ساد الهدوء الحذر اليوم أحياء مدينة حلب بعد تراجع وتير القصف المتبادل بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، في حين تواصلت صفقة تبادل المعتقلين بين السلطات السورية والقوات الكردية في "القامشلي"، وشن الطيران الحربي السوري غارات مكثفة على احياء من حلب وتدمر ومحيط مطار دير الزور العسكري، بينما استقبلت دمشق سيناتورا أميركيا في أول زيارة لمسؤول أميركي إلى سورية منذ عدة سنوات.
ففي القامشلي، قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى لموقع "العرب اليوم" إن عملية تبادل المعتقلين بين الجيش السوري وقوات "الاسايش" والوحدات الكردية تواصلت اليوم الثلاثاء، تطبيقا لاتفاقية التبادل التي اسفرت عن الاجتماع الذي عقد ليل اول امس الاحد.
وكشف المصدر عن أن "الجانب الكردي أطلق سراح 185 معتقلا منهم 100 معتقل غالبيتهم من الموظفين المدنيين تم اعتقالهم من الحواجز والمنازل ضمن الاحياء الواقعة تحت سيطرتهم إضافة إلى اطلاق سراح ضابط من الدفاع الشعبي برتبة عقيد وضابط برتبة مقدم من الشرطة السورية اعتقل من "سجن علايا".
ولفت المصدر إلى الأجهزة الأمنية السورية اطلقت سراح 25 معتقلا من "الاسايش" مؤكدا أن عملية التبادل بين الطرفين مستمرة حاليا حتى التهاء من هذا الملف.
واتهم المصدر الأمني السوري القوات الكردية في عمليات الخطف والاعتقال حيث تم اعتقال عنصر من الجيش اليوم من حاجز قرية ابو راسين وذلك بالتزامن مع عودة الحياة الى طبيعتها وازالة الحواجز والمظاهر المسلحة من داخل المدينة.
وفي دير الزور قتل شاب وطفل دون الـ 18، وأصيب آخر بجراح جراء انفجار لغم زرع في وقت سابق في منطقة بقرية الجنينة في ريف دير الزور، وكشفت مصادر موثوقة في دير الزور، أن تنظيم "داعش" اعتقل صاحب محل "موبايلات وتعبئة أرصدة لشركات محلية" من شارع "التكايا" في حي الحميدية في مدينة دير الزور وتم اقتياده إلى جهة مجهولة بحسب المصادر، دون معرفة التهمة الموجه اليه.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن الطيران الحربي "نفذ غارات على تجمعات لتنظيم "داعش" شرق وجنوب مطار دير الزور اسفرت عن تدمير آليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة ومقتل عدد من أفراده".
وفي حلب ساد المدينة هدوء حذر في ظل تراجع حدة الاشتباكات على مختلف نقاط التماس بين القوات الحكومة والمعارضة ولم يسجل حتى الآن سقوط قتلى بين المدنيين رغم سقوط العديد من القذائف على الأحياء السكنية وتنفيذ عدد من الغارات الجوية على بعض المواقع.
وذكر مصدر عسكري سوري أن الطيران الحربي "نفذ سلسلة غارات مستهدفا تجمعات ومراكز للمجموعات المسلحة في الراشدين 4 و5 غرب مدينة حلب وحقق اصابات مؤكدة".
وتحدثت مصادر إعلامية معارضة عن سقوط عدة قذائف صاروخية أطلقتها فصائل مسلحة على مناطق في أحياء السريان الجديدة والأشرفية والشيخ طه والعزيزية ومنطقة ضاحية الأسد، في حين قصفت القوات الحكومية أحياء الراشدين والهلك والصاخور بمدينة حلب مشيرة إلى سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض أطلقته القوات الحكومية على منطقة في حي سيف الدولة فيما جددت فصائل المعارضة قصفها لمناطق في قرية باصوفان التابعة لناحية عفرين ما أدى لأضرار مادية.
