أعلنت لجان التنسيق المحلية أنها وثقت سقوط 170 قتيلا" من المدنيين في مدينة حلب، منذ السبت الماضي فقط، بسبب الغارات التي تشنها الطائرات الحربية السورية على المدينة بشكل غير مسبوق. وقالت اللجان في بيان لها " ان تكرار القوات الحكومية هجماتها المدمرة على مدينة حلب، حصد (120) حادثة قصف مسجلة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ليسقط ومنذ السبت الماضي حتى ساعة صدور هذا البيان ليل الخميس الجمعة (170) قتيلا" بينهم (36) طفلاً، و(5) من عناصر الدفاع المدني, وممرضة وعائلتها وطبيبان أحدهما آخر طبيب أطفال في حلب، وسترتفع حصيلة الضحايا حتماً إن لم تتوقف الهجمات».
وأعرب البيان عن انتقاد لجان التنسيق لما اعتبره الصمت الدولي تجاه هذا القصف، قائلاً: «لا تستطيع لجان التنسيق إلا أن تعلن شكوكها العميقة تجاه البعض من أصدقاء الشعب السوري المفترضين، بسبب صمتهم المريب إزاء الوقائع الصادمة للضمير الانساني وتجاه تصريحات وإدانات قد تصدر متأخرة، ولن تعيد الحياة لمن قتلوا ويقتلون، ليس في هذه الإبادة الممنهجة للسوريين من مصلحة لأحد سوى بشار الأسد و قوى التطرف والإرهاب التي تنمو مع التخاذل الدولي اتجاه جرائم الحرب المفتوحة في سورية».
ونقلت مصادر اعلامية معارضة إن " الطائرات الحربية السورية استهدفت حي الكلاسة بصواريخ فراغية ما أوقع خمسة عشر قتيلاً وعشرات الجرحى في حصيلة أولية، فيما قتل خمسة مدنيين آخرين جراء قصف مماثل على حي بستان القصر في المدينة». وأضاف أن «القصف الجوي طال أيضاً أحياء الجزماتي، الزيتونات، بعيدين والمقبرة، دون ورود أنباء عن إصابات, ولأول مرة في تاريخ المدينة، أعلن المجلس الشرعي في مدينة حلب وريفها، مساء الخميس، تعليق صلاة الجمعة، وذلك بسبب ‹كثافة› القصف الجوي من الطائرات الحربية السورية، والخوف من وقوع مجازر أثناء الصلاة.
وفي مناطق حلب التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية ارتفع عدد ضحايا القصف بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص على أحياء سكنية في حلب إلى 33 قتيلا" وأكثر من 165 جريحا. وأعلن مصدر في قيادة شرطة حلب بأن تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التابعة له استهدفت بعد ظهر الخميس بقذيفتين صاروخيتين مستشفى الرازي الذي يقدم الخدمات الطبية والعلاجية لجرحى الاعتداءات الارهابية.ولفت المصدر إلى ان القذيفتين سقطتا على المدخل الرئيسي للمستشفى ما ألحق أضرارا مادية كبيرة بالمكان. وأشار المصدر إلى سقوط عشرات القذائف على حيي الميدان والأشرفية ومحيط ساحة سعد الله الجابري والقصر البلدي ما تسبب بسقوط 21 قتيلا". وأضاف ان الاعتداءات الارهابية ألحقت أضرارا مادية كبيرة بمنازل المواطنين وممتلكاتهم جراء كثافة القذائف الصاروخية ذات الحشوات شديدة الانفجار.وأفاد بأن التنظيمات الإرهابية استهدفت بالقذائف الصاروخية حيي المحافظة والجميلية ما تسبب بسقوط 8 قتلى اضافة لعدد من الاصابات بعضها بحالة حرجة والحاق اضرار مادية بعدد من المنازل.
