أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أنّ حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستهدف الأطفال المقدسيين بشكل ممنهج ومتعمد، سواء بإطلاق الرصاص الحي عليهم خلال عملية الاعتقال بهدف القتل أو من خلال سياسة الاعتقالات الواسعة التي تطالهم.
وأضاف قراقع خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله، اليوم الثلاثاء، بحضور رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب، ووالدة الأسير المقدسي صهيب الأعور، أن الاحتلال يرتكب جرائم علنية وواضحة، والطفولة الفلسطينية تتعرض للخطر الشديد، والدائم، أمام صمت المجتمع الدولي، وعدم تدخل أو ملاحقة قانونية على انتهاك اسرائيل للقانون الدولي، ولاتفاقية حقوق الطفل العالمية"، وأوضح أن سلطات الاحتلال صعدّت من استهدافها للقدس والمقدسيين خلال السنوات القليلة الماضية، ولوحظ أن هناك هجمة منظمة بحق الأطفال المقدسيين بشكل خاص، وتصاعدت حملات الاعتقال للمقدسيين، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، وأشار إلى أنه خلال العام المنصرم 2017 سُجل (2436) حالة اعتقال في صفوف المقدسيين، وهذه تشكل نسبة (36.1%) من اجمالي الاعتقالات خلال العام نفسه، أي أكثر من ثلث اجمالي الاعتقالات خلال العام 2017 كانت من القدس، وان ما سُجل من اعتقالات في مدينة القدس خلال العام 2017 شكل زيادة قدرها (23.5%) عن العام 2016، ولفت إلى أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وفي سابقة خطيرة، حولت سلطات الاحتلال العديد من المعتقلين المقدسيين بينهم أطفال قُصّر الى "الاعتقال الإداري".
وبين قراقع، أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، رصدت اعتقال نحو (1467) طفلا من كافة محافظات الوطن، وأن نصيب القدس كان حوالي (800) طفل، ويشكلون نحو (54.5%) من اجمالي الاعتقالات التي استهدفت الأطفال الفلسطينيين، وأضاف "ان نسبة اعتقال الأطفال المقدسيين خلال العام 2017 شكلت زيادة قدرها (20%) عن العام 2016، شمل اعتقال أطفال، حيث اُعتقل 54 طفلا أقل دون 12 عاما، و 88 امرأة و6 قاصرات، وأصغر المعتقلين طفل عمره 6 سنوات من سلوان، وطفل من حي شعفاط بالقدس عمره 7 سنوات"، وبين، "أن الاحتلال تعمد الاعتداءات الوحشية على المتظاهرين وإصابتهم بجروح بليغة، واستخدام الهراوات والقنابل الصوتية، والغاز، والرصاص، وغاز الفلفل، والمياه العادمة، والضرب المبرح، وهناك شهادات كثيرة تشير إلى تعرض المعتقلين للتعذيب، والتنكيل، والمعاملة القاسية منذ لحظة اعتقالهم، وخلال استجوابهم"، وقال "إن سلطات الاحتلال صعدت من استهدافها لفئتي الأطفال، والشباب، بهدف تشويه مستقبل الأطفال، وتدمير واقع الشباب الفلسطيني".
وتابع أنّه "بالأرقام وخلال رصدنا للاعتقالات والفئات العمرية من المعتقلين الفلسطينيين في القدس نجد أن ما نسبته (70%) من المقدسيين الذين طالتهم الاعتقالات الإسرائيلية خلال العام 2017 كانوا من فئتي الشباب والأطفال (ذكورا وإناثا)، حيث شكلّت نسبة اعتقال الأطفال نحو (32.8%) من مجموع الاعتقالات خلال العام المنصرم، فيما كانت نسبة الشباب الذين تعرضوا للاعتقال وأعمارهم تتراوح ما بين 18-30 عاماً، نحو (37.2%) من مجموع الاعتقالات خلال العام 2017، والفئات العمرية الأخرى شكلت ما نسبته (30%) من مجموع تلك الاعتقالات"، وبين أنه خلال العام الماضي صعدت سلطات الاحتلال من قرارات "الحبس المنزلي"، وأصدرت المحاكم الإسرائيلية نحو (95) قرارا بـ "الحبس المنزلي"، غالبيتها العظمى كانت بحق أطفال مقدسيين، ذكورا وإناثا، وأن هذه القرارات تعتبر بديلا عن السجن وتهدف إلى الإقامة المنزلية وتقييد حرية الأشخاص. وأن هذه القرارات شكلت زيادة قدرها (15.3%)عن العام 2016، وزيادة تصل إلى(50%) عن العام 2015.
