أقرت محكمة بريطانية بحبس طالب سبع سنوات, كان مسؤولًا عن اتصالات كتيبة من المقاتلين البريطانيين التابعين إلى تنظيم "داعش" تعمل تحت مسمى "اللواء البريطاني", حيث مثَّل الطالب عبدالله أحمد جاما فراح أمام القضاء بعد أن ساعد صديقه نور حسن من ولاية مانشستر على السفر إلى سورية من أجل الانضمام إلى التنظيم, علمًا أنَّ فراح هو ابن عم ما يطلق عليهما "التوأمتان المتطرفتان" زهراء وسلمى هالينا اللتان سافرتا إلى سورية للزواج من مقاتلي داعش, حيث كان فراح على اتصال مع خمسة من أصدقائه المتطرفين، لإدارته الاتصالات في الكتيبة, وكشفت التحقيقات عن صور لـ"المدرسة المتطرفة" التي تستخدم كقاعدة للكتيبة البريطانية التابعة لداعش، والتي يعتقد أن مكان وجودها في سورية.
وبينَّت أنهم رسموا على لوحة بيضاء في غرفة من الغرف معادلة غير مفهومة تحمل "جذر تربيعي عن الجهاد"، وصورة أخرى تظهر كلمات "الدولة الإسلامية ستقام هنا"، إلى جانب رسم بندقية, فيما يستخدم فراح منزل والدته في المدينة كمحور اتصال لجماعته المسماة بـ"المندم" وهي جماعة تضم مجموعة من المتطرفين مثله يدعونه بـ"الشيخ" و"الحافظ" لإبداء الاحترام, وعرض المتطرف الإعدامات الوحشية التي ينفذها التنظيم وفي عدد من الرسائل التحريضية تتعلق بقطع الرؤوس مثل "اقطع الرؤوس"، وتساؤله لصديقه إذا ما كانوا "ذبحوا الرجال".
وحكم عليه القاضي ميكل توبليسكي بالسجن سبع سنوات. وقال له إن إدين بالتطرف، قائلا: "دعمك للجهاد عالميًا وفي إطار هجومي، ولبيس دفاعيًا ومقتصرا على سورية", وأضاف: "فعلك يظهر درجة بارزة من الفهم والإصرار على التنفيذ والالتزام بالتنفيذ".
وأشار إلى أنه مقتنع بأن ما دفعه لتقديم المساعدة، وأضاف, "مجموعة المعتقدات المتطرفة هي التي دفعت صديقك للسفر والتدريب والقتال وإذا لازم الأمر للموت".
وكشفت الشرطة عن عدد من الرسائل المرسلة إلى فراح من أعضاء الكتيبة البريطانية, وعندما أخبره صديقه خليل رؤوفي بأنهم أنشأوا اللواء البريطاني كجزء من داعش، رد فراح قائلا: "لعل الله يلقي بالجماعة الرعب في قلوب الكفار".
وبعد ثلاثة أشهر من اعتقاله عليه، سافرت بنات أعمامه اللتان تحملان شهادة الثانوية العامة من مدرسة "ويلي رينغ" الاثنتان إلى سورية.
وترأس الجماعة أخو فراح أحمد إبراهيم هيلينا، وكان مسؤولا عن إعداده, ويعيش الآن هيلينا مع صديقه نور حسن في الدنمارك علانية بعد حظر عودتهم لبريطانيا.
وعرف من أعضاء الجماعة محمد جافيد الملقب باسم "برني" الذي يعتقد في قتله في تفجير انتحاري في العراق، ورؤوفي المعروف بأبي الليث الذي قتل في معرقة في سورية. ولكن في دفاعه عن نفسه أكد المتهم أن المقصود بـ"برني" هنا لعبة الفيديو جيم التي كان يشير إليها عند مناقشته مع زملائه.
وكشف الأمن أن المجموعة عبارة عن قيادات المقاتلين البريطانيين، الذين يختفي ورائهم العشرات. وأرسلت لفراح صور عن التدريب، حيث أبدى فراح عن رغبته في السفر للجماعة, وأظهرت الصور مدرسة أو جامعة حصل عليها الإرهابيون في سورية وتدور في أرضها التدريبات, وأخبر فراح رؤوفي إن "الجماعة تبدو رائعة والمعسكر يبدو صاخبا".
ورسمت المجموعة على لوحة بيضاء معادلة مجهولة باسم "الجذر التربيعي للجهاد", وأظهرت لوحة أخرى بكلمات "الدولة الإسلامية قائمة هنا"، ومرسوم إلى جانبها بندقية, ويقع اثنين من الكلاشينكوف على مكتب المدرس ومبرد مياه وفي الخلفية أثاث مكتبي, فيما تظهر صور لهم في ملعب كرة سلة، والمقاتلون يتفاخرون بحصولهم على غنائم عبارة عن مجموعة من الحلويات و"جهاز بلايستيشن". وفي صورة أخرى يظهر مقاتل وهو يقوم بالأعمال المنزلية، في الغالب في غرفة نوم. كما توضح الصور رؤوفي وهو يأكل وجبة في مطعم الجامعة وخلفه زجاجة الماء ويجلس على مكتب مدرس في هيئة عسكرية.
وكان يشتكي من واقع الحرب لأنه كان في مهمة حراسة وفقد خوض المعارك الكبرى, واتهم فراح الذي كان يدرس الكيمياء في جامعة هودرسفيلد أنه ساعد على سفر نور حسن إلى سورية ووضعه في اتصال مع قيادات الجماعة, وكان فراح قد حاز على "جائزة المواطنة" وهو في سن 16 عاما، وقال مايكل توبلسكي إن لديه قدرات عقلية معتبرة.
وقال القاضي: "إنك أصغر فرد في المجموعة، ولكن لدي شك صغير في أنك في مستوى بقية الأعضاء فكريا ونفسيا، إن لم تكن تفوقهم". وأضاف: "أنت لازلت طالب في المدرسة يجب أن تستخدم قدراتك العقلية في الدراسة", وأشار إلى أنه "يستخدم قدراته العقلية ومهاراته لدعم فكرة الجهاد عمدًا".
وقال النائب العام غاريث باتيرسون للقضاة إنه من الواضح أن فراح كان يدعم داعش من خلال ما وجد على جهاز الكمبيوتر ومن خلال الرسائل المرسلة له على برنامج "واتس اب" ومحادثات مواقع التواصل الاجتماعي, وأضاف, باترسون إن فراح لعب دورًا هاما "في إنشاء شبكة اتصال" مع داعش في بريطانيا.
وقالت المحكمة إن أقرب أصدقاء فراح هربوا إلى سورية يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر 2013.
ودعا أصدقاء فراح رؤوفي وهوستي الأخرين من إنجلترا ومن كل دول العالم للانضمام لصفوفهم، في بوستات لهم على موقع "تويتر". فيما قتل رؤوفي في 2014 في معركة، وهوستي أصيب في قدمه, وبعد أن تم القبض على فراح، اعترف أنه يعرفهم جميعا عن طريق ابن عمه هولينا، أمير الجماعة.
ولم يبدي فراح ندمه على ما فعل، وقال فريق محاميه أنه مراهق شديد التحمس يجلس في غرفة نومه أمام جهاز الكمبيوتر ويتصل بأصدقائه، ويهتم بأمنهم, وفي جلسة المحكمة التي تلتها في شباط/فبراير، توصلت هيئة المحكمة إلى أنه قدم تسهيلات لحسن للسفر إلى سورية كما أن لديه اتصالات مع المتطرف رؤوفي.
أرسل تعليقك