قتل مواطنان وأصيب 4 آخرين في انفجار سيارة مفخخة، مساء السبت، وسط مدينة الرمادي "مركز محافظة الأنبار"، وانتقد عضو اللجنة الأمنيّة في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات "ضعف الإجراءات الأمنية في مدن المحافظة"، مشيرًا إلى أنّ "التفجير وقع بالقرب من دائرة جوازات مدينة الرمادي، تنظيم "داعش" يسعى بين فترة وأخرى إلى تحقيق خروقات وتفجيرات في مدن محافظة الأنبار، لإرباك الوضع الأمني في المحافظة، وأن يجعلها بدائرة الخطر بشكل مستمر، ولا ترقى الخطط الأمنية المتبعة لتحصين مناطق المحافظة إلى مستوى الطموح، وأنّ أعداد عناصر الشرطة في المحافظة قليلة جدّاً قياساً بمساحتها الشاسعة"، ومطالباً الحكومة بـ "زيادة أعداد عناصر الشرطة المحلية وتوزيعهم على مناطق المحافظة، مع وضع خطط أمنية مناسبة لتحركاتهم، لأجل السيطرة على المناطق وإحباط مخططات "داعش".
وأشار بركات إلى أنّ "المحافظة يجب أن تكون عصيّة على التنظيم، ويجب أن تحبط كافة المحاولات التي يحاولها التنظيم لإرباك مشهدها الأمني"، مؤكداً على "أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين القوات المحلية وقوات العشائر بالتصدي لأي تحدٍ يواجه المحافظة، مع ضرورة تفعيل الجهد الاستخباري لإحباط الهجمات التي يخطط لها "داعش"، وتطالب حكومة الأنبار بتحرّك عسكري لتحرير ما تبقى من المناطق الغربية للمحافظة، والتي تشكّل خطراً، لكنّ معركة الموصل وما تسببت به من نقص بأعداد القطعات المقاتلة في الأنبار حال دون ذلك، ما منح التنظيم فرصة لشن هجمات مباغتة بمناطق متفرقة منها.
وشنّت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 20 غارة على مواقع ومسلحي "داعش" في سورية والعراق خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وكشفت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف، أنها نفّذت 14 غارة جوية ضد مواقع التنظيم في سورية قرب مدينتي الرقة وتدمر، إضافة إلى 6 غارات قرب مدن بيجي والموصل وراوة.
وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، السبت، عن فرض إجراءات أمنية مشددة في عموم مناطق الرمادي تحسبا من وقوع هجمات محتملة قد ينفذها تنظيم "داعش" مستغلا الظروف المناخية الصعبة، مضيفًا أن" عناصر تنظيم "داعش" دائما يعملون في الظلام ويستغلون الظروف المناخية الصعبة وانعدام الرؤيا في بعض المناطق جراء سقوط الأمطار الغزيرة مما تطلب رفع درجات الحيطة والحذر وتشديد الإجراءات الأمنية في الرمادي تحسبا من وقوع هجمات محتملة، وعزّزت القوات الأمنية بكافة صنوفها تواجد عناصرها في نقاط التفتيش ومداخل الرمادي مع تسيير دوريات أمنية وعسكرية للمراقبة والرصد لمعالجة اي خرق امني قبل حدوثة وحماية امن المدنيين، وستضرب القوات الأمنية بيد من حديد تنظيم "داعش" ومنعهم من تنفيذ هجمات ضد الأبرياء كون الأنبار محررة ولن يعود الى تنظيم "داعش" وفكرهم".
وخرجت القطعات العراقية من حالة الجمود الذي اعتراها في كافة محاور القتال، والتي استمرّت لعدة أيّام في بعضها، وقاربت الشهر في محاور أخرى، لتبدأ في محاولة التقدّم نحو مركز مدينة الموصل، بدعم ومشاركة من القطعات الأميركية، بينما تؤشّر الوقائع الميدانية إلى تخطيط تنظيم "داعش" للالتفاف على القطعات المقاتلة، ومهاجمة المناطق المحرّرة، وطالب مسؤولون بتوفير الحماية الكافية لتلك المناطق، وعدم منح التنظيم فرصة السيطرة عليها مجدّدًا، ويراقب أهالي الموصل والمسؤولون العراقيون، بحذر، الخطوات التي ستقوم بها القطعات العراقية، والتي بدأت بتطبيق خطة جديدة لتحرير ما تبقى من مناطق الساحل الأيسر من المدينة، معولين كثيرًا على نجاح تلك القطعات بخطتها وإحراز تقدّم نحو المدينة.
