أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم نائبه المهندس خالد محفوظ بحاح من منصب نائب رئيس الجمهورية ومن رئاسة الحكومة، وعين الجنرال علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية، وأحمد عبيد بن دغر رئيسا للحكومة، كما أصدر هادي قرارا بتعيين بحاح مستشارا للرئيس.
وبرر هادي إقالة بحاح في نصر القرار الجمهوري الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ بنسختها الموالية للشرعية، وقال إن ذلك "نتيجة للإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته خصوصا دمج المقاومة وعلاج الجرحى ورعاية الشهداء".
وتابع القرار مبررات التغيير أيضًا "لعدم توفر الإدارة الحكومية الرشيدة للدعم اللامحدود الذي قدمه الأشقاء في التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولتحقيق ما يصبو إليه شعبنا من استعادة الدولة واستتباب الأمن والاستقرار وللمصلحة الوطنية العليا للبلاد".
وكانت خلافات هادي وبحاح طفت على سطح المشهد السياسي اليمني منذ أشهر عدة ، وقالت مصادر مقربة من بحاح وهادي أن نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول رؤية الرجلين للتعاطي من الوضع في البلاد، واختيار أعضاء الحكومة، وبرز الخلاف بشكل كبير حول تعيين هادي لرياض ياسين وزيرا للخارجية في أعقاب هروبه إلى عدن، وهو ما اعترض عليه بحاح بشدة وأصر على أن يبقى عبد الله محمد الصايدي في منصبه وزيرا للخارجية.
لم تكن التعيينات التي يجريها هادي هي السبب الوحيد للخلاف، ولكن الأهم منها هو مخاوف الرئيس هادي من طموح بحاح الذي تم تعيينه نائبا للرئيس إلى جانب منصبه رئيسا للحكومة بضغط من دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهو ما أثار مخاوف هادي من أن يحل بحاح محله.
وبعيدا عن المبررات التي أعلنتها الرئاسة، والتي يراها الكثير من المراقبين غير منطقية ولا تتسق مع الواقع باعتبار أن الحكومة ومؤسسة الرئاسة كليهما خارج البلاد، ويعجزان عن القيام بدورهما في الداخل اليمني، فإن التعيينات الجديدة في نظر العديد من السياسيين اليمنيين خطوة في الاتجاه الصحيح، باعتبار أن الأحمر وبن دغر لهما تاريخ طويل وثقل لا يستهان به في الساحة اليمنية، وهو ما قد ينعكس ايجابيا على الأوضاع في اليمن خلال المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون ومحللون أن هذه التعيينات التي تسبق محادثات الكويت في 18نيسان/ أبريل الجاري، تستهدف الترتيب للمرحلة المقبلة في حال نجحت المفاوضات في إيقاف الحرب في البلاد، أو حسم الأمور عسكريا في حال فشلت المحادثات وكان خيار الحسم العسكري هو المتاح.
تجدَّدت الاشتباكات اليوم على الحدود اليمنية السعودية بين ميليشيا "الحوثي" والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح من جهة والقوات السعودية من جهة ثانية. وقالت مصادر محلية في الشريط الحدودي لـ "العرب اليوم"، إنه سمعت صباحا أصوات المدفعية الثقيلة على الحدود بين البلدين، يأتي ذلك في حين اتهمت مصادر سعودية ميليشيات "الحوثيوصالح" بخرق الهدنة واتفاق التهدئة على الحدود السعودية اليمنية بعد هدوء نسبي شهدته الحدود خلال اليومين الماضيين.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا الحوثية وأتباع صالح هاجموا موقعًا للجيش السعودي بالقرب من مركز "الربوعة" الحدودي في ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، وأن مدفعية القوات السعودية قصفت مواقع ميليشيا الحوثي وصالح.
وتزامن هذا التصعيد على الحدود اليمنية السعودية مع قصف ميليشيا الحوثي التي ما تزال تتمركز في مديرية "صرواح"في محافظة مأرب لمستشفى مأرب بثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت في أماكن متفرقة من محيط المستشفى أحدها أصاب البوابة، ما أدى حسب المصادر إلى مقتل شخصين وجرح 7 آخرين بينهم طبيب وممرض.
وتعتقد مصادر "العرب اليوم" في محافظة مأرب أن ميليشيا الحوثي تحاول استهداف الوفد الحكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء عبد العزيز جباري الذي بدأ اليوم زيارته لمحافظة مأرب للإطلاع على الأوضاع التي تشهدها محافظتا مأرب والجوف في أعقاب تصفية عواصم المحافظتين وأغلب مناطقهما من الميليشيا الحوثية والقوات الموالية لصالح، والعمل على تطبيع الأوضاع في المحافظتين.
في هذه الأثناء جددت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات لميليشيا "الحوثيوصالح" في المناطق التي ما يزالون يوجدون فيها في مديرية الغيل التابعة والواقعة جنوب محافظة الجوف شمال اليمن، وأوضحت المصادر أن الغارات الجوية دمرت عددًا من الآليات العسكرية المدرعة، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
تأتي هذه الغارات في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تجاه مديرية الغيل لتصفيتها من الوجود الحوثي وإحكام السيطرة عليها بشكل كامل.
وفي محافظة تعز شنت طائرات التحالف العربي غارات مكثفة على مركز مديرية الوازعية جنوب غرب محافظة تعز، والتي سقطت أمس في أيدي الميليشيا الحوثية المدعومة بالقوات التابعة لصالح، وقالت المصادر إن طيران التحالف شن 17 غارة على مواقع وتجمعات الميليشيات منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم، وأشارت المصادر إلى أن إحدى الغارات استهدفت منصة إطلاق صاروخ في جبل خور فجر اليوم.
هذا ولا زالت المواجهات مستمرة بين ميليشيا الحوثي والمقاومة في محيط مركز مديرية الوازعيه، حيث تحاول قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية استعادة السيطرة على المواقع التي انسحبت منها وسيطرت عليها الميليشيا خلال اليومين الماضيين.
وعلى الصعيد السياسي أعلن نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية والتأمينات، عبدالعزيز جباري، الذي يزور محافظة مأرب على رأس وفد حكومي كبير في تصريح صحافي أن "الأيام المقبلة ستشهد عودة الحق إلى نصابه وعودة مؤسسات الدولة إلى أحضان الشرعية الدستورية".
بدوره كشف ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وجود تطور مهم تجاه الحرب الدائرة في اليمن، وقال إنها تقترب من نهايتها، وأعلن وزير الدفاع السعودي عن وجود وفد من جماعة "أنصار الله" الحوثيين في الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية والمملكة السعودية.
وقال الأمير محمد بن سلمان لصحيفة "بلومبرغ" الأميركية إن "هناك تقدمًا ملموسا في المفاوضات اليمنية، ونملك اتصالا جيدا مع الحوثيين، وهناك وفد منهم في الرياض حاليا، ونحن ندفع باتجاه استغلال هذه الفرصة على الأرض، وإذا انتكست الأوضاع فنحن جاهزون".
إلى ذلك علم "العرب اليوم" من مصدر رسمي أن الأمم المتحدة تجري التحضيرات الأخيرة لعقد دورات تدريبية للجان التي ستتولى مهام مراقبة إيقاف إطلاق النار في اليمن، وقال المصدر إن هذه الدورات ستبدأ يوم الأربعاء المقبل في الكويت، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة طلبت من الأطراف اليمنية إرسال المتدربين الذين سيمثلون مختلف المكونات السياسية والحزبية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني.
أرسل تعليقك