دعت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا الفرقاء الليبيين إلى الجلوس على مائدة الحوار، والعودة إلى العملية السياسية لإنهاء الصراع بينهم على السلطة، خاصة بعد أن أعلنت قوات المشير خليفة حفتر سيطرتها على مطار طرابلس، في حين أن هناك هجومًا مضادًا من قبل قوات حكومة الوفاق الليبية ضد حفتر.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو، ونظيره البريطاني جيريمي هانت، أكدا التزامهما بمواصلة الجهود لـ " تجميد الوضع الحالي على الأرض والعودة إلى العملية السياسية" في ليبيا.
أقرأ أيضًا :
وزير خارجية "الوفاق" يُطالب بدعم طلب حكومته لاستثناء توريد الأسلحة إلى ليبيا
ووفقًا لنص البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي الليلة الماضية: "تحادث وزير الخارجية مايك بومبيو مع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس في اتصال هاتفي لمناقشة الأولويات العالمية الرئيسية، بما في ذلك حل النزاعين في ليبيا واليمن وضمان أمن البنية التحتية الحيوية".
وأضاف بيان الخارجية: "فيما يتعلق بليبيا، أكد وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني التزامهما بمواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق تجميد الوضع الحالي على الأرض والعودة إلى العملية السياسية".
ويشن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ الرابع من الشهر الجاري هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وكانت وزارة الخارجية التونسية، قد أكدت يوم أمس الجمعة، أنه يجري العمل حاليا على عقد اجتماع لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر بتونس العاصمة، لتنسيق جهود الدول الثلاث بهدف إنهاء حالة التوتر في ليبيا واستئناف المباحثات السياسية.
قوات حفتر تنتظر بدء المرحلة الثانية من المعركة
وأعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أنه بسط سيطرته على كوبري مطار طرابلس الدولي وكوبري وادي الربيع بالكامل، وأنه ينتظر البدء في المرحلة الثانية من معركة "تحرير طرابلس".
وقال مسؤول المركز الإعلامي للواء 73 مشاة، التابع للقيادة العامة للجيش، المنذر الخرطوش، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "الجيش الوطني الليبي يسيطر منذ بدء العمليات العسكرية على كوبري المطار وكوبري وادي الربيع بالكامل"، مشيرا إلى أن "قوات الجيش الليبي بانتظار تعليمات غرفة العمليات الرئيسية للبدء في المرحلة الثانية من الخطة".
وأوضح مسؤول المركز الإعلامي للواء 73 مشاة أن الوحدات العسكرية المشاركة في عملية "الفتح المبين" لديها مهام محددة لكل منها على صعيد الألوية والكتائب.
وأشار الخرطوش إلى أن "هناك مجموعات إرهابية تقاتل في صفوف مليشيات حكومة الوفاق نتوقع منها أن تستخدم التلغيم والسيارات المفخخة لمواجهتنا، ولا نستبعد استخدامها لمثل هذه الإعمال الإرهابية".
وختم قائلا، "تأكدنا من تواجد مجموعات إرهابية تقاتل مع مليشيات الوفاق منها مجموعه تابعة لأبو عبيدة الجراح".
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني الليبية اليوم الأحد ارتفاع حصيلة الاشتباكات التي تشهدها مناطق جنوب العاصمة طرابلس لليوم الرابع على التوالي إلى 221 قتيلا.
هجوم مضاد على حفتر
وأكد متحدث أن قوات حكومة الوفاق في طرابلس، المناوئة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بدأت هجوماً مضاداً قرب طرابلس، السبت.
وقال مصطفى المجعي، المتحدث باسم العملية العسكرية لحكومة الوفاق: "لقد بدأنا مرحلة الهجوم وصدرت الأوامر في ساعات الصباح الأولى للتقدم وكسب مزيد من الأراضي".
ويشن الجيش الليبي هجوما كبيرا منذ 4 أبريل/نيسان للسيطرة على طرابلس، مؤكدا أنها أصبحت ملاذا للإرهابيين من القاعدة.
وأفادت مصادر "العربية"، في الساعات الأولى من صباح السبت، بتقدم قوات الجيش الوطني الليبي بطريق المطار والسواني نحو مناطق وسط العاصمة طرابلس.
وذكرت المصادر أن الجيش الليبي تقدم إلى ما بعد منطقة وادي الربيع بـ 7 كيلو مترات حتى عين زارة.
ويأتي تقدم الجيش الليبي بعد قصف جوي منذ الجمعة على قوات حكومة الوفاق بالمنطقة.
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أكد أن هدف الجيش هو "الحفاظ على حياة السكان وممتلكاتهم بطرابلس".
وقال في الإيجاز الصحافي عن سير معركة طرابلس، الجمعة، إن "الجيش الليبي ملتزم بقواعد الاشتباك وبالقانون الإنساني".
وألمح إلى أن قوات حكومة الوفاق في طرابلس "شنت غارة جوية على الجيش الليبي، ولكن لم تحدث أي إصابات".
وشدد المتحدث على أن "العمليات في طرابلس تتقدم بسلاسة وثبات".
وأكد أن "الأمن مستتب في مدينة غريان"، نافياً أي شائعات متصلة بالمدينة.
وقال إن "جماعات إرهابية من القاعدة والنصرة أتوا من سوريا عبر تركيا إلى طرابلس".
وهدّد بأن "عهد الاعتداءات غير المحاسب عليها قد ولَّى".
وأفاد عن قيام الجيش الوطني "بتسليم قاعدة تمنهنت لوزارة الداخلية بعد إحباط هجوم إرهابي، أسفر عن مقتل 15 من المهاجمين".
وشرح على خريطة عسكرية كيف هاجم المسلحون مطاراً مدنياً داخل قاعدة تمنهنت، مبينا أهمية القاعدة وموضحا أن "الجيش طارد مهاجمي قاعدة تمنهنت لمسافات بعيدة".
وكشف أن "الجيش الوطني لديه أسرى تشاديين من قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج".
قد يهمك أيضًا :
تعيينات تصعّد الخلاف بين حفتر والسراج في خطوة تؤجّل توحيد الجيش
أرسل تعليقك