أكدت روسيا أنها لن تسمح بحدوث اشتباكات بين القوات التركية والجيش السوري، بينما تواصل أنقرة عمليتها العسكرية في شمال سورية.
وقال مبعوث موسكو الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف "هذا ببساطة غير مقبول ... وبالطبع لن نسمح به".
ووصف لافرنتيف، في تصريحات للصحافيين، على هامش زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية لأبوظبي، الهجوم التركي بأنه "غير مقبول".
ويقول منتقدون، "إن انسحاب جنود الولايات المتحدة من المنطقة، الذي أعلن الأسبوع الماضي، أعطى تركيا "الضوء الأخضر"".
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على تركيا شملت وزارتي الدفاع والطاقة، ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية، كما أوقف مفاوضات تجارية معها، عقب الانتقادات التي تعرض لها، واتهامه بالتخلي عن الأكراد.
وأكد لافرنتيف أن روسيا توسطت في اتفاق بين القوات الحكومية السورية والقوى الكردية مما سمح بدخول القوات السورية منطقة يسيطر عليها الأكراد.
وأضاف المبعوث، أن المحادثات بين الأكراد ودمشق جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.
وأشار إلى أن هناك اتصالات بين مسؤولين أتراك وسوريين لتجنب أي صراع بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، "إن قواتها، الموجودة في سوريا منذ عام 2015، تقوم بدوريات على "خط الاتصال" بين القوات السورية والتركية".
وأشار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أن قواته غادرت مدينة منبج بشمال سوريا الثلاثاء، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن وحدات من الجيش السوري دخلت المدينة.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ميليس بي كاجينز على تويتر، "إن القوات الأميركية تنفذ انسحابا مخططا له من شمال شرق سورية نحن خارج منبج".
اشتداد المعارك
وقد اشتدت المعارك الثلاثاء، بين مقاتلي تحالف قوات سوريا الديموقراطية والقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، في منطقة رأس العين في شمال شرق البلاد، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مراسل بي بي سي على الحدود التركية السورية، شهدي الكاشف، إن المعارك مستمرة في محور رأس العين، وإن أعمدة الدخان تتصاعد من البلدة، كما سمع دوي انفجارات في أطرافها الشرقية، مضيفا أن القوات التركية تؤكد سيطرتها على ثلاث قرى في محيط البلدة.
ومازالت المعارك في المحاور الغربية لمدينة منبج متواصلة، بين فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا وقوات مجلس منبج العسكري الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، وذلك مع وصول طلائع قوات الحكومة السورية إلى مركز المدينة، وفقا لشهود عيان.
وأفاد مصدر صحافي بوجود حشود عسكرية تركية على تخوم مدينة عين العرب، كوباني، وأنباء عن غارات جوية تركية تستهدف مواقع فيها.
ودخلت القوات التركية والموالون لها قبل ثلاثة أيام إلى أطراف رأس العين، لكنها لم تتمكن من التقدم فيها أمام مقاومة شرسة من قوات سوريا الديموقراطية، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس للأنباء.
ويقول المصدر، "إن مواطنين تركيين قتلا وأصيب 17 آخرون بسبب سقوط قذائف هاون أطلقها مسلحون أكراد على بلدة كيزل تبه الحدودية في ولاية ماردين".
ونقلت الوكالة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، رامي عبد الرحمن، قوله إن قوات التحالف "شنّت ... ليل الاثنين-الثلاثاء هجوماً مضاداً واسعاً على القوات التركية والفصائل الموالية لها قرب رأس العين وتمكنت من استعادة قرية تل حلف القريبة".
وأوضح عبد الرحمن أن "صمود قوات سوريا الديموقراطية في رأس العين ناتج عن التحصينات والأنفاق فيها، فضلاً عن التعزيزات التي لم تتوقف عن الوصول إليها".
العملية التركية
وبدأت تركيا ومقاتلون سوريون موالون لها قبل نحو أسبوع هجوماً على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، تمكنت خلاله من السيطرة على منطقة حدودية واسعة تبلغ حوالي مئة كيلومتر، وتمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة)، وبعمق نحو 30 كيلومتراً.
وتوصل الأكراد، في مواجهة الهجوم التركي، وبعد قرار واشنطن سحب جنودها من مناطق سيطرتهم، إلى اتفاق مع سوريا وحليفتها روسيا، سمح الاثنين بنشر قوات الحكومة السورية في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا.
وأدى الهجوم التركي، بحسب ما يقوله المرصد منذ الأربعاء، إلى قتل نحو 70 مدنياً و135 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية. كما قتل أكثر من 120 مسلحا من الفصائل الموالية لأنقرة.
وقالت تركيا إن أربعة من جنودها قتلوا في سوريا، كما أودت قذائف - اتهمت أنقرة المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية - بحياة قرابة 20 مدنيا.
قد يهمك أيضًا :
مرشح حزب أردوغان يلجأ لـ"حسابه القديم" ترويجًا لنفسه
أرسل تعليقك