غزة - عبد القادر محمود
استشهد شابان بعد ظهر اليوم الإثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية طعن, وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الشاب مهند جميل الرجبي (٢١عاماً) والفتى أمير جمال الرجبي (١٧عاماً)، من مدينة الخليل بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما قرب المسجد الإبراهيمي في المدينة، فيما أعلن عن شهيد وإصابة آخر بجروح قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.
وأكد شهود عيان في حارة جابر في وقت سابق، أن جيش الاحتلال نقل الشاب المصاب بجراح خطيرة عبر سيارة إسعاف إسرائيلية إلى جهة مجهولة، فيما وضع الشهيد في "كيس" أسود اللون، وأعلن جيش الاحتلال المنطقة عسكرية مغلقة، ومنع أيّا من المواطنين من دخول المنطقة والخروج منها, فيما قال الإعلام العبري، إن جنديًا أصيب في يده بعملية الطعن قرب الحرم الإبراهيمي، وذكر بيان للجيش "أن فلسطينيين حاولا طعن جنود من "حرس الحدود" قبل استهدافهم بالرصاص.
وأصيبت سيدة فلسطينية بقنبلة غاز في صدرها، وتم نقلها الى المستشفى لتلقي العلاج، كما أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع في المواجهات التي اندلعت في مناطق متفرقة من مدينة الخليل.
واندلعت مواجهات بين عدد من الشبان وقوات الاحتلال قرب النقاط العسكرية المقامة على مدخل شارع الشهداء، وأطلق جنود الإحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي وقام الشبّان برشق الجنود بالحجارة، وأضافت المصادر، أن قوة من جيش الاحتلال بعد أن نصبت حاجزاً في منطقة واد الهرية، استولت على سطح منزل وتمركزت فيه, وقالت مصادر محلية، إن مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وحي الشيخ ومنطقة مفرق طارق ابن زياد في المنطقة الجنوبية من الخليل، بعد انتشار خبر قيام قوات الاحتلال بإعدام شاب وإصابة آخر بجراح بالقرب من الحرم الابراهيمي بحجة محاولتهما تنفيذ عملية طعن.
وأكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن انتفاضة القدس، خيارُ الشعب الفلسطيني، وبالتالي فمن الطبيعي أن تتصاعد وتشتد خاصةً في ظل اتساع الهجمة الصهيونية ضد الإنسان والمقدسات, واوضح أن هذه العمليات أثبتت فشل كل محاولات إجهاض أو احتواء هذه الانتفاضة، داعياً لاحتضان هذه الانتفاضة وحمايتها ووقف كل أشكال التنسيق مع الاحتلال، كما أدان اللقاءات التي تجريها مؤسسات وشخصيات مع الصهاينة.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تصعيد عمليات المقاومة ضد الاحتلال في الضفة المحتلة والقدس المحتلة، مؤكدة أن انتفاضة القدس لن تتوقف إلا بتحقيق طموحات شعبنا, وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إن موجة العمليات الفدائية الأخيرة بعد مرور عام على انطلاق انتفاضة القدس، يؤكد أن الانتفاضة قد تغير من طرقها وقد تنخفض وتيرتها لكنها لا تنتهي, وأضاف أن العمليات البطولية التي يقوم بها الشباب الثائر بالضفة المحتلة والقدس، تأتي تأكيداً من جمهور شعبنا على أن خيار المقاومة لا زال حاضراً وأن الجيل الفلسطيني يرفض الاحتلال وكل مشاريع التسوية معه.
وشدد على ضرورة الالتفاف الفصائلي والشعبي لانتفاضة القدس وتشكيل حاضنة اعلامية وشعبية وسياسية، مشيراً الى أن كل محاولات الاحتلال والسلطة بوأد الانتفاضة فاشلة، وأن استمرار التنسيق الأمني لن يمنع تصاعد الانتفاضة، واصفاً اياه بـ "العمل اللا وطني".
وقالت النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" سميرة حلايقة، إن تصعيد الاحتلال الأخير بحق الشعب الفلسطيني وإعدامه لأبنائه بدم بارد، دليل على حالة الرعب التي تسكن جنوده، وخوفه من دخول انتفاضة القدس في مراحل جديدة تشهد عمليات بطولية ضد جنوده ومستوطنيه, وأكدت حلايقة، على أن الاحتلال يحاول تطمين مواطنيه بأن لديه جيش قادر على حفظ الأمن ومنع العمليات البطولية التي ينفذها الشباب الفلسطيني الشجاع، مضيفة أن الاحتلال يحاول إعادة الهيبة للجيش الذي قهرته سكاكين المجاهدين، حتى بات يطلق النار حتى على خياله, واستنكرت حلايقة الموقف الفلسطيني الرسمي من إعدامات الاحتلال، قائلةً: كنا نأمل موقفًا فلسطينًا حازمًا يحمي ظهر المقاومة ويمنع المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، لكن هذا الأمل لم يتحقق وبقيَ حجم الدعم الدولي والأميركي على وجه الخصوص للاحتلال أكبر بكثير من حجم التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني.
أرسل تعليقك