قرَّرت القيادة الفلسطينية الأربعاء، التوجه فورًا إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار دولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، على أبناء الشعب الفلسطيني وحرمات المسجد الأقصى الذي اقتحمته قوات الاحتلال وأصابت 25 مصليًا فيه بجروح.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أنَّ القيادة قرَّرت التوجه إلى مجلس الأمن "فورًا" ضد تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح رسمي، أنَّ "الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي، مما يؤكد إننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور لتقسيم المسجد الأقصى".
وتابع "هذا الأمر الذي حذرنا مرارًا بأنَّ ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عنها داخليًا وإقليميًا، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة".
وأصيب نحو ١٥ مواطنًا بينهم نساء، صباح الأربعاء، أثناء قمع قوات الاحتلال المصلين المرابطين في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
واقتحم أكثر من 300 جندي من قوات الاحتلال، الخميس، المسجد الأقصى وأمطروا المصلين بعشرات القنابل الصوتية والغازية مما أدى لإصابة المصلين بالاختناق، وصفت جراحه أحدهم بالخطيرة، فيما نشب حريق في سجاد الجامع القبلي جراء إطلاق القنابل القمعية على المعتكفين المحاصرين داخله.
واقتحم العشرات من المستوطنين الأقصى بناء على دعوات من منظمات استيطانية فيما ردّ نشطاء مقدسيون بالدعوة للنفير العام إلى المسجد للتصدي لهذه الاقتحامات، في الوقت الذي حذرت فيه الهيئة الإسلامية العليا في القدس، على لسان رئيسها الشيخ عكرمة صبري من عواقب اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين، وإغلاقه أمامهم.
وأوضح صبري في تصريح صحافي، "أنَّ المسجد الأقصى المبارك جزء من عقيدة المسلمين بقرار من رب العالمين، وهو خط أحمر نحذر من تجاوزه، وما حصل اليوم من إغلاقه أمام المسلمين والذي تكرر الخميس الماضي، دليلًا على إصرار الاحتلال من تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته، بشكل غير مسبوق، وترهيب للمصلين، وأهالي البلدة القديمة".
وأضاف "زعم الاحتلال بضرورة التهدئة وهمي، فيه خداع وتضليل وكسب الوقت، محملًا حكومة الاحتلال اليمينية الحالية المسؤولية الكاملة عما يحصل من توتر وصدام في رحاب الأقصى وفي مدينة القدس".
كما حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من جريمة اقتحام قوات الاحتلال بأعداد كبيرة مدججة بالأسلحة حرم الجامع القبلي، واعتدائها بقنابل الصوت والغاز والهراوات على المصلين المتواجدين بداخله.
وأوضحت في بيان صحفي، "إنَّ هذه الخطوة غير المسبوقة من قبل الاحتلال تؤكد على أنَّ الأخير وصل مرحلة متقدمة جدًا في الجنون والحماقة، الأمر الذي يؤكد في المقابل دخول مرحلة الخطر الشديد والشديد جدًا".
ولفتت المؤسسة إلى "أنَّ دلائل الاقتحام النوعي للاحتلال اليوم تشير إلى الضوء الأخضر الذي منحه رئيس الحكومة في مؤسسة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما يعني أن الاعتداءات على المسجد الآن أصبحت مشروعة ومدعومة من المؤسسة علنًا"، موضحة أنَّ الاحتلال يحاول بالقوة فرض تكريس تواجد يهودي دائم في المسجد الأقصى، في إشارة إلى إصراره على السماح للمستوطنين باقتحامه بأعداد كبيرة، والقيام بمسارهم كالمعتاد بحراسة مشددة منه.
واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في بيان صحافي، ما يحدث في مدينة القدس المحتلة "سابقة خطيرة'، وانتهاك خطير لحرمة المصلى القبلي في المسجد الأقصى.
ونوّهت إلى أنَّ اقتحام قوات الاحتلال وللمرة الأولى المسجد مدججة بالسلاح، وداست بنعالها سجاد المسجد، ووصولها حتى منبر صلاح الدين الأيوبي تعنت إسرائيلي، وإصرار واضح على المساس بحرمة المقدسات، واستفزاز مشاعر الفلسطينيين خصوصًا، والمسلمين عمومًا.
وأكد الأمين العام للهيئة حنا عيسى، أنَّ صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة في ضوء ما يجري في المسجد المبارك أخيرًا، وعدم اتخاذ أي إجراءات للجم إسرائيل وانتهاكاتها الجسيمة، له دور أساسي في التمادي بانتهاك حرمته والاعتداء اليومي عليه.
وأشار إلى أنَّ الدعوات المتواصلة لاقتحام الأقصى وتدنيس باحاته ومصلياته "خطوة خطيرة تعكس مدى التطرف الإسرائيلي".
هذا وهدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، الأربعاء، منزلًا يعود للمواطن حسن الهدرة في حي جبل الزيتون "الطور"، المُطل على القدس القديمة، بدعوى عدم الترخيص، فيما فرضت جرافات البلدية رافقتها قوة عسكرية، طوقًا عسكريًا محكمًا في محيط المنطقة قبل الشروع بعملية الهدم.
أرسل تعليقك