي حوار سياسي حتى يثق الشعب اليمني بجدية المشاورات ويمنحها الدعم الكامل.
وأكد عبد السلام، موافقة فريقه للتفاوض، الذي يضم الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الحوثيين ليسوا مع بقاء السلاح خارج إطار الدولة، في إشارة ضمنية إلى موافقتهم على تسليم السلاح الثقيل إلى الدولة، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
كما أكد عبد السلام أن ملف المعتقلين، بمن فيهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، وفيصل رجب، وشقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي، في طريقه للحل.
وذكر المتحدث باسم فريق الحوثيين للتفاوض أن "الوضع العسكري والأمني في اليمن يتداخل ويتعقد أكثر من أي وقت مضى، سواء في ظل انتشار السلاح أو في ظل غياب الدولة في كثير من المناطق اليمنية في الجنوب، ولهذا يحتاج البلد إلى توافق سياسي واضح المعالم لتثبيت معالم الدولة".
أرسل تعليقك