وكشف مصدر في قيادة شرطة حلب أن إرهابيين يتحصنون في حي بستان القصر أطلقوا قذائف صاروخية على حي المريديان السكني في مدينة حلب ما تسبب بمقتل رجل وزوجته نتيجة تهدم المنزل عليهما. ولفت المصدر إلى ان أحد قناصي المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي المتمركز في حي بستان القصر اطلق نيران قناصته على أهالي حي المشارقة ما أسفر عن مقتل شخصين.
وسقط 10قتلى الخميس بينهم طفل وأصيب 37 شخصا بجروح باعتداءات إرهابية بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص على أحياء سكنية في مدينة حلب. وأوردت تقارير النشطاء ان أكثر من 90 قتيلا" سقط خلال يومين من القصف الجوي الذي استهدف مناطق الفصائل من ضمنها مستشفى القدس فيحي السكري، وجراء القذائف التي ألقيت على أحياء تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب، وفي شمال حلب كان هناك أكبر خسارة بشرية في صفوف الفصائل خلال الاشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية، قضى فيها 53 مقاتلاً من الفصائل، وما يجري في حلب هو استهداف متبادل بذريعة استهداف مقاتلين أو استهداف القوات الحكومية.
وفي حلب أعلن تنظيم "داعش" عن تدمير ثلاث دبابات تركية، قرب الحدود السورية – التركية مقابل مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سورية، ونشر شريطاً مصوراً يظهر استهدافها بالصواريخ الحرارية. ونشرت وكالة ‹أعماق› التابعة لتنظيم ‹داعش›، ليلة الخميس، شريطاً مصوراً قصيراً يظهر فيه أحد مسلحيه وهو يطلق ثلاثة صواريخ متطورة على دبابات تركية متموضعة قرب الخط الحدودي، قالت أنها قرب جرابلس، لتحقق الصواريخ إصابات مباشرة وتندلع النيران ببعض الدبابات وتتطاير منها الشظايا.
كانت وسائل الإعلام التركية نقلت الخميس عن مصادر في الجيش، أن ‹داعش› استهدف مخفر ‹تورك يوردو› الحدودي، التابع لبلدة كركميش في ولاية غازي عنتاب، المقابل لمدينة جرابلس السورية، بالعديد من قذائف الهاون، والتي أسفرت عن حريق في المخفر وإعطاب مدفعية ذاتية الحركة من نوع (الاعصار) مشيرة الى أن وحدات الجيش التركي المتواجدة في المنطقة ردّت مباشرة على مصادر النيران وقصفت مواقع أخرى لداعش بشكل مكثف بقذائف المدفعية، طالت قريتي دودوكلي، وخنوص بريف جرابلس الغربي، مما أدى إلى تطور الاشتباكات، مع استمرار ‹داعش› بإطلاق قذائف الهاون واستهداف الجانب التركي بالأسلحة الثقيلة.
ودفع تطوّر الاشتباكات، الجيش التركي إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، والتي تم إخلاؤها من المدنيين، وقطع جميع الطرق المؤدية إليها حتى مسافة 15 كيلومتراً، بحسب المصادر السابقة والتي أكدت أن أعداداً كبيرة من سيارات الإسعاف والإطفاء تم إرسالها إلى المنطقة، رغم تأكيد والي غازي عنتاب، علي يارلي كايا، عدم وقوع إصابات في الاشتباكات حتى الآن، في بيان كتابي.
وفي حمص تصدى تنظيم داعش لمحاولة القوات الحكومية التقدم باتجاه منطقة آراك التي تحوي حقل غاز، ومحطة القطار الثالثة، قرب مدينة تدمر الخاضعة لسيطرتها بريف حمص الشرقي، وسط استهداف الطيران الحربي نقاط التنظيم في محيط المواجهات.