وكشف ضابط في قيادة معارك الموصل إلى "العرب اليوم" أنّ "القطعات العراقية استأنفت المعارك العسكرية لتحرير الأجزاء والمناطق المتبقية من الساحل الأيسر من الموصل"، مبينًا أنّها خاضت اليوم معارك شرسة في المحور الشمالي للمعركة، والذي "توقفت معاركه منذ فترة طويلة"، موضحًا أنّ "القطعات تقدّمت بتنسيق وغطاء جوي من قبل طيران التحالف الدولي، نحو أهدافها في المحور"، مبينًا أنّ "قطعات مكافحة الإرهاب والفرقة 16 من الجيش العراقي تقدّمت في عدد من القرى القريبة من منطقة الهياكل، وخاضت معارك عنيفة مع التنظيم، واستطاعت إرغامه على التراجع، وأن تلك القطعات تتوغل حاليًّا في عمق المناطق المتبقية في المحور الشمالي، كما تقوم بتطهير وتفتيش المناطق المحررة من جيوب عناصر "داعش" ، مشيرًا إلى "مشاركة عسكرية أميركية من خلال تواجد وحدات صغيرة من القوات الأميركية المقاتلة في المحور الشمالي والمحور الشمالي الشرقي، وأن المدفعية الأميركية شاركت بضرب عدد من أهداف التنظيم".
والتف تنظيم "داعش" على القطعات العراقية في المحور ذاته، وهاجم مناطق محرّرة، مشتبكًا مع القطعات العراقية المتبقية فيها، وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، إنّ "التنظيم شنّ هجومين كبيرين على القطعات العراقية في المناطق المحرّرة شمال الموصل"، مبينًا أنّ "الهجومين المتزامنين استهدف أحدهما أكاديمية الشرطة العراقية، والتي تسيطر عليها القطعات العراقية، وأن الهجوم نفّذه التنظيم بعدد من الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم بالقطعات العراقية، وأعقبه اشتباك بين عناصر التنظيم والجيش، واستهدف الهجوم الثاني القطعات العراقية في منطقة الزيتون في المحور الشمالي أيضًا".
وحذّر النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، من خطورة التفاف "داعش" على المناطق المحررة في الموصل"، مشيرًا إلى أنّ "الركود في جبهات القتال في الموصل كان بسبب تغيير الخطط الهجومية للقطعات العراقية"، ومبينًا أنّ "المعطيات الميدانية التي سجّلت في ساحة المعركة أشرت إلى حاجة ملحة لتغيير خطط الهجوم، ما أجبر القطعات على تأخير هجماتها لفترة من الزمن لمراجعة خططها وتحديثها حسب ما تراه مناسبًا، التحرك الأخير في محاور القتال، سيسهم بحسم سريع للسيطرة على ما تبقى من مناطق الساحل الأيسر، والتي ما زالت تحت سيطرة "داعش""، الأمر الذي سيقوي من عزيمة القطعات العراقية ويتسبب بانهيار معنويات "داعش"، ما سيسهل من معارك الساحل الأيمن".
وأكد الجربا أنّ "عدم تقسيم المهام بشكل صحيح حتى الآن، منح "داعش" فرصة التقدم والالتفاف ومهاجمة تلك المناطق"، داعيًا إلى أن "يكون هذا الملف بعد التحرير منوطًا بقطعات الشرطة المحلية، بعد زيادة عددها، والذي لا يتجاوز حاليًّا 9000 شرطي فقط، وهم موزعون على القطعات، زيادة أعداد الشرطة ستوفر دعمًا كافيًا للقطعات العراقية، وستوفر الحماية المطلوبة لتلك المناطق، لتقوم كل جهة بمسؤوليتها وواجبها، ولا يكون هناك إهمال بواجب معين، ولا تترك أي فرصة لداعش ليستغلها".
وشهدت الساحة الأردنية لقاءات مكثّفة بين المسؤولين الأردنيين وقادة سياسيين عراقيين أكثرهم من السنة، للتوسّط لإدراج مشروع التسوية والمصالحة في أعمال القمة العربية المرتقبة في عمان، وأكّدت مصادر مقربة من تحالف القوى الوطنية اكبر الكتل السنية السياسية أن المجتمعون مع الملك الأردني طالبوا بإدراج التسوية الوطنية على جدول أعمال القمة العربية المزمعة في عمان للحصول على ضمانات عربية لتنفيذها في مواجهة التحالف الوطني العراقي، وطالب رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ورئيس القائمة العربية صالح المطلك بضمانات أردنية وعربية لتنفيذ فقرات التسوية بحذافيرها، وهو أمر رفضه التحالف الوطني، مؤكدًا عبر مصادره ان العرب لا شان لهم ولا لغيرهم بهذا الموضوع ,كما لا يحق لأي دولة في العالم التدخل لأنه شان عراقي محض.
