طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، باستخدام كل أوراق الضغط من أجل حماية القدس عاصمة دولتنا الأبدية، ودعم المقدسيين الذين يواجهون سياسات وإجراءات دولة الاحتلال الإسرائيلي والصهيونية العالمية بمفردهم، خاصة في ظل التهديدات الأميركية لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأكد الزعنون، في كلمة فلسطين في المؤتمر السادس لدعم صمود الشعب الفلسطيني المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، الثلاثاء، أن شعبنا في كل مدنه وقراه ومخيماته يدافع ليس فقط عن مقدسات المسلمين والمسيحيين، بل يدافع عن كرامة هذه الأمة.
وشدد على مركزية القضية الفلسطينية للعرب والمسلمين ولأحرار العالم، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، فلا أمن ولا سلام في المنطقة بل بالعالم بأسره دون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، مؤكدا على الموقف الرسمي الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ورافضا التدخل في شؤوننا الداخلية من أي طرف.
وأضاف الزعنون في كلمته، أن القدس في خطر حقيقي، فسياسات التهويد الصهيونية تفتك بالمدينة المقدسة وتنال من هويتها العربية والإسلامية، فهي تحتاج من يدعم صمودها ولا تحتاج إلى مزيد من المطالبات والمناشدات والبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
وقال الزعنون إن نتنياهو وترامب اتفقا على دفن حل الدولتين، والسماح لإسرائيل بالاستفراد بشعبنا ونحن في دولة فلسطين نرفض هذا الأمر جملة وتفصيلا، فقد استطاعت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس خلال السنوات الماضية، إفشال مخططات نتنياهو وعصابته وفرض عزلة دولية على الاحتلال، واستجابت الكثير من الدول لرؤيتنا لحل الصراع، لكن مع وصول الرئيس ترامب بدأ نتنياهو يطالب بحكم ذاتي وسلام اقتصادي فقط للفلسطينيين وإسقاط حل الدولتين، فأقر الكنيست القوانين العنصرية التي من شأنها النيل من حقوق شعبنا، كقانون شرعنة الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية.
وطالب الزعنون بالإسهام ودعم جهود المجلس الوطني الفلسطيني لتعليق عضوية الكنيست الإسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي، بسبب القوانين العنصرية التي يسنها ولمخالفتها للقانون الدولي والمواثيق الدولية.
وثمّن كل المواقف الحازمة من برلمانات العالم والاتحاد البرلماني الدولي والذي طالب الكنيست الإسرائيلي بإلغاء قانون التسوية، معتبرا إياه تهديدا خطيرا للجهود المبذولة لتأمين حل سلمي للصراع في منطقة الشرق الأوسط بما فيه حل الدولتين الذي التزم به الطرفان بدعم قوي من المجتمع الدولي، وسيؤدي أيضا إلى عدم استقرار المنطقة بأسرها وإضعاف الأمن فيها، كونه لا يتناسق مع القانون الدولي والاتفاقات الناظمة بين الدول حسب قرار مجلس الأمن 2334 المدين للاستيطان.
ودعا الزعنون لدعم الجهود الفلسطينية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالاستيطان وتفعيل آلياته لوضع حد للاستمرار في بناء المستوطنات في أراضي دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية، وفرض عقوبات اقتصادية على الكيان المحتل ومؤسساته وبنوكه، ودعم جهود حملات المقاطعة الدولية للاحتلال خاصة حملة المقاطعة الدولية .(BDS)
كما دعا إلى الضغط على بريطانيا لإلغاء الحفل الذي تنوي تنظيمه لمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم بمشاركة رسمية إسرائيلية، وبدلا من ذلك يجب عليها تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني على خطيئتها، وتصويب الخطأ، والظلم التاريخي الذي ترتب على ذلك الوعد الاستعماري، والاعتراف بدولة فلسطين، وبحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة، وتعويض الشعب الفلسطيني عن الإضرار التي ترتبت على الكارثة الإنسانية التي تسبب بها ذلك الوعد الاستعماري المشؤوم.
وأكد الزعنون على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة، باعتباره حقا مقدسا ووجوديا لنا للبقاء في أرضنا والدفاع عنها، فالحجر مقاومة، والكلمة مقاومة، ورفع العلم الفلسطيني بوجه المحتل يوميا مقاومة، والخيارات مفتوحة أمام شعبنا .
وبخصوص الشأن الداخلي الفلسطيني، أشار الزعنون إلى نتائج اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي شاركت فيه كل فصائل العمل الفلسطيني بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وقوات الصاعقة والقيادة العامة، حيث تم الاتفاق على عقد دورة جديدة للمجلس الوطني يسبقها تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية .
ودعا الزعنون المجتمعين لدعم قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتفعيل كل الآليات لمواجهة الاستيطان بما فيه دعوة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق قضائي بشأن جرائم الاستيطان بشكل فوري، إلى جانب العمل على تعليق عضوية الكنيست في الاتحادات والجمعيات البرلمانية الدولية والإقليمية.
واستعرض في كلمته المعاناة المستمرة لأبناء شعبنا في قطاع غزة، واستمرار الحصار الإسرائيلي الظالم ما جعل القطاع يعيش في أزمة إنسانية، داعيا لسرعة العمل على إنهاء هذا الحصار. وقال إن الوضع في الضفة الفلسطينية كذلك ليس أصلح حالا من القطاع، فالحواجز وجدار الفصل العنصري والمداهمات والاعتقالات تجري يوميا فيها.
واستعرض الزعنون معاناة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي تزدحم بآلاف المعتقلين الفلسطينيين رجالا ونساءً وأطفالا، فهناك 350 طفلًا و170 فتاة وامرأة، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم، حيث أصبح ملف الأسرى الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وشكر الزعنون في كلمته الجمهورية الإيرانية ومرشدها علي خامئني، ورئيس الجمهورية الإسلامية حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، على مبادرتهم لدعم صمود الشعب الفلسطيني لتنظيم هذا المؤتمر في ظل استغلال الاحتلال الإسرائيلي لحالة التردي في العالمين العربي والإسلامي، وعلى ما قدموه من دعم لفلسطين ولشعبها.
أرسل تعليقك