غزة – محمد حبيب
كشفت صحيفة إسرائيلية عن أن جنودًا إسرائيليين من وحدات "الكوماندوز" يخضعون لتدريبات عسكرية على "حرب الأنفاق" التي تقوم حركة "حماس" بحفرها في قطاع غزة.
وأجرى مراسل صحيفة "مكور ريشون" العبرية، لقاءات مع بعض الجنود المجهزين للقتال عبر الأنفاق، أكدوا فيها أن التعامل مع تحدي الأنفاق يبدو صعبا، "فهي مظلمة، ولا تكاد ترى فيها شيئا، فقط يمكنك سماع أصوات دون أن تحدِّد ما إذا كانت قريبة منك بمسافة عشرة أمتار، أو مئة متر، أو كيلومتر كامل".
وقال أحد هؤلاء الجنود إن "الصمت يخيم على الأجواء داخل الأنفاق"، واصفا إياه بأنه صمت لا يمكن تخيله "لأن أشياء كثيرة يمكن أن تحدث داخلها وهو ما يشكل مخاطر حقيقية على حياة الجنود مع احتمال وجود عبوات ناسفة مزروعة، أو وجود مسلحين يختبئون في إحدى زوايا النفق ينتظرون الجنود الإسرائيليين".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن بعض هؤلاء الجنود خاضوا قتالا في الأنفاق خلال حرب غزة 2014، وفقدوا بعض رفاقهم، وأصيب آخرون خلال العمليات القتالية في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقام مراسل الصحيفة بجولة ميدانية في قاعدة عسكرية إسرائيلية وسط إسرائيل، ودخل في أنفاق تم إعدادها فوق الأرض بغرض التدريبات العسكرية. وأفاد المراسل أنه عندما ينزل الجندي الإسرائيلي في النفق يفقد الاتجاه والبوصلة، مشيرا إلى أن ذلك يحدث في التدريبات في القاعدة العسكرية حيث لا خوف على حياة الجنود.
وأوضح أن الجندي يحمل على ظهره أثناء نزوله في النفق أسلحة مما قد يعيق حركته. وأشار إلى أن أفراد هذه الوحدة الخاصة للقتال داخل الأنفاق يخوضون تدريبات عسكرية تستغرق 16 شهرا، وهي مدة زمنية طويلة نسبيا، لكنها تتركز على القتال ضمن وحدات الكوماندوز في محاولة للتعامل مع عدو يريد مواجهتهم عبر الأنفاق. وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يُخضع أعدادا كبيرة من جنوده لتدريبات عسكرية خاصة بالقتال داخل الأنفاق تكلف ملايين الشيكلات (العملة الإسرائيلية).
وأوضحت أن الجنود يتدربون على القتال داخل الأنفاق باستخدام أفضل الوسائل التكنولوجية المتقدمة، بما في ذلك "الروبوتات" التي تحمل كاميرات تصوير، وتقوم ببث الصور في الوقت نفسه خارج النفق. وأضافت أن كل "روبوت" له مهمة خاصة مختلفة عن الآخر، ولن يتم السماح لأي جندي بدخول النفق دون التأكد من أنه آمن.
وختمت الصحيفة التقرير بالقول إن "الوحدة الخاصة بالأنفاق ستتولى مهمة أساسية في حال اندلاع مواجهة مع "حماس"، وهي التعامل مع كل نفق يتم اكتشافه". وتأتي هذه التدريبات في إطار الدروس والعبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي من حرب غزة التي أُطلق عليها عملية (الجرف الصامد).
أرسل تعليقك