وسيطر التنظيم الخميس، على جبل المزار وثلاث نقاط أخرى شمال غرب المدينة، ودمر عربة "شيلكا" نظامية وقتل طاقمها، عبر استهدافها بصاروخ موجه قرب مطار تدمر، وسط مواجهات عنيفة تدور بين الطرفين في محيط المدينة منذ أسبوع. وذكرت صفحات موالية للحكومة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن أهالي حي الزهراء الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حمص، شيعوا 19 قتيلا "مجهولي الهوية" عثر عليهم في مدينة تدمر بعد سيطرة القوات الحكومية عليها، حيث تم دفنهم في مقبرة الفردوس بالحي. وكانت قيادة المنطقة الوسطى التابعة للحكومة السورية في دمشق دعت الأهالي، عبر بيان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بالتشييع.
وفي ريف دمشق قامت مجموعة من الأشخاص الملثمين باختطاف قائد المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها، جنوبي سورية الخميس، واقتادوه إلى جهة مجهولة، حيث لم يعرف مصيره بعد. وقال عضو المكتب الإعلامي لدمشق وريفها محمد الشامي أن مجموعة من الأشخاص الملثمين مجهولي الهوية قاموا صباح الخميس باختطاف قائد المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها العقيد الطيار الركن عمار النمر من مدينة مسرابا في الغوطة الشرقية واقتادوه إلى جهة مجهولة , وأصدر المجلس العسكري لدمشق وريفها بياناً يؤكد ما جاء على لسان محمد الشامي، ومضيفا أنه «نحمل الجهة الخاطفة سلامته ونطالبهم بالإفراج عنه مباشرة»، مؤكداً «تنسيق المجلس العسكري مع جميع ضباط التشكيلات والفصائل في أي عمل عسكري على جبهات الغوطة الشرقية وفي حين وجهت أصابع الاتهام لفيلق الرحمن، الذي قام صباح الجمعة باقتحام مقار ومنازل قياديين في جيش الإسلام بالإضافة لقيامهم باعتقال عدة شخصيات شرعية وطبية وعسكرية كان منها اعتقال الدكتور محمد حشيش عضو مجلس إدارة المكتب الطبي الموحد في منطقة المرج في الغوطة الشرقية.
وناشد سكان منطقة حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة لواء شهداء اليرموك الذي تتهمه المعارضة بالارتباط بتنظيم داعش بريف درعا الغربي فك حصار الجيش السوري الحر لمنطقتهم بموافقتها، و"مراعاة" الظروف المعيشية الصعبة التي يُعاني منها معظم سكّان المنطقة. وطالب أحد وجهاء منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عبر شريطٍ مصوّر بُثَّ على صفحات معارضة في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، محكمة دار العدل بالسماح بدخول المواد الإغاثية والاحتياجات الأساسية والمحروقات للمنطقة، موضّحاً أن أسعار معظم المواد ارتفعت أكثر من 50 بالمئة مؤخرا، وخاصة المحروقات.
وتفرض الحواجز العسكرية التابعة للجيش الحر المنصوبة في بلدتي تسيل وسحم الخاضعتين لسيطرة المعارضة بريف درعا الغربي، حصاراً على منطقة حوض اليرموك التي تضم قرى وبلدات يزيد عدد سكّانها عن 60 ألف نسمة، وتمنع التجار المحليين من إدخال الغاز والبنزين والمازوت، إضافة إلى أصناف عديدة من المواد الأساسية، خشية استعمالها من قبل لواء شهداء اليرموك.
كما يُعاني عشرات المزارعين، منذ أكثر من أسبوعين، من صعوبة في إخراج المحاصيل الزراعية من منطقة وادي اليرموك إلى مدن وبلدات درعا، بسبب القيود التي تفرضها حواجز الجيش الحر في محيط المنطقة، وغالباً ما تمنع الأخيرة السيارات الزراعية من الخروج من المنطقة، وأحياناً تفرض عليهم المرور من طرق وعِرة بين القرى والبلدات بالريف الغربي. ويُذكر أن الجيش الحر يحاول منذ حوالي أسبوعين التقدم نحو قرى وبلدات تخضع لسيطرة لواء شهداء اليرموك بريف درعا الغربي، إلا أن مواجهة اللواء وكمائنه والمراصد الليلة، حالت دون ذلك حتى الآن.
أرسل تعليقك