قوات البحرية الإسرائيلية تهاجم سفينة زيتونة وتتمكّن من السيطرة عليها

أفادت وسائل إعلام عبرية مساء الأربعاء أن قوات البحرية الإسرائيلية تمكّنت من السيطرة على سفينة زيتونة لكسر الحصار عن غزة، قبالة شواطئ غزة، وطالبت ركابها بمرافقتهم إلى ميناء اسدود.
وكان الاتصال بالسفينة والمشاركين فيها قد انقطع قبل بدء الهجوم، فيما كانت الأمور تسير قبلها بشكل جيد ووفقا لما هو مخطط. وكانت صحيفة معاريف العبرية، قد أكدت أن مصادر عسكرية أبلغتها بأنها ستعترض السفينة وستعتقل جميع المتضامنين على متنها وستحيلهم للتحقيق. وفي وقت سابق أكّد زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن الحملة الأميركية للتضامن مع غزة أبلغت السفارة الأميركية في "تل أبيب" بضرورة الضغط لوقف أيّ اعتداء على السفينة، إلّا أن السفارة أبلغتهم أن لديهم معلومات بأن قوات الاحتلال ستعترض السفينة، وإذا لم تقبل المشاركات بالتوجه لميناء "أسدود" فإنها ستجبرهم على ذلك.
 
ولم تجد مناشدات البيراوي للجهات المؤثرة أنه الوقت المناسب للتحرك، ومنع "اسرائيل" من القرصنة البحرية ضد الناشطين الذين يتوجهون لفك الحصار عن غزة أي جواب. ودعا مكتب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة في الجزائر، اليوم الأربعاء، الدول التي لها رعايا على متن سفينة "زيتونة" النسوية المتوجهة نحو القطاع للتحرك بشكل عاجل لمنع جريمة إسرائيلية محتملة ضد المتضامنات بعد تحرك سفن حربية إسرائيلية تجاهها.
وتواردت أنباء مساء اليوم الأربعاء عن تحرك زوارق حربية إسرائيلية للسيطرة على سفينة "زيتونة" في عرض البحر، وبدأت التشويش على أجهزتها، بحسب مصادر إعلامية. وجاء في بيان للجنة ، "ندعو جميع الدول التي لها رعايا على متن سفينة زيتونة للتحرك العاجل لمنع جريمة إسرائيلية متوقعة بحقها ومن عليها من ناشطات بعد رصد تحرك سفن حربية بالمياه الإقليمية لمنعها من مواصلة طريقها نحو غزة".
وتابع "هذا التصرف الإسرائيلي قرصنة بحرية مخالفة للقوانين الدولية واعتداء على متضامنات لا يشكلن أي خطر على إسرائيل كما أنه خرق للحصانة البرلمانية نظرا لتواجد برلمانيات على متن السفينة". ودعا البيان "الدولة الجزائرية للتدخل لدى الدول الصديقة التي لها تأثير على دولة الاحتلال (إسرائيل) لمنعها من اعتقال البرلمانية (الجزائرية) سميرة ضوايفية وبقية المتضامنات".
واعتبرت اللجنة أن الاعتداء على هذه البرلمانية هو اعتداء على الشعب الجزائري وعلى كل الشعوب العربية. والبرلمانية سميرة ضوايفية هي نائب بالمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) عن حركة مجتمع السلم وهي أكبر حزب إسلامي في الجزائر. وأبحرت سفينة "زيتونة" 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، من ميناء "مسينة" بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، تحمل على متنها 30 ناشطة من جنسيات مختلفة.
وهناك سفينة "أمل" التضامنية، من المقرر أن تبحر في وقت لاحق، من ميناء "مسينة" الإيطالي، في طريقها إلى غزة، بعد أن تأجل إبحارها جراء خلل فني، دفع القائمين على تنظيم الرحلة إلى استبدال السفينة بأخرى، ويتوقع أن تحمل 13 متضامنة. وتهدف السفينتان، وفق "التحالف الدولي لأسطول الحرية" إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وتسليط الضوء على معاناة سكان القطاع التي حوّلها الحصار إلى "سجن مفتوح".
من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن سفينة "زيتونة" التضامنية مع قطاع غزة، والتي تحمل ناشطات وحقوقيات من دول شتى، تظهر مدى هشاشة وضعف تأثير الأنظمة العربية والدولية، وتقصيرها في دعم القضية الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق بحصار غزة. وقال الشيخ خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، إن "سفينة زيتونة النسوية المتوجهة إلى غزة، فرصة للتأشير على معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر، ومحاولة لكسر الصمت المريب من حولنا".
ورحبت حركة الجهاد الإسلامي، بكل جهد شعبي يهدف إلى نصرة الشعب الفلسطيني، ووجهت التحية للناشطات على متن سفينة زيتونة. وأضاف الشيخ عدنان: سفينة زيتونة و أي جهد شعبي عربي أو دولي لكسر الحصار عن غزة يظهر مدى التقصير و الصمت الرسمي العربي و الدولي تجاه حصار غزة"، داعيا إلى مواكبة ومراقبة اقترابها من شواطئ غزة فلسطينيا و عربيا ودوليا بجمهرات شعبية رفضا للاحتلال وحصاره لغزة "مع تغليب التوقع باعتراض زوارق الاحتلال لها وقرصنتها كما حصل مع سفينة "مافي مرمرة" التركية".
 
ويترقب الفلسطينيون بقطاع غزة وصول سفينة زيتونة التي باتت لا تبعد عن شواطئ غزة إلا بضع عشرات من الأميال، بينما تحرّكت طرادات بحرية عسكرية إسرائيلية باتجاه المياه الدولية لمنع "زيتونة" من متابعة طريقها إلى غزة. وتظاهر العشرات من الطلاب والطالبات الخريجات في مرفأ الصيادين على شاطئ بحر غزة (ميناء غزة) وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية والبالونات التي تحمل صور المتضامنات على متن سفينة زيتونة استعدادا لاستقبال السفينة التي تقول التقارير عنها باتت تبعد 50 ميلا بحريا عن المياه الإقليمية للقطاع. وقد اعتبرت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" المنظمة لهذه السفينة، "هذا التصرف الإسرائيلي قرصنة بحرية مخالفة للقوانين الدولية، واعتداء على متضامنات سلميات لا يشكلن أي تهديد لدولة الاحتلال.