القدس المحتلة -ناصر الاسعد
أكد العديد من المواطنين والمزراعين أن قوات الاحتلال تعمد منذ مطلع الشهر الفضيل على إطلاق النار باتجاه المواطنين ومن بينهم عشرات الأطفال خلال قضائهم الساعات التي تسبق موعد الأفطار أو الأمسيات الرمضانية وسط المزارع شمال بلدة بيت لاهيا، ومحيط قرية أم النصر.
وقال مزارعون وقاطنون في تلك المنطقة، إن قوات الاحتلال تواصل الاعتداء على تجمعات المواطنين الذين يقضون أوقات المساء، في جني الثمار أو صيد الطيور أو التنزه، وأوضح المزارع محمد غبن، 33عامًا "غالبًا لا يسفر إطلاق النار عن وقوع إصابات، لكن الأعيرة النارية تنغض على المواطنين وتصل إلى منازل قريبة".
ويستخدم بعض المواطنين ومنهم فتية وأطفال، عربات لجمع ثمار الخضروات ونقلها خلال الأمسيات، وأبرز غبن، أن العشرات من المواطنين يتوجهون إلى تلك المناطق الواسعة في الساعتين الأخيرتين من النهار، أي ما قبل الإفطار، لغرض التنزه وقضاء الوقت بين المزارع والحقول، إلا أن قوات الاحتلال المتمركزة خلف سواتر أسمنتية تحاول إبعادهم عن المكان عبر إطلاق النار".
وامتدت اعتداءات الاحتلال إلى قرية أم النصر "القرية البدوية"، حيث أكد مواطنون أن قوات الاحتلال أقدمت على إطلاق النار نحو الأطفال أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية، وقال الشاب عرفان أبو شغيبة، 30عامًا "يحاول عدد قليل من الأطفال قضاء ساعات الصوم الأخيرة من نهار رمضان في اللهو على التلال الرملية وهو ما يقابله إطلاق نار من الاحتلال"، مضيفًا "تتعرض حياة المدنيين في تلك المنطقة للخطر، إذا ما فتحت قوات الاحتلال نيرانها".
ويذكر أن تلك المناطق الحدودية لا تشهد أي فعاليات لمسيرات العودة وتعتبر غير مخصصة لأعمال الاحتجاج المواجهة مع قوات الاحتلال، وأوضح أبو شغيبة، الذي يقيم في الجزء الشمالي للقرية البدوية، أنه في حال لاحظ الاحتلال اقتراب الصبية، ووجود أشخاص في المنطقة التي تفصل القرية عن الجدار، فإن المنطقة لا تُعد آمنة، وسيتعرض السكان لإطلاق أعيرة نارية قد تصل لمنازلهم.
ويجد الأطفال من "القرية البدوية" لا سيما المقيمين في أطرافها الشمالية والغربية، ضالتهم في اللهو في أماكن خالية سواء بالكرة أو بالطائرات الورقية، أو حتى بالتجول لتمضية الوقت، والتسلية، مبتعدين عما تشكله أحواض الصرف الصحي الواقعة عند الطرف الجنوبي لقريتهم، من مخاطر وتلوث بيئي. لكنهم يصطدمون بعراقيل الاحتلال، الذي يقيد حريتهم في المنطقة الوحيدة التي تعد متنفسًا لهم.
أرسل تعليقك