وسقطت 3 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها القوات الحكومية، على مناطق في حيي الزبدية وبني زيد في مدينة حلب، ما أدى لإصابة طفلين اثنين بجروح كما استهدفت الفصائل مواقع للقوات الحكومية في محيط حي كرم الطراب بمدينة حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين الأخيرة والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر في محور الشيخ نجار بأطراف حلب، وسط قصف القوات الحكومية لمناطق الاشتباك، أيضاً دارت اشتباكات بين الطرفين في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، بينما تجددت الاشتباكات بين الطرفين في محيط منطقة الطامورة بريف حلب الشمالي، واستهدفت طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي منطقة حاجز لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في منطقة الفوج 46 بريف حلب الغربي، وسط قصف القوات الحكومية لمناطق في مدينة الاتارب بريف حلب الغربي، دون أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي، وأيضاً استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مناطق في محيط بلدتي نبل والزهراء وأطراف قريتي تل مصبين وباشكوي ، وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في قرية القاسمية بريف حلب الغربي، دون أنباء عن إصابات.
وقال محافظ حلب مروان العلبي أن الفصائل المسلحة طورت مدافعها حيث اصبح مداها أبعد و قدرتها التدميرية أكبر وأن كثافة القصف تدل على أن الفصائل المسلحة استغلت الهدنة لتطوير اسلحتها حيث اكد المحافظ سقوط أكثر من 1100 قذيفة خلال ثلاثة أيام فقط.
وأشار العلبي الى أن القوات الحكومية "لن تنتظر أكثر وأن تحرير حلب أصبح حاجة ملحة".
يذكر أن تصعيد الفصائل المسلحة جاء بعد فشل هجومها على المحور الغربي للمدينة الأحد وخسارتها أكثر من 70 مقاتلا إثر كمين نصبته القوات الحكومية بعد تسريب معلومات عن وقت و مكان الهجوم. بينما أمهلت الفصائل المقاتلة، المتمثلة بـ"غرفة عمليات فتح حلب" المجتمع الدولي مدة 24 ساعة للضغط على النظام وحلفائه لوقف القصف "الغاشم"، قبل إعلان المعارضة أنها في حِل من اتفاق وقف القتال (الهدنة) المعمول به منذ 27 شباط الماضي.
وأشار بيان الفصائل الى أن قصف أحياء حلب جاء ردا على المجازر التي يرتكبها الطيران الحربي السوري والروسي في ريف حلب.
وفي ريف إدلب قتلت امرأة برصاص قناصين في بلدة الفوعة بينم استهدف الطيران الحربي عددا من المواقع في مدينة جسر الشغور وخان شيخون دون تأكيد وقوع ضحايا.
وفي ريف حمص شن الطيران السوري غارات على محطة ارك النفطية شمال شرق تدمر بنحو 35 كم حيث يتحصن فيها مجموعات من تنظيم "داعش" بينما
ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في منطقة بطريق حمص - سلمية في ريف حمص الشمالي الشرقي وسط استهداف الفصائل سيارة للقوات الحكومية في المنطقة، ما ادى لتدميرها ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف ركابها، كما قضى مقاتل في الفصائل من قرية الزارة بريف حمص الغربي خلال اشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي فيما استهدفت القوات بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة السعن الأسود بريف حمص الشمالي، بينما علم أن قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى مدينة الرستن بريف حمص الشمالي ضمت نحو 35 شاحنة تحمل مواد إغاثية وإنسانية وطبية وصحية، حيث ترافق مع دخول القافلة، سقوط قذائف أكدت مصادر من المنطقة أن القوات الحكومية أطلقتها على منطقة تير معلة سقطت إحداها على شاحنة من ضمن القافلة، ما أسفر عن إصابة سائقها واثنين آخرين بجراح.
وفي جنوب قال مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش دمرت 3 مرابض مدفعية ودشمة محصنة لتنظيم "جبهة النصرة" في حيي الأربعين والكرك ومخيم النازحين بدرعا البلد وقضت على عدد من قيادييه في عملية وصفها بأنها نوعية في حي البحار بدرعا البلد بينما اغتال مجهولون مقاتلاً قالت مصادر أنه من خلايا تابعة للواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "داعش" في بلدة تل شهاب بريف درعا، حيث أطلقوا عليه النار من سيارة كانوا يستقلونها ثم لاذوا بالفرار، فيما قضى مقاتل في الفصائل المقاتلة خلال اشتباكات مع لواء شهداء اليرموك المبايع للتنظيم في ريف درعا الغربي.
