أعلنت الأمم المتحدة، السبت، استمرار مشاورات السلام اليمنية في الكويت، مشيرة الى أن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ سيلتقي الوفد الحكومي ظهر السبت، وذلك في إطار جهود مكثفة لإنقاذ المفاوضات التي تكاد تنهار بسبب إعلان "المتمردين" تشكيل مجلس سياسي في صنعاء، حيث من المقرر أن يعقد المبعوث الدولي اليوم اجتماعات مع سفراء مجموعة الـ 18، على أن يلتقي في المساء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح للغاية نفسها .
وواصل ولد الشيخ اجتماعاته المكثفة مع وفد الانقلابيين (الحوثي وصالح) الذي أعلن استمراره في الحوار السياسي رغم "إعلان صنعاء" وأكد أنه لن يؤثر على استمرار الوفد في المشاورات طبقا لمصادر دبلوماسية خليجية، ومازال الحوثي يظهر تصلبا إزاء مناقشة الانسحابات وتسليم السلاح، والتي تعتبر ركيزة أساسية لأي اتفاق سلام، طبقا لمصادر خليجية، وأعلن الوفد الحكومي التزامه بالسقف الزمني المحدد للمشاورات والذي ينتهي الساعة التاسعة بتوقيت الكويت، ولا يرى الوفد جدوى من الاستمرار بعد خطوة المتمردين بإعلان مجلس سياسي لإدارة البلاد، وهو ما يعتبر تصعيدا واضحا ومناورة تبين نوايا الانقلابيين بالتمسك بالسلطة وفق مبدأي القوة وفرض الأمر الواقع، بحسب رؤية الوفد الحكومي.
وطبقا للمصادر الدبلوماسية الخليجية فإن الوفد الحكومي "لايزال مترددا بين الاستمرار في ظل التشكيك بجدوى المشاورات، أو الانسحاب مع نهاية المهلة المحددة"، وأبلغت المصادر الدبلوماسية سكاي نيوز عربية "أن الأطراف الدولية ومنها الخليجية ترغب بتمديد المشاورات لمدة أسبوع"، وتعمل الأطراف الدولية والخليجية مع المبعوث الأممي على "تشجيع الأطراف اليمنية على التحلي بالصبر والحكمة في الرمق الأخير للمشاورات"، مشيرة الى أن المبعوث الدولي قد وضع جدول عمل لمدة أسبوع آخر من المشاورات بعد لقاءه بالوفدين، كل على حدة.
وقتل 8 أشخاص في مدينة تعز ليل الجمعة السبت بينهم 3 مدنيين ، بانفجار لغم أرضي ومعارك بين ميليشيات "الحوثي وصالح" والقوات الموالية للحكومة اليمنية ، في وقت أكد رئيس الوفد الحكومي في مشاورات السلام اليمنية أن الوفد سيغادر الكويت اليوم السبت الى الرياض في ضوء اعلان جماعة "الحوثي وصالح" تشكيل مجلس أعلى لحكم اليمن.
وذكر شهود عيان أن 3 مدنيين قتلوا، وأصيب 4 آخرون بجروح مختلفة، إثر انفجار لغم أرضي، في سوق "نجد قسيم"، جنوبي مدينة تعز، وسط اليمن. كذلك قتل 5 من المسلحين الحوثيين، وأصيب 8 آخرون، جراء معارك عنيفة مع الجيش والمقاومة الشعبية، في مناطق مختلفة من مدينة تعز، حسب إحصائية أوردها المركز الإعلامي لـ"المقاومة".
ولليوم الثامن على التوالي، يفرض "الحوثيون" وقوات صالح حصارا على تعز. وقال أحد شهود العيان إن الدخول للمدينة أصبح مستحيلا، بعد إغلاق جميع منافذها. وأضاف الشاهد، الذي يعمل في نقل المسافرين من وإلى مدينة تعز، إنه اضطر للعودة إلى العاصمة صنعاء، بالمسافرين بعد أن اضطروا أن يبقوا في معبر "غراب"، غربي المدينة، ليومين متتالين، من أجل السماح لهم بدخول المدينة.
وعلى إثر تشديد الحصار، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في المدينة، فيما ازدحم المدنيون المحاصرون في المناطق الخاضعة للمقاومة، أمام المتاجر والصيدليات، لشراء المواد التموينية والأدوية، بحسب شهود عيان.
وأكد المتحدث باسم قيادة التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، أن التحالف لا يفرض حصارا أو مقاطعة اقتصادية على الأراضي اليمنية إطلاقا، مشيرا إلى “أن ما يتم هو تنفيذها لواجباتها تجاه تطبيق أحكام القرارات الأممية الهادفة لمنع تهريب الأسلحة والذخائر، وأكد اللواء عسيري في بيان له ، مساء الجمعة ، نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) أن “الوضع الصحي في اليمن يأتي على رأس أولويات عملية إعادة الأمل التي لم تدخر قيادة التحالف أي جهد في سبيل تحسينه، ولعل آخر هذه الجهود هو الإسقاط الجوي لأكثر من 40 طنا من المواد الطبية على مدينة تعز ومن ثم نقلها إلى المستشفيات بجميع الوسائل المتاحة بما فيها الدواب.