وأفادت المصادر، أن مباحثات ملك الأردن تركّزت على سبل إنجاح مشروع التسوية الوطنية التاريخية الذي يروج له التحالف الوطني العراقي ويتحفظ عليه تحالف القوى الوطنية وائتلاف العراقية ، مطالبين بضمانات إقليمية وإشراف أممي على تنفيذه، مشيرين إلى أنّه بحاجة إلى تعديلات للوصول إلى مصالحة مجتمعية حقيقية، وأن القادة المعترضين على المشروع طرحوا على الملك الأردني إمكانية حصول الأردن على ضمانات من التحالف الوطني على تنفيذ المشروع بشكل ضامن لحقوق جميع العراقيين بعيدا عن الطائفية والمحاصصة السياسية والطائفية والقومية ، وعدم جعل المشروع مجرد حبر على ورق لا يطبق على ارض الواقع مثل العديد من المبادرات المشابهة.
وأكّد المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، أن المباحثات التي أجراها النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، مع ملك الأردن عبد الله الثاني، تناولت تعزيز وترتيب الوضع العراقي، مشيرًا إلى أن المذكورين لبوا دعوة من ملك الأردن وعقدوا معه اجتماعا مهما معه، تناول الحرب ضد الإرهاب وتطورات معركة تحرير الموصل، والوضع السياسي في العراق والمنطقة عموما، ونتائج الانتخابات الأميركية والإدارة الجديدة، كما بحث اللقاء العلاقات العربية ومواضيع مؤتمر القمة العربي المقرر عقده في الأردن، وتطورات الوضع في سوريا، والتداعيات المحتملة، وبحث موضوع تعزيز وترتيب الوضع العراقي بما يؤكد على حقوق الجميع، واستمع ملك الأردن إلى شرح مفصل قدمه القادة العراقيون، وكانت الآراء متفقة على ضرورة التعاون والتكاتف لحل الأزمات وبناء علاقات متينة عمادها مصلحة الشعبين العراقي والأردني".
واستقبل الملك عبدالله الثاني، الاثنين الماضي، نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، وبحث معه التطورات الراهنة على الساحة العراقية، وجرى، خلال اللقاء، التأكيد على أهمية إعادة بناء مؤسسات العراق وتعزيز وحدته وتحسين البيئة السياسية من خلال انخراط جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية، والحد من التدخل الخارجي في شؤونه، وأكد الملك، "أن الأردن سيعمل خلال ترؤوسه للقمة العربية على تقديم جميع أشكال الدعم للعراق، وبناء مشروع عربي يدعم العراق في المرحلة المقبلة ، لافتًا إلى ضرورة وصول مختلف شرائح الشعب العراقي إلى رؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل".
وبحث رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، مع نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية جواد العناني العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، وكشف مصدر في التحالف الوطني ، عن عدم قناعة قيادات حزب الدعوة بشقيها نوري المالكي وحيدر العبادي بوثيقة التسوية السياسية التي تبناها رئيس التحالف عمار الحكيم، مشيرًا إلى أن "حيدر العبادي انضم إلى الجبهة غير المقتنعة بمناقشة الوثيقة في الوقت الحاضر والتي تناقش في اروقة الساسة السنّة والكرد حاليا مبينا ان "العبادي والحكيم بحثا الورقة في وقت سابق، ولم يكن العبادي مقتنعا بمبدأ التسوية السياسية بقدر قناعته بضرورة إجراء مصالحات بين العشائر السنية المتخاصمة لحل النزاعات المحتملة في المناطق المحررة " وهو ما صرح به علانية في اطار ما اسماه المصالحة المجتمعية .
وأضاف المصدر ، أن "الحكيم تبنى الوثيقة، وهو حاليا يفاوض فيها باسم التحالف الوطني، بعد ان تم التصويت من قبل معظم اطراف التحالف على الوثيقة بضغط إيراني"، موضحًا أن "ايران هي من دعت الأطراف الشيعية إلى تمشية الوثيقة من أجل كبح جماح الخلافات المحتمل وقوعها بعد مرحلة تحرير الموصل، وقرب الانتخابات البرلمانية المرتقبة"، وسبق ان اجتمع رئيس التحالف عمار الحكيم مع العاهل الأردني لاطلاعه على مضمون وهدف مشروع التسوية الوطنية في العراق الذي طرحه التحالف الشيعي، وكان يان كوبيش رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" قد بحث في عمان مع شخصيات عراقية، مشروع التسوية الذي ينص على ان تطرح البعثة الصيغة النهائية لهذه التسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية بدعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية
أرسل تعليقك