وفي دمشق استهدفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة أماكن في حي التضامن جنوب العاصمة بينما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية في حين جرت اشتباكات متبادلة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى في محور حرستا قنطرة بمنطقة المرج فيما نفذت طائرات حربية 4 غارات استهدفت خلالها مناطق في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، دون معلومات عن خسائر بشرية.
إلى ذلك وصل إلى دمشق السيناتور الأميركي ريتشارد إتش ديك بلاك في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أميركي إلى دمشق منذ عدة سنوات وعلم موقع "العرب اليوم" أن السيناتور بلاك سيلتقي غدا الرئيس السوري بشار الأسد ويزور مدينة تدمر التي حررها الجيش السوري بدعم روسي من تنظيم "داعش" في 27 آذار / مارس الماضي.
واعتبر بلاك خلال لقائه رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام أن ما يحدث في سورية اليوم له منعكسات على مستقبل الحضارات في العالم فعلى الرغم من أنها بلد صغير لكنها دولة مركزية بالمنطقة وفى حال خسرت الحرب سيكون لذلك منعكسات خطيرة على الحضارة والانسانية بشكل عام"
ونقل بيان صادر عن البرلمان السوري عن بلاك قوله "ان التدخل الروسي في الحرب على الارهاب أحدث تغييرات عظيمة وأنا مطمئن الان لنتيجة الحرب التى يخوضها الجيش السورى ضد الارهابيين"
وأشار السيناتور الأميركي الى انه سيعمل فور عودته الى الولايات المتحدة الامريكية لإجراء مناقشات في الكونغرس من اجل تغيير الرأي السائد هناك تجاه ما يجرى في سورية والسعي لإعادة افتتاح السفارة السورية هناك "لان سورية لا تمتلك صوتا هناك بل أنا سأكون صوتها".
واعتبر السيناتور الأميركي في تصريحات له لدى وصوله إلى دمشق أن إرهابيين يقاتلون الشعب السوري وحكومته الشرعية حيث لا يوجد في هذا البلد ما يسمى “مقاتلين معتدلين” مضيفاً أنه يأمل أن يتمكن من تثقيف الشعب الأمريكي ليفهم حقيقة ما يحصل في سورية.
واعتبر أن الأزمة في سورية "لم تبدأ من داخلها بل من عواصم العالم الغربية والخليجية واستخباراتها حيث قرروا أنهم سيقومون بخلق فوضى وقاموا بذلك بالفعل وأزهقوا الكثير من الدماء".
وأشار السيناتور بلاك إلى أنه لم يزر سورية من قبل إلا أنه قام بدراسة ما يحصل فيها بشكل معمق ولفترة طويلة ولذا هو يعرف الأطراف الجيدة والسيئة ويعلم أن “الأسد تم انتخابه بشكل شرعي عام 2014 في انتخابات شارك فيها ثلثا الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب وصوتت نسبة كبيرة منهم لصالحه".
والسيناتور ريتشارد بلاك أحد أبرز المحافظين في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فرجينيا وخدم لمدة ثماني سنوات في مجلس المفوضين وانتخب لدورتين في مجلس الشيوخ مدة كل دورة أربع سنوات.
وفي جنيف أعلن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري عن انتهاء فعاليات الجولة الثالثة من مؤتمر جنيف، مؤكدا أن الوفد سيغادر جنيف غدا.
وقال الجعفري "عقدنا اليوم جلسة ختامية للجولة الثالثة وأجبنا عن كل الاسئلة والاستيضاحات التي قدمها الفريق الأممي برئاسة دي ميستورا وهى كلها أسئلة واستيضاحات تناولت مواضيع مهمة". وأضاف "أثرنا من جانبنا مجددا العديد من النقاط المهمة وخاصة ما يتعلق بالإرهاب وقد لاحظنا تفهما من جانب المبعوث الخاص وفريقه حول قلقنا من محاولات الدول الراعية للإرهاب والتنظيمات الارهابية التابعة لها لتقويض جهود الحل السياسي عبر كسر اتفاق وقف الاعمال القتالية والقيام بأعمال ارهابية أودت بحياة العشرات من الابرياء في العديد من المناطق السورية".
ووصف الجعفري هذه الجولة من الحوار بأنها كانت "مفيدة وبناءة بمجملها" وقال "سنغادر جنيف غدا وفق الجدول المتفق عليه مسبقا مع الامم المتحدة
أرسل تعليقك