أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مؤتمر فتح السابع سيعزز بنيان الحركة ويمكّن الجبهة الداخلية ومسيرة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه الوطنية، مشددًا على أن حركته لم ولن تتخلى عن مبادئها وهويتها وقرارها المستقل.
وأضاف الرئيس عباس في خطاب مطوّل أمام المؤتمر السابع لحركة فتح، مساء الأربعاء، أن تنظيم المؤتمر للمرة الثانية في فلسطين خلال سبع سنوات هو تجسيد لقناعتنا والتزامنا بدورية انعقاده والحفاظ على مسيرة حركتنا الديمقراطية وتمسكنا بها في احلك الظروف وأقساها، فهذه فتح العظيمة حركة الجماهير الفلسطينية التي نفتخر بها على الدوام، وأن ما حققته الحركة لا يمكننا حصره في خطاب او كتاب ففتح كانت وما زالت واحدة من أبرز معالم التاريخ الفلسطيني المعاصر ونموذج يحتذى في الصمود والتحدي والصبر والعنفوان على مستوى العالم اجمع.
ووجّه عباس التحية إلى روح الرئيس الراحل المؤسس ابو عمار، وإخوانه الشهداء أبو جهاد وأبو إياد وأبو سعيد وأبو يوسف النجار، ووجّه التحية أيضًا إلى شركاء النضال الشهداء جورج حبش وأبو علي مصطفى واحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو العباس وعبد الرحيم احمد وسمير غوشة واميل جرجوعي وبشير البرغوثي، ووجه التحية للأسرى في سجون الاحتلال وخاصة مروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكريم يونس الذي وصفه بـ"شيخ الأسرى"، وكل الأسرى البواسل وأسيراتنا الماجدات، والأطفال الأبرياء هؤلاء الأبطال الذين لن يهدأ لنا بال حتى يتم اطلاق سراحهم، "حسب تعبيره"، مبيّنًا :اليوم نعقد مؤتمرنا في قاعة احمد الشقيري وهو صاحب تاريخ حافل بالنضال، كان رجل صاحب فعل ومبادرة، ويحسب له انه بادر بالدعوة لعقد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس عام 1964 وأسس منظمة التحرير الفلسطينية ومعها أسس جيش التحرير الفلسطيني والصندوق القومي الفلسطيني".
واعرب عن ألمه لما يجري في العديد من الدول العربية مثل سورية واليمن وليبيا ، متمنيا ان تحل كافة المشاكل الداخلية في هذه الدول بالحوار، مضيفًا: "أنا ضد ما يطلق عليه بـ"الربيع العربي"، فهو ليس ربيع ولا عربي. ما يحصل الآن هو سايكس بيكو جديدة بالعالم العربي، أننا ضد التطرف والعنف والإرهاب في فلسطين وفي أي مكان"، ومؤكدًا أن الدين الإسلامي هو دين تسامح ومحبة، ولن نتدخل في شؤون الدول العربية ولن نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا"، وحول الانقسام، شدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وأنه لا دولة فلسطينية بدون غزة، وأننا سنعمل بعد المؤتمر على إكمال المصالحة الفلسطينية، ومبيّنًا على جاهزية فتح للذهاب للانتخابات بطريقة ديمقراطية.
وشكر الرئيس عباس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على رسالته التي وجهها في المؤتمر والتي وصفها بالرسالة "الطيبة التي يمكن البناء عليها"، وقال أبو مازن "وحدتنا الوطنية هي صمام الأمان لقضيتنا ونتوجه بنداء إلى حركة حماس لإنهاء الانقسام عبر بوابة الديمقراطية بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية و للمجلس الوطني ومن يفوز يستلم البلد، وفي خطاب أمام المؤتمر السابع لحركة فتح المنعقد في رام الله تحدى أبو مازن أن يكون تراجع عن ثوابت الشعب الفلسطيني المقرة من قبل المجلس الوطني عام 1988 ، مضيفًا : "اتحدى أننا تراجعنا عن ثابت واحد من ثوابت الشعب الفلسطيني ، سنحافظ على ثوابتنا وسنعمل ونعمل على تحقيقها حتى إقامة دولتنا ".
وأفاد الرئيس عباس على أن تحرير فلسطين يكون بتراكم الخطوات ومن لديه القدرة على غير ذلك "يتفضل" وقال نأمل أن يعقد "مؤتمرنا المقبل في القدس عاصمتنا الأبدية القدس، إن اتفاق أوسلو كان خطوة لنعود إلى الوطن وبهذا الاتفاق عاد مئات الاف الفلسطينيين إلى الوطن ، لم نحصل على الاستقلال ولكن تحرير وطننا يتم بتراكم الخطوات، سنذهب إلى مجلس الأمن لنيل عضوية الدولة الكاملة في الأمم المتحدة وسنحصل عليها وسنواصل الانضمام إلى كافة المؤسسات والمنظمات الدولية الـ522، سنبقى مرابطون بأرضنا ولن نرحل عنها وتجربة 48 لن تتكرر، ولن يهدأ لنا بالا حتى يتم اطلاق سراح أسرانا جميعاً من سجون الاحتلال".