واعتبر قراقع، "الحبس المنزلي" إجراءً تعسفياً ولا أخلاقياً ومخالفةً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان تمارسه السلطات الإسرائيلية بشكل ممنهج، كما ويشكل عقوبة جماعية للأسرة بمجموع أفرادها التي تضطر لأن تَبقى في حالة استنفار دائم، حريصة على حماية ابنها من خطر تبعات تجاوزه للشروط المفروضة، وحسب هيئة الأسرى فإن 95 طفلا فرضت عليهم اقامات منزلية، و6 اطفال في مراكز الايواء، و 22 طفلا تم تحويلهم من الحبس المنزلي الى الاعتقال الفعلي، و42 طفلا أنهوا الحبس المنزلي، وأضاف، أنه تم إبعاد 170 مواطنا عن الاقصى، بينهم 14 قاصرا، و15 سيدة، و68 أبعدوا عن البلدة القديمة، و26 عن مدينة القدس بأكملها، و6 مقدسيين منعوا من دخول الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الإبعادات شملت لفترات مختلفة كوادر، وقيادات سياسية، وميدانية من القدس، ويعتبر الابعاد مخالفا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف التي تحظر الابعاد القسري للأشخاص المحميين في المناطق المحتلة وهو يشكل مخالفة جسيمة وفق اتفاقية جنيف الرابعة، وبين قراقع أن السلطات الإسرائيلية صعدت خلال العام 2017 من استهدافها، واعتقالاتها للفلسطينيين، بسبب منشورات، وشعارات، وصور على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، واعتقلت قوات الاحتلال نحو (300) مواطنا فلسطينيا، غالبيتهم من القدس، ومن بينهم نساء، وأطفال، وصحفيين، وكتّاب، وتابع: وجهت لوائح اتهام لبعضهم، وصدرت بحقهم أحكام مختلفة مقرونة بغرامات مالية، بتهمة التحريض، وأن آخرين تم تحويلهم إلى "الاعتقال الإداري" لبضعة شهور دون محاكمة، وفي مرات أخرى اشترطت على بعض المعتقلين، وقبل اطلاق سراحهم الامتناع عن استخدام (الفيسبوك) لفترات هي تحددها.
وقال أبو عصب إن المحاكم العسكرية الإسرائيلية رفعت سقف أحكامها بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة، وخاصة بحق الأطفال، وأصدرت خلال العام 2017 أحكاما قاسية بحق العديد من المقدسيين، كما وفرضت غرامات مالية باهظة عليهم، وأن غالبية الأحكام الصادرة بحق المقدسيين تكون مقرونة بفرض غرامات مالية، فيما كافة الأحكام الصادرة بحق الأطفال المقدسيين تكون مقرونة بفرض غرامات مالية وهذا يشكل عبئا اقتصاديا على ذوي الأطفال، وأوضح، أن سلطات الاحتلال واصلت سياسة الاعدامات الميدانية خارج نطاق القضاء، واعترفت شرطة اسرائيل أنها أعدمت 201 شهيدا عام 2017، دون أن يشكلوا خطرا على الأمن الإسرائيلي، وكان نصيب القدس من الشهداء كبيرا حيث سقط 20 شهيدا، من ضمنهم من تم اعدامه ميدانيا، كالشهداء: محمد أبو غنام، ومحمد شرف، ومحمد لافي، استمرارا للإعدامات المتصاعدة منذ عام 2015 حيث اعدم في القدس عمر الفقيه، وفادي علون، وهديل عواد، وغيرهم.
