دمشق ـ نور خوام
نفذّت طائرات حربية روسية، غارات مكثفة على مناطق في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، حيث استهدفت أماكن في قرى جسر بيت راس والزيارة والسرمانية والحمرا والشريعة والحويز والتونة، ولم ترد معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في بلدات مورك وكفرزيتا واللطامنة بالريف الشمالي لحماة.
ولا يزال الغموض يلف الظروف التي قضى فيها قياديان اثنان شقيقان في جيش الإسلام، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القياديين محمد الأجوة ونعمان الأجوة، أحدهما المسؤول المالي العام لجيش الإسلام، والمسؤول الإداري العام لجيش الإسلام، اغتيلا في منطقة دوما، التي تعد آخر منطقة يسيطر عليها جيش الإسلام في غوطة دمشق الشرقية، حيث عثر على جثتيهما في أطراف مدينة دوما، ويأتي هذا الاغتيال الذي جرى خلال الساعات الماضية، بالتزامن مع التوصل لاتفاق نهائي بين جيش الإسلام من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى، إذ جرى الاتفاق على اختيار ريف حلب الشمالي الشرقي كوجهة للخارجين من دوما، من مقاتلي جيش الإسلام وعوائلهم والمدنيين الرافضين للاتفاق، على أن تدخل الشرطة العسكرية خلال الساعات المقبلة لطمأنة الأهالي ودفعهم لعدم الخروج من المدينة، نحو الشمال السوري، وذلك في رغبة روسية بوقف انتقال المدنيين والمقاتلين نحو الشمال السوري.
ورفض جيش الإسلام اقتراح نقلهم إلى القلمون الشرقي باعتبارها منطقة محاصرة، كما رفض النظام انتقال جيش الإسلام إلى القلمون الشرقي باعتباره محوراً للنظام في أوقات مقبلة، في حين يجري الاتفاق بتكتم من جيش الإسلام على مجريات المفاوضات أو الاتفاقات، فيما ستعقب خطوة دخول الشرطة العسكرية الروسية، بدء عملية الإفراج عن الأسرى والمختطفين والمعتقلين لدى جيش الإسلام، وإجلاء جرحى ومرضى لتلقي العلاج، ودخول الدوائر الحكومية التابعة للنظام إلى المنطقة.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 72 ساعة من الآن أن مسؤولاً في فيلق الرحمن لقي حتفه في محافظة إدلب، بعد وصوله إليها، على يد أحد شركائه من التجار داخل الغوطة الشرقية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن خلافاً جرى بين مسؤول مالية فيلق الرحمن، والذي يكنَّى بأبو عصام عوكة، وبين أحد شركائه من التجار في الغوطة الشرقية، على خلفية أخذ المسؤول المالي للفيلق، للأموال الموجودة في خزينة فيلق الرحمن، ونقلها معه إلى إدلب، وحين وصولهم إلى إدلب، بعد خروجهم ضمن الدفعات التي خرجت ضمن اتفاق جوبر – زملكا – عربين، جرى خلاف بينه وبين شريكه الذي كانوا يقومون بأعمال تجارية في الغوطة الشرقية خلال سيطرة الفيلق على جزء من الغوطة الشرقية، وأدى الخصام بين الطرفين والمشاجرة على تقاسم الأموال بينهما، إلى قتل أبو عصام عوكة، بإطلاق النار عليه من قبل شريكه، عند أطراف محافظة إدلب.
وقصفت القوات الحكومية السورية، أماكن في درعا البلد بمدينة درعا، وأماكن أخرى في منطقة اللجاة شرق درعا، كذلك استهدفت القوات بالرشاشات الثقيلة مناطق في محور طفس في ريف درعا الشمالي، ويستمر القصف الصاروخي المكثف من قبل القوات الحكومية السورية على الريف الشمالي لحماة، حيث رصد المرصد السوري قصفًا مكثفًا استهدف أماكن في بلدة كفرزيتا واللطامنة ومورك وأماكن أخرى في المنطقة، وجدد الطيران الحربي قصفه على مناطق في ريف حماة الشمالي مستهدفاً محيط بلدتي مورك وكفرزيتا.
وجددت القوات الحكومية السورية قصفها الصاروخي على أماكن في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، في حين قتل قائد مجموعة من هيئة تحرير الشام جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجولين في منطقة خان شيخون جنوب إدلب، قبل أن يلوذوا بالفرار. ولا تزال المفاوضات متواصلة حول منطقة دوما بين جيش الإسلام من جانب، والروس من جانب آخر، حيث تأتي عملية استمرار المفاوضات بغية التوصل إلى حل النقاط العالقة والتوصل إلى اتفاق نهائي بما يتعلق بمعقل وآخر مدينة يسيطر عليها جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، وتعد وجهة أكثر من 60 ألف من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين من الراغبين بالخروج من دوما، أحد أبرز النقاط التي لا تزال تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي، على صعيد متصل من المنتظر أن تصل خلال الساعات المقبلة الدفعة الثامنة والنهائية من مهجري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية إلى قلعة المضيق شمال غرب حماة.
