واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن رجل الأعمال الأميركي دونالد ترامب رسميًا، الخميس، قبول ترشيحه من الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، متعهدا بالفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات المرتقبة في نوفمبر/تشرين ثان المقبل وموجهًا لها انتقادات شديدة اللهجة، وقال ترامب أمام مؤتمر الحزب الجمهوري الذي اختتم أعماله في كليفلاند "بكل تواضع وامتنان أقبل ترشيحكم لي للرئاسة الولايات المتحدة، وسويًا، سنعيد حزبنا إلى البيت الأبيض".
واعتبر ترامب أن رصيد منافسته كلينتون هو "الموت والدمار والإرهاب" معتبرًا أنها من أوصل الإخوان إلى الحكم في مصر، ومن أضاع الهيبة الأميركية في ليبيا، وحمّل ترامب، كلينتون مسؤولية بروز تنظيم "داعش" وزرع الفوضى في العراق وليبيا وسورية ومصر، منتقدًا أيضا الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران، وقال إن "إيران في طريقها لامتلاك سلاح نووي".
وأضاف ترامب "ماذا لدينا بعد أربع أعوام من هيلاري كلينتون، "داعش" تمددّ في المنطقة والعالم، وليبيا في الحضيض، وسفيرنا وفريقه تركوا للموت بلا حول، هذا إرث هيلاري كلينتون، الموت والدمار والإرهاب والضعف"، كمّا حمّل ترامب، أوباما مسؤولية "الانقسامات العرقية" في الولايات المتحدة، وقال "إن خطاب الرئيس "يفرق الأميركيين على أساس اللون والعرق".
ووعد ترامب بوقف الهجرة من الدول التي "تعاني من الإرهاب"، وهو الذي كان أثار جدلاً كبيرا بشأن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وصرحت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون في تغريدة على تويتر الخميس "نحن أفضل من ذلك"، وذلك خلال إلقاء خصمها الجمهوري دونالد ترامب خطاب تنصيبه الذي حمل فيه بعنف على أدائها على رأس وزارة الخارجية الأميركية.
وشغلت كلينتون حيزًا كبيرًا من خطاب تنصيب ترامب الذي انتقد بشدة أداءها عندما كانت وزيرة للخارجية من 2009 إلى 2013، وسط هتافات الحشد الذي كان يردد "احبسوها"، وشهد مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند الخميس، انقسامات وشرخًا كبيرًا بين المحافظين التقليديين والشعبويين الداعمين لرجل الأعمال الثري دونالد ترامب بعد تتويج الأخير مرشحًا رسميًا للحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وتجلت الانقسامات بانقلاب السناتور تيد كروز على ترامب ورفضه دعم الأخير وسط صيحات استهجان من أنصار رجل الأعمال الثري، وتوقف المراقبون عند مغزى تصرف كروز (45 عامًا)، مشيرين إلى أنه يمثل جيل الشباب فهو أصغر أعضاء مجلس الشيوخ سنًا، وربما يتطلع إلى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية للعام 2020، فمشهد انقسام الجمهوريين الذين يختتمون مؤتمرهم الجمعة، أعاد إلى الأذهان مؤتمر الديموقراطيين في العام 1972 الذي شهد انتفاضة داخلية ضد المرشح جورج ماغفورن أدت إلى خسارته السباق آنذاك أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.
وأحرج انقلاب كروز ودعوته الجمهوريين إلى تحكيم ضمائرهم، المؤسسة الحزبية وأثار غضب أنصار ترامب إلى درجة اقتضت استدعاء حماية أمنية للسناتور الشاب عن تكساس وزوجته هيدي خلال خروجهما من القاعة، وحلّ كروز ثانيًا وبفارق كبير عن ترامب في السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، بعد حملة مريرة حفلت بانتقادات شخصية لرجل الأعمال الثري، ليقابل بهتافات "نريد ترامب" من جانب أنصار الأخير.
وخاطب كروز الناخبين قائلاً: من فضلكم لا تمكثوا في منازلكم في تشرين ثان/نوفمبر، قفوا وقولوا كلمتكم وصوتوا بما تمليه عليكم ضمائركم، صوتوا للائحة المرشحين من أولها إلى آخرها، صوتوا لمن تثقون في أنه سيدافع عن حريتكم ويلتزم الدستور، ورأى مراقبون أن حض الناس على تحكيم ضمائرهم هي بمثابة دعوة إلى سحب الثقة من المرشح الجمهوري، وتعكس رهانًا على خسارة ترامب أمام هيلاري كلينتون، والتمهيد لسباق 2020 الذي بدا كروز عازمًا على خوضه.
وكتب ترامب على "تويتر" لاحقًا إن كروز نكث بوعد قطعاه معنا بتأييد مرشح الحزب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي نفاه سناتور تكساس، مؤكدًا أنه وافق فقط على المشاركة في المؤتمر، ويخلق اختتام مؤتمر الجمهوريين من دون توحيد صفوفهم، أزمة حقيقية أمام ترامب الذي أراد مغازلة اليمين المحافظ من خلال اختياره مايك بنس مرشحًا لمنصب نائب للرئيس، لكن المؤتمر أعطى زخمًا نسبيًا للمرشح الجمهوري، إذ عكست الاستطلاعات تقدم كلينتون بهامش أضيق من السابق على منافسه بمعدل ٤ نقاط، وذلك قبل أن يتوجه ترامب في خطابه فجر الجمعة إلى شريحة أكبر من الأميركيين لجذب المستقلين حول أجندة داخلية وخارجية تنقلب على إدارة باراك أوباما وتنال من سمعة وزيرة الخارجية السابقة.
وستسمي هيلاري مرشحها لنائب الرئيس خلال ساعات في ولاية فلوريدا الحاسمة، وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون يؤيد اختيارها السناتور عن ولاية فيرجينيا تيم كاين، وهو من الخط المعتدل، ومن جذور ريفية ومتدينة ويتقن الإسبانية، ويهدف خيار كاين إلى قطع الطريق على ترامب ومنعه من كسب قفزة في الاستطلاعات بعد مؤتمر كليفلاند، وقبل مؤتمر الديموقراطيين في فيلاديلفيا والذي سيشارك فيه أوباما ونجوم هوليوود ومن بينهم لايدي غاغا.
أرسل تعليقك