القدس المحتلة ـ ناصر الا سعد
نشر مراسل القناة العبرية الثانية، عميت فلدمان، تقريرًا بعنوان "سكان غزة يتحدثون، لحظات قبل الانهيار التام" تناول الأوضاع في قطاع غزة المحاصرة، وما يمكن أن تؤول إليه في المستقبل القريب وجاء في التقرير أنّ "الأمم المتحدة كشفت عن تقرير قدّم نظرة فاحصة على ما يجري في قطاع غزة، مشيرًا إلى الضائقة القاسية التي يعيشها السكان المدنيون تلك الضائقة التي وصلت حدود الأزمة الإنسانية، حيث تحدث بعض سكان غزة المزدحمة والمريضة عن حياتهم اليومية غير المعقولة والتي لا يمكن احتمالها، ترتبط حياتهم بمطلقها بمصادر مياه ستصبح قريبًا غير صالحة للاستخدام البشري وبساعتين أو 4 ساعات يوميا من الكهرباء هناك مؤسسات طبية مزدحمة ومثقلة بالضغوط ومهددة بالانهيار تحت الحمل الثقيل"، وتتحدث الأرقام عن معاناة أكثر من نصف سكان قطاع غزة "أكثر من مليون نسمة" من عدم وجود امن غذائي فيما يصنف 60% من شباب القطاع كعاطلين عن العمل".
وأضاف فلدمان أنّ منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة روبرت باير حذّر من ازدياد "التهديدات بتصعيد جديد ومدمر فيما تتراجع فرص المصالحة الفلسطينية الداخلية ومعها فرص تحقيق السلام مع إسرائيل وقد أصبحت غزة في ظل ساعتين من الكهرباء يوميا مكانا لا يصلح للعيش فيه" ويحاول أحد سكان غزة، عماد شلايل، الذي يصارع الأزمة الإنسانية ويحاول مواجهتها وفيما مضى كان يملك محلًا لبيع الأدوات الرياضية لكنه اليوم لا يبيع سوى الأدوات المتعلقة بأزمة الطاقة، "اليوم لا نبيع سوى البطاريات وأجهزة الشحن وفقط الأغنياء من يحصلون على الكهرباء بشكل دائم فهم يملكون الضوء والمراوح والثلاجات والتلفزيونات ويتصلون بالإنترنت، لم أتسبب بأي شر أو سوء لأي إنسان استحق عليه كل هذا العقاب أنه أخطر وضع عشته في حياتي وهو يسير نحو مزيد من السوء والتدهور".
"لا يوجد أي فرق حتى أننا لا نعرف من نتهم حماس؟، إسرائيل؟، أبو مازن؟" تساءل أيمن ناصر احد سكان مخيم الشاطئ للاجئين فيما يحاول صديقه اشرف أن يفهم ماذا يريد الزعماء ويقول " كل شيء سياسة ونحن ليس اكثر من أدوات لعب أبو مازن لا يعاقب حماس بل يعاقب 2 مليون فلسطيني قادة حماس يملون مولدات كهربائية كبيرة وهم يعيشون في ظروف جيدة ولا يعاني غير الفقراء والفقراء فقط".
وتحتاج غزة إلى 430 ميغاوات من الكهرباء لتتمكن من تلبية الاحتياجات اليومية لسكانها وتنتج محطة توليد الكهرباء المحلية 60 ميغاوات يوميا لكن الوقود اللازم لتشغيلها غير متوفر ونشرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي تقريرا خاصا بمناسبة مرور عشر سنوات على حكم حماس في قطاع غزة، وجزم هذا التقرير بتحول غزة إلى مكان غير صالح للعيش البشري خلال 3 سنوات، ورغم التحذير الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 2012 تواصل غزة السير في طريق عدم التنمية والتطور وهذا الانهيار يحدث في العديد من القطاعات بشكل أسرع مما توقعت الأمم المتحدة، حسب تعبير التقرير.
وفحص التقرير الخاص المذكور أوضاع عدة قطاعات ومجالات مثل الارتفاع في نسبة البطالة التي تلامس هذه الأيام حدود 42%، نقص العيادات والأطباء، نضوب مياه الآبار ومصادر المياه، فيما قال المسؤول عن صياغة التقرير أن سيطرة "حماس" العنيفة على غزة وثلاث جولات من الحرب دمرت البنى التحتية الحيوية وكذلك فعلت مع الاقتصاد المحلي وازداد عدد سكان غزة منذ نشر الأمم المتحدة التقرير الأول عام 2012 بـ 400 الف نسمة ويصل عدد سكانها حاليا حولي 2 مليون نسمة فيما تتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ عدد سكان غزة عام 2030 حوالي 3 ملايين نسمة.
أرسل تعليقك