ونشر المرصد السوري، أنه رصد استمرار وصول تعزيزات عسكرية من عدة وعتاد تستقدمها القوات الحكومية السورية في إطار استمرار الطوق التي تفرضه على مدينة دوما، بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الجانب الروسي من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر، بغية التوصل إلى اتفاق نهائي حول منطقة دوما التي تعد معقل وآخر منطقة يسيطر عليها جيش الإسلام بالغوطة الشرقية، حيث علم المرصد السوري أن حشودات القوات الحكومية السورية هذه تأتي تحضيرًا لعمل عسكري متوقع في حال انهيار المفاوضات حول دوما والتي وصلت إلى مراحل متقدمة، على الرغم من استمرار رفض جناح أبو عبد الرحمن الكعكة المسؤول الشرعي العام في جيش الإسلام للحلول المطروحة من قبل الروس، بالإضافة لانتهاء تهجير القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية نحو الشمال السوري.
وكان دعا المرصد السوري أهالي غوطة دمشق الشرقية، إلى البقاء في مدنهم وبلداتهم، بعد خروج عشرات آلاف المدنيين من غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع قتل وجرح القوات الحكومية السورية وروسيا من خلال الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، لأكثر من 7 آلاف مدني خلال 34 يومًا متتالية، على أن تقوم الأمم المتحدة بتأمين بقائهم بشكل كامل، وإعطاء الضمانات التي تحول دون تنفيذ الاتفاق التركي – الروسي، القاضي بإحداث تغيير ديموغرافي متزامن في كل من غوطة دمشق الشرقية وعفرين، وأن تقوم قوات الاحتلال الروسي بتأمين المنطقة من الألغام والقذائف المزروعة وغير المنفجرة، لضمان سلامة الأهالي حفاظاً على حياتهم وخوفاً من إزهاق أرواح مزيد من المدنيين في الغوطة الشرقية التي شهدت قتلاً بكافة الأشكال من القذائف وصولاً إلى الموت جوعاً ومرضاً.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة منبج الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تشهد انتشار دوريات أميركية وفرنسية من ضمن قوات التحالف الدولي، حيث لا صحة لانسحاب أي عنصر من قوات التحالف الدولي من منبج، على صعيد آخر تشهد المدينة ومحيطها استنفارًا مستمرًا من قبل قوات مجلس منبج العسكري، حيث نشر المرصد السوري أنه لا تزال مدينة منبج تشهد منذ منتصف ليل الخميس – الجمعة، استنفارًا من قبل قوات التحالف الدولي وقوات مجلس منبج العسكرية في أعقاب الانفجار الذي هز المدينة، عند منتصف ليل الخميس – الجمعة بمنطقة منبج في الريف الشمالي الشرقي لحلب، والناجم عن انفجار استهدفه جنودًا من قوات التحالف الدولي في مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري والقوات الأميركية، وتسبب الاستهداف في مقتل عنصرين اثنين من قوات التحالف وإصابة ما لا يقل عن 9 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، بينهم عناصر من قوات مجلس منبج العسكري، حيث لا يزال عدد من قضوا مرشحًا للارتفاع لوجود جرحى إصاباتهم بليغة.
وتأتي عملية الاستهداف هذه في أعقاب محاولة اغتيال الناطق باسم مجلس منبج العسكري، شرفان درويش، والذي تعرض لاستهداف من قبل جهة تطلق على نفسها اسم “لواء مقاومة أرطغرل”، وجرت محاولة الاغتيال مساء يوم الـ 24 من آذار / مارس الجاري، حيث أصيب شرفان درويش على إثرها ونقل لتلقي العلاج، في حين نشر المرصد السوري في الـ 27 من الشهر الجاري، أنه عثر على جثمان شخص يرتدي زيًا عسكريًا مقتولاً في الريف الغربي للرقة، يرجح أنه عنصر من الاستخبارات التابعة لقوات سورية الديمقراطية، حيث وجدت جثته مرمية على الطريق جنوب بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي، مصاباً بطلق ناري يرجح أنها عملية اغتيال استهدفته بشكل مباشر، وكان مجهولون اغتالوا عمر علوش الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في مجلس الرقة المدني، حيث جرى اغتياله في منزله قبل نحو أسبوعين بمدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 17 من شباط / فبراير الماضي أنه اغتال مسلحون مجهولون شخصًا قالت مصادر أنه يتبع لمخابرات قوات سورية الديمقراطية بالقرب من منطقة دوار العجراوي في مدينة الطبقة الواقعة في الريف الغربي للرقة.
أرسل تعليقك