وتابع الرئيس عباس: "مثلما كانت فتح أو الرصاص وأول الحجارة ستبقى تحمل الراية حتى الحرية والاستقلال، وفلسطين أكبر منا جميعاً وستظل هي الكلمة الجامعة لنا والقضية المركزية الأولى للامة العربية، بقينا على نهجنا الثابت منذ انطلاقة فتح وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ولا نريد من احد التدخل بشؤوننا الداخلية"، وحول ما تشهد المنطقة من صراعات قال أبو مازن "أنا ضد الربيع العربي وهو ليس ربيع وليس عربي وما يحصل الان في المنطقة سايكس بيكو جديدة ونحن ضد التطرف وضد العنف وضد الإرهاب"، وعن المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية قال أبو مازن: "المساعدات المالية لم تعد كما في السابق ولكن لدينا حكومة تقوم بتدبير الأمور وإدارتها لتوفير الأموال ودفع ورواتب الموظفين ، وما يدفع لقطاع غزة من ميزانية الدولة سيبقى كما هو ولا دولة فلسطينية بدون غزة
وعن زيارته إسرائيل للتعزية بجنازة شمعون بيرس قال أبو مازن "توجهت إلى جنازة بيرس عن قناعة بأن هذا الأمر يجب أن نقوم به رغم المعارضة الفلسطينية لهذه الزيارة ، وكان هناك 70 رئيس دولة"، متحدّثًا عن لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومضيفًا أن "رسالة هذه اللجنة أن نقول للمجتمع الإسرائيلي نحن نريد سلام وحكومتكم ترفض، وسنستمر بهذه السياسية لأنها جزء من النضال السياسي و الدبلوماسي، وانا أول من فكر بالتواصل مع الإسرائيليين في سنوات السبعينات، اعترافنا بإسرائيل ليس مجانياً ويجب أن يقابله اعتراف مماثل واذا لم تعترف إسرائيل بنا سنسحب اعترافنا".
وجدد عباس تأكيده على التمسك بالثوابت الفلسطينية، مع المحافظة عليها بكل قوة حتى تتحقق، "استلهمنا كل ثوابنا من انتفاضة الحجارة، والتي وصفها بـ"انتفاضة العقول"، مضيفاً "نسير خطوة خطوة نحو الاستقلال"، وحول مسيرة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض أهم الأحداث التي أدت لوصول فلسطين لصفة مراقب، قائلًا "رغم أننا دولة مراقب الا اننا نؤثر اكثر من عشرات الدول الأعضاء، موضحاً أنه سيذهب إلى مجلس الأمن للمطالبة بالعضوية الكاملة للدولة، وشدد على أنه من حق الفلسطينيين الانضمام لـ 522 منظمة، وانضممنا حتى الآن لـ 44 منظمة منها اليونسكو، والمحكمة الجنائية الدولية.
وحول وعد بلفور كشف أن وزارة الخارجية الفلسطينية بدأت حوار مع بريطانيا لإعلان اعتذارها عن إصدار وعد بلفور ، لان دولة أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق "، وهنا قال أبو مازن نجدد " موقفنا بان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين"، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية ستعمل بعد انتهاء المؤتمر السابع على إجراء مشاورات لعقد دورة المجلس الوطني لتجديد التشريعات الفلسطينية.
وأشار أبو مازن إلى أن العالم فقد 3 زعماء عظام وهم :"الملك عبد الله بن عبد العزيز وهوغو تشافير وفيدل كاسترو" مؤكداً أنه سيطلق أسماء هؤلاء الزعماء على شوارع في فلسطين، وعلى الصعيد الدولي أكد أبو مازن على أن جهودا فلسطينية وفرنسية لضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية العام، وعلى الصعيد الدبلوماسي أكد الرئيس أن لدى دولة فلسطين 90 سفارة مملوكة في كثير من الدول العربية والأوروبية .
وتحدّث الرئيس عن ملامح البرنامج الوطني الذي يرتكز على التمسك بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة لعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67 على حدود لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وحل القضايا والوضع النهائي كافة، ورفض الحلول الانتقالية او المرحلية او الدولة ذات الحدود المؤقتة او ما يسمى بالوطن البديلة ورفض الدولة اليهودية. والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان واطلاق سراح الأسرى، وتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفك الحصار عن قطاع غزة وتعزيز المقاومة الشعبية.
أرسل تعليقك