وأضاف أبو عصب أن القدس وبخلاف المناطق المحتلة في الضفة تسري القوانين العسكرية التي لا تجيز اعادة التأهيل، أو البحث عن بدائل الاعتقال والسجن للقاصرين، ففي القدس المحتلة يتم فرض القانون الاسرائيلي والذي ينص على إعادة تأهيل القاصرين والمعتقلين وبدائل للسجن والاعتقال ولكن منذ عام 2015 جرى تغيير على هذه السياسة أدى الى تشديد معاملة المعتقلين المقدسيين ومنها الاعتقال حتى نهاية الاجراءات والالغاء الفعلي لبدائل اعتقال القاصرين، وتابع: فرضت أحكام عالية على عدد من القاصرين منهم الطفل احمد مناصرة( 14 سنة) حكم 12 عاما، وشروق دويات( 16 سنة) حكمت 16 عاما، نورهان عواد( 16 سنة) حكمت 13 عاما، مصحوبة بغرامات مالية باهظة، وقد شرعت اسرائيل قوانين تجيز اعتقال قاصرين، وزجهم بالسجن، ورفع الاحكام الصادرة بحقهم، ومنها: قانون رفع العقوبات على ملقي الحجارة، والسجن ما بين 5-20 عاما، وقانون محاكمة الاطفال دون سن 14 عاما، وفرض احكام بالسجن عليهم، اضافة الى قوانين تستهدف الشهداء، وعدم اجراء جنازات الدفن مباشرة بعد التسليم بمشاركة بضع أفراد فقط، وقوانين تمنع تسليم الجثامين، ودفنها في مقابر الارقام، وإجراءات تستهدف منع المحررين من إقامة احتفالات استقبال لهم، كما تواصل السلطات الإسرائيلية احتجاز جثماني الشهيدين المقدسييّن فادي قنبر ومصباح أبو صبيح في ثلاجاتها منذ أكثر من عام.
واستعرضت والدة الأسير صهيب الأعور، الظروف الصعبة والمؤلمة التي مر بها نجلها لحظة اعتقاله، والتحقيق معه، وما تعرض له من تنكيل وضرب ومعاملة مهينة وسيئة، وقالت "إن ابنها مر بتجربة الحبس المنزلي، وفرض الاحتلال عليه حبسا منزليا لعدة أشهر، ومنعته من الخروج من البيت لأي ظرف، وحولتنا الى سجانين عليه، وبعدها تم تحويله للاعتقال الفعلي وحكمت عليه بالسجن 4 سنوات ونصف ويقبع حاليا في سجن النقب، وأوضحت، أن نجلها قد فقد جميع اسنانه الأمامية، بسبب تهتك في اللثة بعد خوضه اضراب الكرامة مطلع أيار الماضي.
وأوضحت الهيئة، أن قرابة (650) اسيرا من سكان مدينة القدس يقبعون في السجون، (ما بين حاملي الهوية الزرقاء وسكان ضواحي القدس)، بينهم (70) طفلا ممن يحملون الهوية الزرقاء، و(18) اسيرة مقدسية بينهن خمس جريحات وهن: الأسيرة الجريحة "اسراء جعابيص" من قرية جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة، والأسيرة المصابة "شروق دويات" من قرية صور باهر قضاء القدس، والأسيرة الجريحة "جيهان حشيمة" من قرية العيسوية، والجريحة "مرح باكير"، والفتاة الجريحة القاصر" نورهان عواد" من مخيم قلنديا شمال القدس ، كما أن (6) أسرى من القدس مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل، وان (4) منهم معتقلين منذ ما قبل أوسلو والذين كان من المفترض اطلاق سراحهم عام 2014 ضمن الدفعة الرابعة، وهم: سمير أبو نعمة والمعتقل منذ 20-10-1986، ومحمود عيسى والمعتقل منذ 3-6-1993، ومحمود شماسنة ومعتقل منذ 12-11-1993، وعبد الجواد شماسنة والمعتقل منذ 12-11-1993، وأيمن سدر والمعتقل منذ 13-5-1995، وأكرم قواسمي والمعتقل منذ 27-3-1996.
ويعتبر الأسير سمير أبو نعمة المعتقل منذ أكثر من واحد وثلاثين عاما هو عميد أسرى القدس وأقدمهم، وحسب البيان، (7) أسرى من القدس يحملون الهوية الزرقاء، وتحرروا في صفقة "وفاء الأحرار" (شاليط) أعيد اعتقالهم، وأعادت سلطات الاحتلال الأحكام السابقة بحقهم، وهم: علاء البازيان، وعدنان مراغة، ورجب طحان، واسماعيل حجازي، وجمال أبو صالح، وسامر العيساوي، وناصر عبد ربه، وأشار إلى أن (17) اسيرا من القدس استشهدوا في سجون الاحتلال جراء التعذيب والاهمال الطبي منذ العام 67. كما قدمت القدس (17) شهيدا من أسراها خلف القضبان، جراء التعذيب والاهمال الطبي، كان أولهم الشهيد الأسير قاسم أبو عكر، والذي استشهد في أقبية التحقيق في سجن "المسكوبية"، بتاريخ 23 آذار/مارس عام1969، وتبعه الحاج رمضان البنا، واسحق مراغة، وعمر القاسم، ومصطفى عكاوي، وحسين عبيدات، ومحمد أبو هدوان، وجمعة موسى، وغيرهم.
أرسل تعليقك