وقال عسيري إن "قوات التحالف تصرّح لكافة السفن الإغاثية والإنسانية بشكل فوري ودوري وبوقت قياسي ودون تفتيش ولكافة الموانئ اليمنية، حيث سهّلت قوات التحالف مرور وتصريح كافة السفن الإغاثية دون تأخير". وأشار عسيري إلى أن قيادة التحالف تؤكد أن الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني لا تكمن في شح دخول المواد الغذائية أو عدم توفر المشتقات النفطية أو السلع التجارية في اليمن، بل تتمثل بالدرجة الأولى في استيلاء الانقلابيين على موارد وأجهزة الدولة اليمنية.
وعلى جبهات القتال في كرش
لحج وتيرة المعارك مساء الجمعة ، بين الجيش الوطني وبين مليشيات الحوثي وقوات علي صالح. وأفاد المتحدث باسم الجبهة قائد نصر أن قوات الجيش تصدت لهجوم مساء الجمعة في كرش لحج من قبل مليشيات الحوثي وقوات علي صالح، حيث تبادل الطرفان القصف المكثف بستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
واضاف نصر ان مليشيات الحوثي كثفت قصفها بشكل كبير على قرى ومناطق كرش نتج عنها اصابة احد الجنود من الجيش وهو الجندي زيد احمد سعيد حيث اصيب بطلق ناري من رشاش معدل في البطن لينقل على أثرها لتلقي العلاج.
وفي الكويت أكد رئيس الوفد الحكومي في مشاورات السلام اليمنية أن الوفد سيغادر العاصمة الكويتية اليوم السبت، مشيرًا الى أنه تم إطلاع سفراء الدول الراعية للتسوية السياسية خلال سلسلة لقاءات الجمعة على الموقف النهائي في ضوء إفشال الانقلابيين للمشاورات.
وأشار المخلافي إلى أن الأطراف الدولية أصبحت على قناعة تامة بأن الانقلابيين غير قابلين بالسلام ووقف الحرب وحقن دماء اليمنيين، وأنهم يرفضون قرارات الشرعية الدولية. واستعرض الوفد الحكومي مع السفراء "مسيرة المشاورات من البداية، والنوايا المسبقة للوفد الانقلابي، التي تبينت منذ اللحظة الأولى في الكويت، بعد العودة من خلال الكلمات في الجلسة الافتتاحية التي كانت متشنجة وتعكس نوايا مسبقة." وطلب الوفد من السفراء إبداء مواقف واضحة لإدانة الإجراء الأخير، ويوضح بشكل واضح وصريح الجهة التي عبثت بالمشاورات وعرقلت المسار السياسي للمشاورات، معتبرا ما حدث "انقلابا جديدا".
وأكد السفراء رفضهم للإجراءات الأحادية للمتمردين، وأوضحوا أنهم بصدد إصدار بيان بشأن قرار المتمردين، سيوضحون فيه موقفهم الرافض للإجراء الأحادي. كما التقى المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الجمعة، وفد الانقلابيين بعد قرارهم تشكيل مجلس سياسي.
وقال عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين إنه من المستحيل تسليم السلاح، وإن ذلك لن يتم، وأشار في كلمة له إلى أنهم مستعدون للتضحية مهما كانت. وانتقد الحوثي الشرعية والقرارات الدولية، وشن هجوما لاذعا على الولايات المتحدة، وقال إنها تتآمر على اليمن، وإنها أعادت تنظيم القاعدة إلى المحافظات الجنوبية في اليمن، وسهلت عملية انتشاره، موضحا أن القاعدة تقاتل في كل المحافظات.
ونددت الولايات المتحدة بإقدام الانقلابيين في اليمن، على تشكيل مجلس لإدارة شؤون البلاد، مما أدى إلى انهيار المفاوضات التي استضافتها الكويت لأشهر. وقالت الخارجية الأميركية في بيانها اليومي، الجمعة، إن مثل هذه الأفعال "خروج عن مسار المفاوضات ولا تدفع المحادثات إلى الأمام". وأضافت الخارجية أنها لا تزال تؤيد المفاوضات التي استضافتها الكويت على مدار الأشهر الماضية تحت رعاية الأمم المتحدة، معتبرة إياها "الفرصة الوحيدة للاستقرار" في اليمن.
ودعت واشنطن الأطراف اليمنية لإبداء حسن النية والمرونة لإحراز تقدم "سيؤدي بشكل مباشر إلى تحسين حياة ملايين اليمنيين". وكان "الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح"، أعلنوا عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، وهي خطوة اعتبرها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد "خرقا خطيرا" للقرارات الدولية.
وكانت الحكومة الشرعية أعلنت في بيان إن هذه الخطوة "تعكس عدم احترام الميليشيات الانقلابية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الراعية لمشاورات الكويت"، وإن المتمردين يطلقون رصاصة الرحمة على المشاورات والتي ظلوا يتعاملون معها بأسلوب الالتزام والتراجع".
وأوضح البيان أن "الميليشيات الانقلابية بدلا من أن تغتنم فرصة المشاورات لمد يد السلام إلى اليمنيين وجهت سلاحها إلى صدورهم. إن ما لم تدركه الميليشيات الانقلابية أنها لم ولن تستطيع فرض إراداتها بقوة سلاحها غير الشرعي، على الغالبية المطلقة من الشعب اليمني"
أرسل تعليقك